اسرائيل: هجرة العقول والكفاءات العلمية في تزايد جراء الحرب والانقلاب القضائي
يستدل من تقرير مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الصادر هذا
الأسبوع، أن هجرة العقول من إسرائيل قد تزايدت في السنوات الأخيرة، وهذا قبل
احتساب الهجرة الفعلية في السنتين الأخيرتين، بفعل الحروب الإسرائيلي، وحسب تقرير
المكتب فإن ميزان الهجرة من ناحية حملة المؤهلات الأكاديمية العليا (هجرة العقول)،
بات "سلبيا"، ومن أبرز المعطيات أن 16% من حملة شهادة الدكتوراة،
الحاصلين عليها بين الأعوام 1990 إلى 2018، مقيمون في الخارج، مع توجهات إقامة
دائمة.
ويشير التقرير بشكل خاص، إلى هجرة الأجيال الشابة، من ذوي هذه
المؤهلات العليا، وتنسب صحيفة "ذي ماركر" أسباب الهجرة المتزايدة، الى ما
يسمى "الانقلاب على الجهاز القضائي"، وأيضا الحرب الإسرائيلية، ثم يأتي،
بحسب الصحيفة، شُح ميزانيات الأبحاث العلمية، في الجامعات الإسرائيلية.
ويقول المكتب المركزي للإحصاء إن إسرائيل شهدت في العام الماضي
2024، عجزًا في ميزان الهجرة الأكاديمية، حيث فاق عدد الأكاديميين الحاصلين على
درجة البكالوريوس أو أعلى، والذين هاجروا للعيش في الخارج عددَ الأكاديميين العائدين.
ووفقًا للبيانات، فإن "هجرة العقول" هذه، تتسم بأنها هجرة شبابية،
متعلمة، ومن مجتمعات مستقرة في إسرائيل، وتحديدًا من منطقة تل أبيب الكبرى.
وبحسب التقرير، فإن 16% من حملة شهادة الدكتوراة، مقيمين في الخارج
منذ 3 سنوات على الأقل، ومنهم منذ سنوات طويلة، وفي التفاصيل يظهر أن أكثر من ربع
الإسرائيليين الحاصلين على درجة الدكتوراة في الرياضيات (25.4%) يعيشون في الخارج
اليوم، وكذلك 21.7% من خريجي الدكتوراة في علوم الحاسوب، و19.4% من حاملي
الدكتوراة في علم الوراثة، و17.3% من خريجي الدكتوراة في علم الأحياء الدقيقة،
و17% من خريجي الدكتوراة في الفيزياء، و14% من خريجي الدكتوراة في الكيمياء، ونسبة
مماثلة بين حاملي الدكتوراة في الهندسة الكهربائية وحاملي الدكتوراة في علم
الأحياء.
بحسب المكتب المركزي للإحصاء، شهد العام 2024 ارتفاعًا في عدد
المهاجرين الجدد من إسرائيل، وانخفاضًا في عدد العائدين بعد إقامة طويلة في
الخارج. ويُعرّف المكتب العائدين من الخارج بأنهم أولئك الذين أقاموا في الخارج
لأكثر من ثلاث سنوات وعادوا إلى إسرائيل قبل أكثر من عامين. وابتداءً من عام 2022،
بدأ اتجاه تنازلي في عدد الإسرائيليين العائدين إلى إسرائيل، بينما بدأ في عام
2023 اتجاه تصاعدي في عدد الإسرائيليين الذين ينتقلون إلى الخارج ويقيمون فيها
لفترات طويلة.
الوضع مختلف لدى حمة الشهادتين الأولى والثانية
إلا أن البيانات تشير إلى انخفاض طفيف في نسبة الإسرائيليين الحاصلين
على شهادتين أولى وثانية للمقيمين في الخارج. على سبيل المثال، بين الأكاديميين
الذين أكملوا دراساتهم في السنوات القريبة من تاريخ المسح، انخفضت نسبة الحاصلين
على درجة الماجستير في الطب المقيمين في الخارج من 5.2% عام 2020 إلى 3.8% عام
2024. كما انخفضت نسبة الحاصلين على درجة الماجستير المقيمين في الخارج عام 2024
إلى 3.2% مقارنةً بـ 3.9% عام 2016، وانخفضت نسبة الحاصلين على درجة البكالوريوس
المقيمين في الخارج إلى 3.5% مقارنةً بـ 5.1% عام 2016.
ومن بين خريجي الماجستير، يقيم حاليًا 21% من خريجي ماجستير
الموسيقى من المؤسسات الإسرائيلية في الخارج، وكذلك 16.7% من خريجي ماجستير علوم
الحاسوب، و13.6% من خريجي ماجستير الرياضيات، ونحو 15% من خريجي ماجستير العلاقات
الدولية، و13.1% من خريجي ماجستير الفيزياء، ونحو 12% من خريجي ماجستير الكيمياء.
من بين خريجي درجة البكالوريوس، يعيش 25.8% من خريجي الموسيقى من
إسرائيل في الخارج، وكذلك حوالي 20% من خريجي اللغة الإنجليزية (اللغة والأدب)
وحوالي 20% من خريجي درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية.


















