هكذا يسرقون اللحظة بخطاب عنصري فج!
تمارا خزوز
بالأمس، انتظر الأردنيون بكل فخر نتائج قرعة نهائيات كأس
العالم، في لحظة كانت حتى وقت قريب بعيدة المنال؛ لحظة يُفترض أن يلتف فيها الناس
حول بعضهم، ويتعاظم فيها الشعور الوطني، وتذوب فيها الخلافات. ومع ذلك، أصرّ البعض
على سرقة هذه اللحظة بخطاب عنصري فجّ وتعليق معيب.
اعتراض على ظهور السيدة
سمر نصّار بالثوب الفلسطيني — وبالمناسبة لا أعرف المرأة ولم ألتقِ بها في حياتي —
في الوقت الذي خاطر فيه شرفاء العالم وأحراره بأنفسهم في أسطول الصمود، واقتحم
آخرون المحافل الدولية والمهرجانات الغنائية والعروض الرياضية حاملين الكوفية
الفلسطينية، ورفض عشرات الأطباء والممرضين وفرق الإغاثة من الأجانب مغادرة غزة،
وخسر آلاف الموظفين والطلاب وظائفهم ومقاعدهم الدراسية في أعرق الجامعات، احتجاجاً
وتذكيراً بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرّض له الأهل في غزة.
فهل ضاقت صدوركم عن هذ الرمزية؟ عن غزة التي حمل أهلها
أبناءهم مقطّعين ومحروقين في أكياس بلاستيكية ليدفنوهم؟
إن لم يكن الأردن الشاهد
والمدافع وحامل الرسالة في وجه هذا العالم اللاإنساني الظالم، فمن يكون إذاً؟














