شريط الأخبار
حماس توافق على ادارة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة ممداني.. المسلم الاشتراكي الديمقراطي و"عدو" ترامب يفوز بمنصب عمدة نيويورك الأردن يصدر سندات يوروبوند بقيمة 700 مليون دولار وبسعر فائدة 5.75% زيادين: مئات الاستقالات من الحزب المدني الديمقراطي سلمت اليوم عبر "أرامكس" لمستقلة الانتخاب العدالة الاجتماعية طريق التعافي ورفع الأجور مفتاح الاستقرار الملك يستقبل وزيرة الخارجية البريطانية ويحذر من التصعيد ضد الفلسطينيين العيسوي: القدس ستبقى في وجدان الملك والأردنيين ولا مساومة على الثوابت الوطنية الضمان واتحاد العمال ونقابة عاملي التعليم الخاص يبحثون آليات جديدة لضمان حقوق موظفي القطاع صيادلة القطاع العام: ثلاث سنوات من الوعود دون إنجاز وصبرنا نفد زلزال استقالات في الحزب المدني الديمقراطي.. ونزول التيارين المتصارعين عن الشجرة بات مستبعدا القبض على امرأتين سرقتا 100 ألف دينار في عين الباشا رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا من جمعية أغصان العطاء الخيرية فساد "الهستدروت" قضية كبرى تهز كيان الاحتلال.. واتهامات للمئات نذر العودة للحرب على لبنان تتصاعد والمقاومة تتمسك بسلاحها.. ومصر تتوسط اجتماع اسطنبول: الحكم في قطاع غزة يجب ان يكون بيد الفلسطينيين ولا لنظام الوصاية الملكة رانيا تدعو شباب العالم لمواجهة الكراهية بالأمل الذكاء الاصطناعي بين توسيع المعرفة وخطر اغتيال العقل حراك امريكي متسارع لتشكيل قوة دولية بتفويض من مجلس الامن لـ"ضبط" غزة غزة و"وهم" وقف الحرب وانتهاء المجاعة...أية مسؤوليات على "ثلاثي الوساطة" و"مجموعة الثمانية"؟ نتنياهو يرفض عرض حماس بخروج مقاوميها من "الخط الأصفر"

نيويورك تايمز: كيف تحوّلت انتخابات عمدة نيويورك إلى استفتاء حول الشرق الأوسط؟

نيويورك تايمز: كيف تحوّلت انتخابات عمدة نيويورك إلى استفتاء حول الشرق الأوسط؟


 

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن انتخابات عمدة نيويورك تحولت إلى استفتاء غير مباشر حول الحرب في غزة، بعد أن جعل المرشح زهران ممداني من العدالة للفلسطينيين محورًا سياسيًا وأخلاقيًا لحملته. وأوضحت الصحيفة أن السباق الانتخابي يعكس انقسامًا متصاعدًا داخل الحزب الديمقراطي وداخل المدينة بين مؤيدين لإسرائيل وداعمين لحقوق الفلسطينيين، في مشهدٍ يُبرز كيف أصبح صراع الشرق الأوسط قضية محلية تُعيد رسم ملامح السياسة الأمريكية.

وتقول: "في ظهيرةٍ خريفية دافئة، امتلأ منتزه ميجور مارك في كوينز بمئات من أنصار زوهران ممداني.. رجال يعتمرون الكوفيات ويرتدون قمصان النقابات العمالية، نساء يدفعن عربات الأطفال، ومجموعات تهتف بلغات مختلفة وترفع لافتات سياسية”.

على طرف الحديقة، كان صموئيل ليفيتان (23 عامًا) وأوجي باثلا (21 عامًا)، متطوعان في حملة ممداني منذ عام، يوزعان منشورات وتعليمات لطرق الأبواب. قبعاتهما البرتقالية حملت شعار "Zohran for New York City، وسترة مزينة بعبارات مثل "تجميد الإيجارات”، "نقل مجاني وسريع”، و"رعاية أطفال للجميع”.

لكن ما جذبهم إلى الحملة لم يكن برنامجها الاقتصادي، بل نشاط ممداني المتواصل دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية.
بعد عامين من التظاهر ضد الحرب في غزة، وجد كثير من الشباب الغاضب من عجز الساسة الأمريكيين منبرًا سياسيًا يُترجم احتجاجهم إلى فعلٍ ملموس.

"لم نعد نحتج في الفراغ،” قال ليفيتان، طالب الماجستير في جامعة كولومبيا. "الحملة أصبحت وسيلة لتحويل طاقتنا إلى حركة ذات هدف واضح”.

من المظاهرات إلى صناديق الاقتراع

استطاع ممداني (34 عامًا) أن يحوّل نشاطه المناصر لفلسطين إلى حركة سياسية واسعة، بفضل استخدامه الذكي لوسائل التواصل الاجتماعي ورسائله التي تربط بين العدالة الاجتماعية والسياسة الخارجية.

لكن بالنسبة لكثير من سكان نيويورك -خصوصًا أولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحرب- كانت مواقفه من إسرائيل والفلسطينيين هي الدافع الرئيس لدعمه، في مدينة تضم أكبر جالية يهودية خارج الشرق الأوسط.

ومع تقارب الأعداد بين المسلمين واليهود، يتغير التوازن الديموغرافي والسياسي في المدينة بوتيرة سريعة.

يقول المحلل الديمقراطي آدم كارلسون: "الذين نزلوا إلى الشوارع عام 2025 وجدوا في ممداني إطارًا منظمًا لتحويل غضبهم إلى فعل سياسي”.

انتخابات بلدية… أم استفتاء على غزة؟

مع اقتراب موعد التصويت، تحوّل السباق إلى ما يشبه استفتاءً على الصراع في الشرق الأوسط. كلٌّ من ممداني وخصمه أندرو كومو جعل غزة وإسرائيل محورًا في خطابه الانتخابي، وهو أمر نادر في انتخابات محلية.

ممداني، الذي فاجأ الجميع بفوزه في الانتخابات التمهيدية على كومو في يونيو، عمّق هذا الارتباط بين الحراك المناهض للحرب وصعوده السياسي.

بعد أيام من فوزه، ظهر على المسرح إلى جانب محمود خليل، أحد قادة احتجاجات جامعة كولومبيا، الذي قال أمام الحشد: "أنا متحمس لأن أربي ابني في مدينة تكون أنت عمدة لها”. الآن تشير الاستطلاعات إلى أن ممداني في طريقه للفوز بانتخابات الثلاثاء.

تحول داخل الحزب الديمقراطي

يرى النائب الديمقراطي رو خانا من كاليفورنيا أن صعود ممداني يجب أن يدفع الحزب إلى مراجعة دعمه غير المشروط لإسرائيل: "القيادة الحزبية لم تدرك بعد حجم الغضب الشعبي مما حدث في غزة”.

لكن في المقابل، عبّر أكثر من 1100 حاخام عن قلقهم، ووقّعوا رسالة مفتوحة تتهم ممداني بـ"تطبيع معاداة الصهيونية سياسيًا”. ونفى ممداني الاتهامات قائلًا لقناة ABC: "سأكون عمدة لكل سكان نيويورك، ولكل يهودي يعيش فيها”.

قلق داخل الجالية اليهودية

يخشى بعض مؤيدي إسرائيل من أن عداء ممداني للصهيونية قد يجعله غير منصف تجاه اليهود.
قال جوش كادن (32 عامًا)، مؤسس معرض 
Nova Exhibit الذي يوثق ضحايا هجوم حماس على مهرجان موسيقي في إسرائيل: "نحتاج إلى عمدة يحمي اليهود. أخشى أن هذا لن يكون أولوية لديه”.

بينما حذر المذيع دان سنور (53 عامًا) من أن "ممداني قد يميّز ضد مؤسساتٍ أو أفرادٍ لهم صلات بإسرائيل”.

خطاب العدالة والكرامة

في الأسابيع الأخيرة، ركز ممداني أكثر على قضايا المعيشة والإسكان والنقل، متجنبًا الخوض بتفصيل في الشأن الخارجي. أما كومو، فزار أسرة الجندي الإسرائيلي عمر نيورا -الذي أعادت حماس رفاته- في خطوة رمزية لاستقطاب الناخبين المؤيدين لإسرائيل.

ورغم أن العمدة لا يملك سلطة مباشرة في السياسة الخارجية، فإن مواقف ممداني الرمزية أكسبته مصداقية أخلاقية وسط قاعدته الشبابية.

تقول بيث ميلر، مديرة العمل السياسي في منظمة يهود من أجل السلام العادل: "اتساقه الأخلاقي ودعمه الصريح للحقوق الفلسطينية جعلا الآلاف من المتطوعين ينضمون إلى حملته”.

من المحلية إلى العالمية

بالنسبة لكثير من مؤيديه، مواقف ممداني ليست رمزية بل تجسيد لمبدأ العدالة نفسه.
قالت تنزيلان نهر التي حضرت تجمعه برفقة ابنتها: "إنه يقف في الجانب الصحيح من التاريخ”.

وأضافت تحريمة شيمو (27 عامًا): "بفضله أصبحنا أكثر جرأة في التعبير عن آرائنا، بعد أن كنا نخاف من الاتهامات”.

حتى في مناظرة الحزب التمهيدية، حين سُئل المرشحون عن أول دولة سيزورونها بعد الفوز، أجاب ثلاثة: "إسرائيل” أو "الأراضي المقدسة”، بينما قال ممداني ببساطة: "سأبقى في نيويورك لأحكم”.

عمدة على مفترق طريق

يقول محللون إن عمدة نيويورك يستطيع -من موقعه المحلي- تشكيل علاقة المدينة بإسرائيل من خلال الاستثمارات أو التعاون الثقافي أو طريقة التعامل مع الاحتجاجات.

توضح ميلر: "يمكنه أن يقرر كيف تُعامل الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، وهذا بحد ذاته موقف سياسي له أثر واسع”.

خلفية شخصية ورؤية عالمية

ولد ممداني لأستاذ جامعي في كولومبيا ومخرجة أفلام، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة.
في مؤتمر "الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا” عام 2023، قال: "النضال من أجل تحرير فلسطين هو جوهر قناعاتي السياسية”.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، كان من أبرز الأصوات في المظاهرات وعلى الشاشات.
في سبتمبر 2024، شارك في احتجاج أمام الأمم المتحدة خلال خطاب نتنياهو، وقال في مقابلة مع 
Democracy Now: "علينا أن نخدم احتياجات الناس بدل القول إننا لا نملك المال لحياة كريمة بينما نجد ما يكفي لقتل الأطفال في الخارج”.

بالنسبة للكاتبة الفلسطينية- الأمريكية سمية عوض، فإن خطابه "جعل السياسة تبدو أخلاقيًا مترابطة”: "حين يربط العدالة الاجتماعية بمقاومة الإبادة، فهو يوحّد المحلي والعالمي في رؤية واحدة”.

مدينة على مفترق الطرق

من موائد الإفطار الرمضانية إلى احتجاجات الجامعات، نجح ممداني في بناء تحالف متنوع: مسلمون، تقدميون، مناهضو الحرب، وبعض اليهود الليبراليين.

لكن ما يوحّدهم أكثر من أي شيء هو قناعته بأن العدالة في فلسطين تعني العدالة في نيويورك.

يقول الإمام محمد شاهيد الله: "لقد فتح لنا نوافذ متعددة للتواصل معه كمسلمين، كمهاجرين، كعمال، وكبشر يبحثون عن العدالة”.

ومع اقتراب يوم التصويت، يبدو واضحًا أن حربًا على بعد آلاف الكيلومترات جعلت من سباق عمدة نيويورك اختبارًا جديدًا للضمير الأمريكي، اختبارًا حول ما إذا كانت السياسة المحلية قادرة على أن تعكس قيمًا عالمية عن الكرامة، والمساواة، والحرية.