حمير غزة في المنفى الأوروبي
كتب د. محمد علي النجار
ما أرق قلوبهم .. فمذ اندلاع الحرب على قطاع
غزة .. قام أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر الإنسانية .. بإجلاء نحو 600 حمار من
القطاع إلى أوروبا كملاذ آمن لهذه الحمير!!.
ويقول القائمون على هذه المبادرة (الحيوانية):
إنهم أنقذوا في الدفعة الأخيرة وحدها ما يصل إلى خمسين حمارًا «هائماً أو مصاباً»
من منطقة الحرب في غزة. والجميل في الأمر أنهم أكملوا معروفهم مع هذه الحمير
الغزية .. بأن قاموا بإطلاق أسماء تليق بها في هذه البيئة الجديدة، فأطلقوا عليها
أسماء مثل: «آنا» و«إلزا» و«غريتا» و«رودي».
الأمر الذي أثار هذا
الموضوع الآن .. هو وصول ثمانية حمير غزاوية جديدة إلى ألمانيا، حيث نُقلت جوًا
إلى مطار لياج في بلجيكا .. قبل توزيعها على مرافق لرعاية الحيوانات .. أربعٌ منها استقبلها «تيَرغارتن أوبنهايم» في ولاية راينلاند بفالتس، بينما
نُقلت أربعة أخرى إلى مزرعة تحمل اسم «بالّيرمان رانش» في قرية بلوكفينكل الواقعة
بولاية سكسونيا السفلى. بحسب ما نشره موقع شبكة
الإذاعة الألمانية الدولية (ND).
غير أن الجدل حول هذا الموضوع اتخذ بُعدًا
سياسيًا وأخلاقيًا أوسع؛ لأن الاهتمام بنقل الحمير، يأتي في وقت لا تزال فيه غالبية الأطفال
الجرحى في غزة محرومين من فرصة العلاج في ألمانيا. ناهيك عن مقتل وجرح قرابة ربع مليون إنسان، وإن
كانت ألمانيا قد استقبلت في وقت سابق طفلين جريحين فقط من غزة .. وأجبرا على مغادرة البلاد بعد انتهاء فترة
علاجهما.
يقول أحدهم: إذا عرف السبب بطل العجب، فإذا
عرفنا أن وراء هذه الحملة الحيوانية جمعية مقرها في الكيان المحتل، عرفنا أن الغرض
منها بعد حرب الإبادة حرمان الغزيين حتى مما تبقى لهم من وسائل مواصلات!! ..
ويقول
آخر: يبدو أنهم اكتشفوا قوة وشكيمة الحمير الغزية وتحملها وصبرها فأرادوا
استنساخها والإكثار منها!! ..
ويقول
ثالث: لقد فشلوا حتى الآن في ترحيل الغزيين عن أرضهم .. فأرادوا ترحيل حميرهم
تعويضًا عن هذا الفشل!!..
وقال
رابع: يبدو أننا بتنا نعيش في العصر الذهبي للحيوانات؛ من حمير .. وقطط .. وكلاب ..
وأشياء أخرى ..
ولله
في خلقه شؤون













