ليس خرقًا… لأن الموتَ في غزّة لم يأخذ إجازة يومًا…
د. طارق سامي خوري
القتل مستمرّ، والقصف مستمرّ، والإجرام يزداد فظاعةً كلّ ساعة، أطفالٌ
يموتون عطشًا، ومرضى يُتركون بلا دواء، وجرحى ينزفون بلا طبيب، وعائلات تبحث عن
لقمة خبز في مدينة محاصرة حتى الهواء. المجاعة تُصنع عمدًا، والمنع المتعمّد لدخول
الغذاء والمياه والدواء جريمة مكتملة الأركان، تُمارس بوجهٍ مكشوف أمام العالم،
وكأنّ غزة خارج الإنسانية وخارج الحقّ في الحياة. هذه ليست هدنة، بل استمرارٌ
للذبح بأساليب أخرى… والقاتل واحد.
وأين هم الآن أولئك الوسطاء الذين صفق لهم العالم واحتفلوا وتصوّروا،
وأوهمونا بأنهم حققوا بطولة؟
اختفوا عند أول اختبار، وتركوا الدم وحيدًا في مواجهة المذبحة… كما تركوه
وحيدًا منذ البداية… في مواجهة السفّاح، الذبّاح، والقاتل ذاته الذي لم يغيّر
منهجه في الإبادة ولا شهيّته للدم.
















