شريط الأخبار
وليد سيف يحاضر بمنتدى الحموري: الدعوة لقراءة الماضي نقديا يتجاوز الروايات الأحادية الجيش يُجلي دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في الأردن الملك يهنيء ابن زايد باليوم الوطني للامارات ضبط بئر مخالف بجرش وحفارة مخالفة في الكرك واعتداءات على خط ناقل المفرق اربد تنبؤات جوية بامطار قوية تبدا نهاية الاسبوع إعلام عبري: انتهت الحرب لكن العالم يواصل مطاردة جنود الجيش الإسرائيلي العيسوي: الأردن يمضي، بقيادة الملك، في مسارات التحديث الشامل لبناء وطن قوي يليق بأبنائه أطباء دوليون: جروح حرب الإبادة في غزة الأسوأ عالميا على الإطلاق الأردن يرسل مخبزين متنقلين جديدين إلى غزة بعد شهرين من المراقبة.. احباط تهريب مليون و200 الف حبة مخدرة (فيديو) لا يحصل إلا مع العرب! امريكا تطالب لبنان بقنبلة القتها اسرائيل ولم تنفجر ببيروت حملة دولية واسعة لإطلاق سراح مروان البرغوثي جيش الاحتلال يتوغل مجددا بقوات كبيرة في “القنيطرة” السورية الجيش الأمريكي يدمر 15 موقعًا لاسلحة داعش جنوب سوريا أبو رمان: سأتقدم ببلاغ للمدعي العام بحق هيئة النقل إذا لم تمتثل لقرار "مكافحة الفساد" الشواربة: 45 مليون دينار ايرادات الامانة من مخالفات السير حتى نهاية ايلول كيف تُسهم الجامعات بإعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل؟ العيسوي: الديوان الملكي كما أراده الملك بيت وملاذ لجميع الأردنيين رفع اسعار البنزين نصف قرش للتر والديزل قرشان للتر الملك يحضر حفل تنصيب رئيس جمهورية باربادوس

وليد سيف يحاضر بمنتدى الحموري: الدعوة لقراءة الماضي نقديا يتجاوز الروايات الأحادية

وليد سيف يحاضر بمنتدى الحموري: الدعوة لقراءة الماضي نقديا يتجاوز الروايات الأحادية


 


ضمن سلسلة حرب الوعي والرواية، نظّم منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية، مساء أمس، ندوة بعنوان "سؤال التاريخ: الرواية العربية وتشكيل الوعي" قدّمها المفكر والكاتب الدرامي الدكتور وليد سيف، وسط حضور من المثقفين والمهتمين بالشأن الفكري والأدبي.

وتناول سيف في محاضرته سؤال اللجوء إلى التاريخ في العمل الدرامي والروائي، نافياً أن يكون ذلك هروباً من معالجة أسئلة الحاضر، أو مجرد استدعاء لبطولات الماضي تعويضاً عن أزمات الواقع. وأكد أن المادة التاريخية تصبح في يد الكاتب أداة لطرح أسئلة إنسانية عامّة، تتجاوز حدود الزمان والمكان، شريطة أن تُعالج معالجة فنية واعية.

وقال إن المعاصرة في العمل السردي لا تُقاس بزمن الأحداث، بل بقدرة العمل على مخاطبة الإنسان المعاصر معرفياً ووجدانياً وجمالياً، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الأعمال العالمية التي تدور أحداثها في سياقات بعيدة عن واقع القارئ العربي، تنجح في التأثير لأنها تخاطب الجوهر الإنساني المشترك.

وأشار سيف إلى أن الإبداع الأدبي المعاصر لا يقتضي أن تدور الأحداث في زمننا الحالي، إذ قد تعجز أعمال كثيرة تدور في العصر الراهن عن ملامسة الواقع الحقيقي. واعتبر أن المعاصرة تتحقق بالرسالة والمعالجة الفنية وليس بزمن الأحداث.
وقال إن الكاتب مهما كتب عن الماضي، فهو ابن واقعه وعصره ووعيه الراهن، الذي ينعكس على قراءته للتاريخ وتشكيل شخصياته، كما أن المتلقي نفسه يعيش في أسئلة العصر، وهذا ما يجعل العمل الدرامي قادرًا على مخاطبة جمهوره.


وبيّن سيف أن اللجوء إلى التاريخ لا يعني كتابة عمل توثيقي، بل إنتاج نص أدبي أو درامي يتجاوز الظرفين الزمني والمكاني ليقدّم أسئلة إنسانية عابرة. وقال إن الكاتب "لا يستدعي المادة التاريخية ليكتب وثيقة، وإنما ليصوغ عملاً فنياً يعبّر عن رؤيته ووعيه وأسئلته المعاصرة".

كما شدّد على ضرورة قراءة الماضي قراءة نقدية تتجاوز الروايات الأحادية، مشيرًا إلى أن بعض الكتّاب يقرأون التاريخ بأحكام مسبقة ذات أبعاد سياسية أو عقدية، بينما المطلوب هو تحرير الوعي من التحيزات وقراءة التاريخ بعين ناقدة.

وأكد سيف أنه لا يجوز لكاتب العمل الدرامي الإخلال بالثوابت التاريخية، لكنه يستطيع التحرك في المساحات الاجتماعية والإنسانية غير المدوّنة، موضحًا أن المصادر التاريخية تركّز غالبًا على السلاطين والحكام والأحداث الكبرى وتُهمل الواقع الاجتماعي، وهذه المساحة تمنح الكاتب إمكانية خلق شخصيات موازية تعبّر عن روح العصر. وضرب مثالًا بشخصية بدر في مسلسل صقر قريش، وهي شخصية مهمّشة في المدونات التاريخية رغم دورها السياسي المحوري، قائلاً إن مهمة الكاتب أن "يبحث عن الغائب والمغيب في السرد التاريخي".

وبيّن سيف أن العودة إلى التاريخ ليست بحثًا عن أمجاد الماضي ولا تعويضًا عن خسائر الحاضر، بل لأنها تتيح لنا النظر إلى أنفسنا ومساءلة واقعنا، لافتًا إلى أن التاريخ القديم والتاريخ الحديث كلاهما تاريخ، والانشغال بهما هو انشغال بالإنسان وأسئلته.

وفي سياق حديثه عن تحويل الشخصيات التاريخية إلى أعمال درامية، أشار سيف إلى أن ليست كل الشخصيات قابلة للمعالجة الفنية، فبعضها يخلو من الصراعات أو التحولات التي تجعلها مادة درامية. وضرب مثالًا بشخصية الخليفة عمر بن عبدالعزيز، قائلاً إنها شخصية عظيمة لكنها لا تمنح الكاتب مساحات درامية كافية، خلافًا لشخصيات أخرى مثل الحاكم بأمر الله الفاطمي التي تمتلك طبيعة درامية ثرية لكنها قد تثير حساسيات مذهبية.

وفي ختام الندوة، دار نقاش موسّع مع الجمهور حول دور الرواية والدراما في تشكيل الوعي، وكيفية حماية الذاكرة الجمعية من القراءات الانتقائية أو الأيديولوجية.