شريط الأخبار
ولي العهد يفتتح حاضنة أعمال في كلية التدريب المهني بإربد الصليب الأحمر: آلاف العائلات في غزة تجهل مصير أبنائها وليد سيف يحاضر بمنتدى الحموري: الدعوة لقراءة الماضي نقديا يتجاوز الروايات الأحادية الجيش يُجلي دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في الأردن الملك يهنيء ابن زايد باليوم الوطني للامارات ضبط بئر مخالف بجرش وحفارة مخالفة في الكرك واعتداءات على خط ناقل المفرق اربد تنبؤات جوية بامطار قوية تبدا نهاية الاسبوع إعلام عبري: انتهت الحرب لكن العالم يواصل مطاردة جنود الجيش الإسرائيلي العيسوي: الأردن يمضي، بقيادة الملك، في مسارات التحديث الشامل لبناء وطن قوي يليق بأبنائه أطباء دوليون: جروح حرب الإبادة في غزة الأسوأ عالميا على الإطلاق الأردن يرسل مخبزين متنقلين جديدين إلى غزة بعد شهرين من المراقبة.. احباط تهريب مليون و200 الف حبة مخدرة (فيديو) لا يحصل إلا مع العرب! امريكا تطالب لبنان بقنبلة القتها اسرائيل ولم تنفجر ببيروت حملة دولية واسعة لإطلاق سراح مروان البرغوثي جيش الاحتلال يتوغل مجددا بقوات كبيرة في “القنيطرة” السورية الجيش الأمريكي يدمر 15 موقعًا لاسلحة داعش جنوب سوريا أبو رمان: سأتقدم ببلاغ للمدعي العام بحق هيئة النقل إذا لم تمتثل لقرار "مكافحة الفساد" الشواربة: 45 مليون دينار ايرادات الامانة من مخالفات السير حتى نهاية ايلول كيف تُسهم الجامعات بإعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل؟ العيسوي: الديوان الملكي كما أراده الملك بيت وملاذ لجميع الأردنيين

لصوص الصحة النفسية: أعداؤنا الخفيون في رحلة الحياة المعاصرة

لصوص الصحة النفسية: أعداؤنا الخفيون في رحلة الحياة المعاصرة


أ. د. اخليف الطراونة 


في عالمنا المعاصر، تتزايد الضغوط الأكاديمية والاجتماعية بشكل مستمر، ويظهر في حياتنا أعداء خفيون يُعرفون بـ "لصوص الصحة النفسية”. هؤلاء ليسوا مجرمين يرتدون أقنعة، بل يتخفون في تفاصيل حياتنا اليومية: في رسائل البريد الإلكتروني التي لا تنتهي، في الإشعارات الرقمية المستمرة، وفي علاقات صامتة لكنها مستنزفة للطاقة. تأثيرهم يمتد إلى أعماق قدرتنا على التفكير، والإبداع، واتخاذ القرارات، وغالبًا ما يتركنا غارقين في الإجهاد النفسي دون أن ندرك مصدره.

 

أحد أكثر هؤلاء اللصوص شيوعًا هو لص المقارنة، الذي يظهر بشكل واضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. نرى نجاحات الآخرين وكأنها نتائج سهلة، بينما الحقيقة غالبًا ما تكون سنوات طويلة من الكفاح والصعاب غير المرئية. المقارنة المستمرة تقلل من شعورنا بالإنجاز وتضعف التقدير الذاتي، بينما التحدي الحقيقي يكمن في أن يكون معيارنا لأنفسنا نحن، لا للآخرين.

هناك أيضًا لص الإرهاق المزمن، الذي ينبع من الانشغال المستمر والسعي لتحقيق الإنجاز بلا توقف. تجاهل إشارات الجسد والعقل للراحة يؤدي إلى استنزاف الطاقة النفسية ويقوض القدرة على التفكير العميق والإبداع المستدام. كل دقيقة مخصصة للراحة ليست رفاهية، بل استثمار حيوي لإنتاجية أعلى وأفكار أوضح.

ومن أخطر هذه اللصوص العلاقات السامة، فالأشخاص الذين يزرعون الشكوك في أنفسنا أو يحوّلون كل تفاعل إلى اختبار عاطفي يمثلون عبئًا نفسيًا كبيرًا. اختيار المحيط الاجتماعي الداعم أمر أساسي للحفاظ على التركيز والطاقة الذهنية، وهو شرط أساسي لتحقيق الأداء الأكاديمي والمهني المتميز.

السعي إلى الكمال يمثل لصًا آخر، فهو يحوّل الإنجازات إلى شعور دائم بالفشل، ويقلل من متعة التقدّم والتحسين المستمر. الجودة والعمل المتقن أهم من المثالية المطلقة التي لا يمكن بلوغها، ويجب أن يكون السعي للكمال متوازنًا مع الرضا عن الإنجازات المستمرة.

حتى الضوضاء الرقمية اليومية يمكن أن تكون لصًا مستترًا، فالهواتف والإشعارات المتلاحقة، ومقاطع الفيديو، والرسائل التي لا تنتهي، كلها تسرق التركيز والهدوء. القدرة على إدارة ما يصل إلينا من محتوى رقمي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على الطاقة النفسية والقدرة على الإنتاج العلمي والمهنية العالية.

إن حماية الصحة النفسية تتطلب وضع حدود واضحة للعمل والراحة والتفاعل الرقمي، وإدارة الطاقة الذهنية بعناية، ومعاملة الذات بلطف ورحمة كما لو كنا نتعامل مع شخص مقرب يمر بظرف صعب. كما أن الاختيار الواعي لما نعرض له أنفسنا من محتوى ومن نتواصل معهم ومن الأفكار التي نسمح لها بالبقاء في ذهننا يعد جزءًا أساسيًا من هذا الحماية.

الصحة النفسية ليست رفاهية، بل رأس المال الحقيقي الذي تُبنى عليه كل إنجازاتنا، سواء الأكاديمية أو المهنية أو الشخصية. المحافظة عليها ليست خيارًا، بل شرط أساسي للعيش بإنتاجية وإبداع ورضا حقيقي عن الذات. من يدرك هذا يستطيع تحويل الضغوط إلى فرص للنمو والتفوق المستدام. ــ الراي