تعقيب بعد إعلان جامعة الحسين بن طلال


د. طـارق سـامي خـوري
اطّلعت على إعلان جامعة
الحسين بن طلال بخصوص المقاعد الإضافيّة لتخصّص التمريض في كلية الأميرة عائشة،
وهو إعلان يركّز على أبناء محافظتَي معان والعقبة فقط.
برأيي، هذا النوع من
الإعلانات يُعيدنا إلى حصر أبناء كل محافظة في جامعاتهم المحليّة، بينما التنوّع
والاختلاط بين شباب المحافظات في الجامعات الأردنيّة هو من أهمّ عوامل بناء
الثقافة والانتماء الوطني المشترك.
لو كنت صاحب قرار،
لذهبت في اتجاهٍ معاكس تمامًا:
أوزّع التخصّصات
الأكاديمية بين الجامعات الأردنيّة في المحافظات، بحيث يُجبَر الطلبة على الالتحاق
بالمحافظة التي تتوفّر فيها التخصّصات التي يرغبون بها.
بهذه الطريقة نضمن أن
يلتقي شباب من الشمال والجنوب والوسط في قاعات الدراسة، ليتبادلوا المعرفة
والخبرات والثقافة، وتذوب الحواجز المناطقية ويقوى النسيج الاجتماعي الأردني.
الجامعة ليست مبنى فقط، بل فضاء للتفاعل
والتنوّع.
إن حصر التخصّصات في كل
جامعة هو خطوة نحو تكامل وطني أوسع، يخلق جيلاً يعرف بعضه بعضًا، ويُسهم في ترسيخ
الانتماء المشترك بدل الانعزال المناطقي.