أكسيوس": واشنطن تتواصل مع السلطة الفلسطينية حول مرحلة ما بعد الحرب في غزة
نقل
موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن لقاء تم في نيويورك يمثل
"تواصلًا نادرًا" بين واشنطن والسلطة الفلسطينية بشأن مرحلة ما بعد
الحرب في غزة، ووصف مصدر الأجواء بأنها "إيجابية".
فقد عقد السفير
الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، اجتماعًا مع دبلوماسيين فلسطينيين في
نيويورك؛ لمناقشة مقترح أمريكي بنشر قوة دولية في قطاع غزة.
وكشف
"أكسيوس" الأمريكي عن أن اللقاء، الذي جرى الثلاثاء الماضي، شهد نقاشات
إيجابية حول مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن، فيما أكد المسؤولون الفلسطينيون أن
"لا مستقبل لحماس في غزة"، مشددين على ضرورة أن تلعب السلطة الفلسطينية
دورًا محوريًا في القطاع.
وقال إن الدبلوماسيين
الفلسطينيين استغلوا اللقاء لطرح أسئلة حول مشروع القرار الذي يتضمن إنشاء قوة
استقرار دولية لمدة عامين على الأقل. وأكد المسؤولون الفلسطينيون، وفقًا
لـ"أكسيوس"، أنه "لا مستقبل لحماس في قطاع غزة"، معربين عن
دعمهم للمقترح الأمريكي بإنهاء حكم الحركة.
وشددوا على "أهمية
دور السلطة الفلسطينية في غزة في المستقبل القريب"، مطالبين بدور أكثر فاعلية
في المرحلة الراهنة.
واشنطن كانت أرسلت
مشروع قرار إلى أعضاء مجلس الأمن لإنشاء قوة استقرار دولية في غزة، تهدف لتوفير
الأمن خلال فترة انتقالية تنسحب خلالها إسرائيل تدريجيًا، بينما تجري السلطة
الفلسطينية إصلاحات تمكنها من تولي إدارة غزة على المدى الطويل.
رغم معارضة إسرائيل لأي
مشاركة للسلطة الفلسطينية في الحكم والأمن بغزة، أفادت مصادر لـ"أكسيوس"
بأن بريطانيا وفرنسا ودولًا أوروبية تريد دورًا أكبر للسلطة، وترى ذلك مفتاحًا
لدعمها الخطة الأمريكية. وطلبت فرنسا من واشنطن إدراج تعديل يوسع دور السلطة، لكن
الولايات المتحدة وإسرائيل تعارضان ذلك.
وفي وقت سابق، قدَّمت
إدارة ترامب مقترحًا إلى إسرائيل لحل أزمة عناصر حماس الموجودين في أنفاق غزة، وسط
مخاوف من أن بقاءهم يقوِّض وقف إطلاق النار، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين
تحدثوا لـ"أكسيوس" الأمريكي.
وتسعى الإدارة الأمريكية
لاستخدام هذه الأزمة كنموذج محتمل لنزع سلاح حماس بشكل سلمي دون استئناف الحرب.
ويتضمن المقترح
الأمريكي نقل العناصر الموجودة في الأنفاق إلى مناطق خارج "الخط الأصفر"
الفاصل بين مناطق السيطرة دون استهدافهم، مع تسليم أسلحتهم داخل الأنفاق لطرف
ثالث، مقابل عفو إسرائيلي مشروط.
وبحسب المسؤولين
الأمريكيين، تشترط الخطة عدم عودة هؤلاء المقاتلين إلى النشاط العسكري، على أن يتم
نقلهم من المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى مناطق سيطرة حماس، وتدمير
الأنفاق التي كانوا يستخدمونها.
ونقل
"أكسيوس" عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله: "نريد أن تكون هذه
حالة اختبارية يمكن توسيعها لاحقًا إلى مناطق أخرى في غزة"، مشيرًا إلى أن
إقناع مقاتلي حماس بإلقاء السلاح يمثل القضية الأكثر حساسية في خطة السلام التي
طرحها ترامب.
وأضاف المسؤول أن
"الموقف الإسرائيلي متشدد كالعادة، لكن المفاوضات مستمرة"، فيما انتقد
مسؤول أمريكي آخر الجانب الإسرائيلي بقوة، قائلًا إنه "يحتاج لأن ينضج"،
وألا يسمح لقضية تكتيكية كأزمة الأنفاق في رفح بتقويض قضية إستراتيجية مثل اتفاق
غزة.
وذكر الموقع أن حماس لم
تقبل العرض الأمريكي في البداية، لكنها عادت لاحقًا وأبدت اهتمامًا، إلا أن
الإسرائيليين أصروا حينها على انتهاء المهلة الزمنية.
وأضاف الموقع أن الوضع
ازداد تعقيدًا عندما انتقد المتشددون داخل وخارج ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو
نيته السماح بـ"مرور آمن" لمقاتلي حماس، إذ تعتبر فكرة منح عفو
للمقاتلين أمرًا مرفوضًا لدى كثيرين في التحالف اليميني المتطرف.
ونقل
"أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير تأكيده أن إسرائيل "تتفاعل مع
الولايات المتحدة لكنها لا توافق حاليًا على جميع عناصر المقترح". وأوضح
المسؤول: "بعض مقاتلي حماس في أنفاق رفح قتلة ولا يمكن منحهم العفو، بل يمكن
قتلهم أو استسلامهم واعتقالهم على يد الجيش الإسرائيلي". وأضاف مسؤولون
إسرائيليون أن من شروطهم للسماح بـ"مرور آمن" لبعض مقاتلي حماس إعادة
الحركة جثمان ضابط الجيش الإسرائيلي هدار جولدين المحتجز في غزة منذ أكثر من 11
عامًا.

























