شريط الأخبار
بري: لن نتفاوض تحت النار وسلاح “حزب الله “شأن داخلي وإسرائيل باستمرارعدوانها سيتعيد إشعال الحرب انباء عن وفاة راعي بصاعقة برق بالمفرق مشعل يطرح بمؤتمر "العهد للقدس خارطة طريق لمواجهة الإبادة وتحرير القدس هكذا يسرقون اللحظة بخطاب عنصري فج! المصري: 600 مليون دينار ديون البلديات.. و75% من موازنات بلديات رواتب الجغبير: مدينة عمرة تمثل منصة اقتصادية متكاملة ستنشط الصناعة الاردنية اسرائيل تعربد بسوريا.. والامريكان يهنئون حكومة الشرع بمنع تهريب اسلحة لحزب الله 160 الف متقاعد ضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار! عدم استقرار جوي وأمطار تشتد مساء وتحذير من السيول ولي العهد: لحظة تاريخية .. حلم يكتب بداية جديدة لكرة القدم الأردنية النشامى ضمن مجموعة الأرجنتين والجزائر والنمسا في مونديال 2026 مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة الملك: فخورون بتواجد اسم الأردن في قرعة كأس العالم 2026 عائلة البرغوثي تكشف تفاصيل تعذيب مروع للقائد الأسير وسط مطالب دولية للإفراج عنه صاحب محل يقتل عامله ضربا مبرحا بالازرق وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر إثر حادث تسرّب غاز في العاصمة العين العماوي: العقبة مقبلة على تحولات هيكلية عميقة ستعيد رسم ملامح التشغيل الشبابي احباط محاولة تسلل شخصين للاردن الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل رئيس هيئة النزاهة امام"مالية النواب": "المستثمر" نفى تعرضه للابتزاز

غياب التفلسف في كتاب الفلسفة*!!

غياب التفلسف في كتاب الفلسفة*!!


  *بقلم: د. ذوقان عبيدات

 

 وأخيرًا! صار لدينا كتاب فلسفة، وهذا كتاب جاء بعد نضال رواد عديدين، ليس بينهم أحد ممن ألّفوا، وأشرفوا على الكتاب!. غاب عن الكتاب جميع المهتمين بالفلسفة وتعليمها. هذا أمر معروف، وشائع في الثقافة الأردنية، وخاصة في الثقافة التربوية.

من يكلفون بالتأليف ليسوا من المناضلين القريبين من الموضوع. وكأن شعار المركز الوطني للمناهج: كل الكتب "زي" بعضها! المهم كتاب يتحدث عن تاريخ الفلسفة، ونظرياتها، ومجالاتها.

 

               (١)

 

       *غياب الرؤية الفلسفية!*

 لا أدري إذا اطّلع "القائمون عليها " على المسوّغات التي أعدها المركز الوطني" أيام ما كان مركزًا ذا رؤية" حول ضرورة تدريس الفلسفة، وما الذي يجب تدريسه، وما الأهداف التي يراد تحقيقها لدى الطلبة؟

ولا أذكر أن أحدًا من المؤلفين والمشرفين حضر الاجتماعات المتتالية التي عقدت برئاسة د. عزمي محافظة، وضمت أبرز العاملين عليها!! ولكنك في الأردن يا عزيزي، حيث النصيب للمؤلفة قلوبهم!  وأبناء السبيل !طبعًا لا يشك أحد بقدرات أحد، لكن يصعب الإحساس بالمشكلة لمن ركب الباص بعد نزول جميع ركابه!!

 

          (٢)

*ما ذا يعني  وجودكتاب الفلسفة!!*

   كان هدف إدخال الفلسفة إلى مناهج التعليم هو تأكيد أهمية الحوار والتفكير الناقد، حتى إن بعض مسؤولي المركز الوطني كان يريد أن يكون عنوان الكتاب: مهارات التفكير الناقد! لكن إجلالًا لاسم الفلسفة، رأى د. عزمي محافظة، وآخرون، ومنهم أنا شخصيّا، أن يكون اسم الكتاب: الفلسفة!!

    صدر الكتاب بهذا العنوان، وإني لأرى أن مجرد وجود كتاب فلسفة هو تطور جذري في تفكير المجتمع الأردني الذي نخرته مسلّمات الفكر الجامد، والفكر الداعشي! ولذلك أرحب بالكتاب من حيث الشكل، ومن حيث المبدأ

   ويحق لكل مواطن أن يعرف ماذا قدمنا لطلبتنا في هذا الكتاب.

هل قدمنا موضوعات الفلسفة من غير فلسفة؟

هل قدمنا ما يثير أسئلة الفلسفة الكبرى لدى كل طالب؟

هل أرهقنا الطالب بمادة إضافية جديدة تزيد من نفوره من الدراسة، أم تقرّبه من المدرسة؟

هل أضعنا فرصة أمام تدريس الفلسفة؟ أم حققنا هدفًا!!

 

          (٣)

  *موضوعات الكتاب*

 احتوى الكتاب على وحدات أربع

في تعريف الفلسفة، وتاريخها، ونظرية المعرفة، والمنطق والتفكير. وهي برأيي يمكن أن تستوعب القضايا الرئيسة في الفلسفة. ويمكن تقدير التحفظ الذي أبداه الكتاب، ومؤلفوه تجاه قضايا الفلسفة والدين والحياة. فالكتاب مدرسي، وليس ثقافة عامة. والكتاب المدرسي عادة ما يكون جبانًا وحذِزًا  لدرجة تجعله فاقد الروح والحيوية. وهذا ما أبدع به مؤلفو الكتاب. فالكتاب يفترض أن يثير الطلبة للبحث في قضايا لا يستطيع نفسه إثارتها.

الفلسفة تحرير للبحث والسؤال!

 فالكتاب شكلًا يفي بالغرض! ولكن!!

 

              (٤)

*ما ليس فلسفة في كتاب الفلسفة

 يمكن ملاحظة عدد من المواقف غير الفلسفية في كتاب الفلسفة:

-فالكتاب سردي تقليدي، ينقل معلومات فوقية لطلبة مطلوب منهم أن يحفظوا تعريف الفلسفة، وتاريخها، وأسماء عشرات الفلاسفة التي وردت في سياقات عابرة بمن فيهم سقراط، وأرسطو، وإفلاطون!!

-جاءت الأفكار الفلسفية خالية من أي ربط مع قضية حياتية،فلا يشعر الطالب إلا بأنه في مادة تاريخية لا تعنيه.

-لم تسعَ المادة إلى حفز الطلبة على إثارة أيٌ سؤال فلسفي. وبذلك كانت المادة كسائر المواد، تقدم إجابات ولا تثير أسئلة.

-الرغبة الشديدة في نقل معلومات عن  كل الفلسفة دون ورودها في سياق يمكّن الطلبة والمعلمين غير المختصين من فهمها.

-الحديث عن التفكير الناقد لا علاقة له بممارسة هذا التفكير.

-الأسئلة كانت لمعرفة ما تذكره الطلبة من الفلسفة، ومفاهيمها.

-وأخيرًا، كتاب فلسفة كسائر الكتب، يقدم  خيارًا في مدارس تخلو من معلمي فلسفة وفي بلد خلا من تراث فلسفي مدرسي منذ خمسين عامًا!!.

ولذلك نقول:

كتاب غير فلسفي، تخلص فيه  مؤلفون محترمون  من عبء ألقاه مسؤول عليهم!!

كان الله في عون الطلبة، الذين سيغامرون باختيار مادة الفلسفة 

التي قد لا يختارها كثيرون!!

فهمت عليّ؟!!