الاحتلال ينتظر الضوء الامريكي الاخضر لفتح حرب جديدة على حزب الله.. وتفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله
قال تقرير، نشره موقع "واينت"الاسرائيلي،
اليوم الاربعاء، إن جيش الاحتلال يقوم بالتمهيد للعملية التي يخطط لها في الشمال،
ويضغط على المستوى السياسي لتنفيذها، وذلك رغم أن حزب الله قرر مواصلة سياسة ضبط
النفس، قبل نحو شهر مع اغتيال من تصفه إسرائيل كرئيس أركان حزب الله، هيثم علي
طبطبائي. ولم يطلق حتى قذيفة هاون واحدة رداً على تصفية قائده العسكري الأبرز.
لكن هذا لن يكون حال
جولة التصعيد المقبلة؛ إذ يقدّر جيش الاحتلال أن حزب الله سيعمل وفق خطة نارية
منظمة، تشمل إطلاق مئات الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة والذخائر الانتحارية
على مدى عدة أيام.
وبحسب
التقرير أنه، وعلى عكس الجولات السابقة مع غزة على مرّ السنين، وكذلك مع حزب الله
بين الحين والآخر، ستكون هذه المرة آلية لإغلاق التصعيد والعودة إلى وقف إطلاق
النار وهي غرفة عمليات فعّالة ومجرّبة من العام الماضي، تضم ضباطاً أميركيين
ولبنانيين، وتوزّع نشاطها بين بيروت ومقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد.
وعلى
أي حال، يقدّر مسؤولون في جيش الاحتلال أن إسرائيل لن تخرج لتنفيذ هذه العملية من
دون موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولذلك من المشكوك فيه أن يتم تنفيذها
قبل زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في نهاية الشهر.
في
شعبة الاستخبارات العسكرية يُقدَّر أن حزب الله يفضّل في هذه المرحلة مواصلة
امتصاص الهجمات شبه اليومية لجيش الاحتلال، وإدارة صراعاته الداخلية في لبنان التي
يراها أكثر قابلية للسيطرة.
ويدعي
جيش الاحتلال أن هيمنة حزب الله كحركة سياسية مدنية تضررت خلال العام الماضي، وأن
المنظمة تواجه صعوبة في دفع إيجارات لعشرات آلاف اللبنانيين النازحين داخل بلادهم،
الذين لم يعودوا بعد إلى منازلهم المدمّرة في جنوب لبنان، في أعقاب العدوان البري
لجيش الاحتلال.
ويزعم مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية:
"نرى عدداً متزايداً من المؤيدين الشيعة الذين يفضلون الانتقال لدعم حركة
أمل، المنافسة لحزب الله، الذي لم يعد قادراً على دعم آلاف العائلات الثكلى
والمصابين كثر. ومع ذلك، لا يزال حزب الله أقوى عسكرياً من الجيش اللبناني، وعندما
تنقلب هذه المعادلة سنعلم أن هناك تغييراً لصالحنا".
وبحسبهم،
"إلى أن يحدث ذلك، سيواصل حزب الله إعادة بناء قدراته، أساساً عبر الإنتاج
الذاتي وتحويل صواريخه إلى صواريخ دقيقة، وسنكون مضطرين إلى مواصلة القتال ضده بأي
ثمن. وكلما أصبح الحديث عن تفكيك حزب الله أكثر واقعية، وتم جمع سلاحه بالقوة،
سيزداد عدوانية. حزب الله لا يبادر إطلاقاً إلى نزع سلاحه، في حين يحافظ الجيش
اللبناني من جهته على طابع رسمي ومؤسساتي في هذه المهمة".
ويدعي
التقرير أن حزب الله يحاول توزيع أصوله على نطاق أوسع، لكن حتى ذلك لا ينجح. وكما
ذُكر، يرصد جيش الاحتلال ظاهرة جديدة تتعلق بصعوبة استئجار الشقق. فعلى سبيل
المثال، وفي إطار الخروج من الضاحية إلى أحياء أخرى في بيروت، يحاول عناصر التنظيم
استئجار شقق لإسكان عائلاتهم، وربما إقامة غرفة عمليات في إحدى الغرف.
ويزعم
جيش الاحتلال: "حتى الذين ينجحون يواجهون أحياناً معارضة من الجيران، الذين
قد يطردونهم من دون خوف. هذه ظواهر لم نرَها في السابق، لأن هؤلاء المدنيين يدركون
أن أحداً لن يعوّضهم عن الأضرار الجانبية التي ستلحق بمنازلهم عندما يقصف جيش
الاحتلال تلك الشقة".
ويدعي
مسؤولون: "قاسم لا يتمتع بالكاريزما التي كان يتمتع بها نصرالله، ولذلك لا
توجد آمال كبيرة لدى مئات آلاف الشيعة في لبنان، وهو ما يفسر أيضاً التحول لدعم
حركة أمل. يجب أن نتذكر أن هاتين الحركتين ليستا مجرد تنظيمات وأذرع عسكرية، بل
أيضاً جهات تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية للجماهير".
العقيد
ش.، رئيس فرع الأهداف في لواء الأبحاث بالاستخبارات العسكرية، والعقيد أ.، رئيس
الفرع "السياسي والاستراتيجي"، بلورا خريطة الطريق للفترة التي سبقت
وتلت اغتيال الأمين العام حسن نصرالله.
واليوم تُستخدم تحليلاتهما بشأن المرحلة المقبلة
من قبل متخذي القرار في قمة جيش الاحتلال والمستوى السياسي، بما في ذلك في قضايا
مصيرية ثقيلة، مثل: هل تستحق جولة إضعاف إضافية لحزب الله شللاً جديداً للجليل،
وسقوط صواريخ في حيفا، وصفارات إنذار في تل أبيب التي بدأت للتو في استضافة
مباريات رياضية أوروبية مجدداً؟
كان
الضابطان من بين من دفعوا باتجاه اغتيال نصرالله في أيلول/سبتمبر الماضي. ويقول
العقيد ش.: "لدى حزب الله عشرات المخابئ والأصول الحساسة في أنحاء بيروت،
وكنا نتابعها لفهم أي منها يتواجد فيه نصرالله في كل مرة. هذه كانت عملية دقيقة
استمرت سنوات. الأمر أشبه بمتاهة، لأن المخابئ متصلة بأنفاق وممرات تحت المباني
السكنية، مع تشابكات يجب معرفتها بدقة متناهية. ليت الأمر كان مجرد معرفة مكان
اختباء نصرالله". ويضيف أن الرقيبة ن.، إحدى المجندات المسؤولات عن المراقبة
الدائمة لأحد مخابئ نصرالله، طلبت بعد عملية "البيجر" تعزيز دقة
المتابعة للموقع الذي تشرف عليه، لتعميق التحقيق حوله، وهكذا كان.
ويتذكر
العقيد ش. كيف أخذ الملخص الذي أعدته الرقيبة ن. إلى نقاش مع رئيس الاستخبارات
العسكرية وقائد سلاح الجو: "كنت مستعداً لوضع رُتبي على الطاولة إذا لم تنجح
العملية، وهذا ما قلته للجنرالات قبل التنفيذ، مستنداً إلى معطيات الرقيبة ن. كما
قال نظيري من سلاح الجو إنه مستعد لوضع أجنحة الطيران الخاصة به على الطاولة إذا
فشلت العملية. لذلك لم نكتفِ بقصف الغرف التي اعتقدنا أن نصرالله سيكون فيها، بل
قصفنا أيضاً تقاطعات الأنفاق القريبة لمنع أي محاولة هروب".
في
العملية التي اغتيل فيها نصرالله، والتي أُطلق عليها اسم "نظام جديد"،
قُتل بحسب جيش الاحتلال 40 مدنياً غير متورطين و30 مسلحاً، بينهم قادة بارزون في
حزب الله. ومن وجهة نظر الجيش، كان هذا "سعراً للأضرار الجانبية" كانوا
مستعدين لدفعه بكلتا اليدين.
ويقول
التقرير، إنه بهذا القدر من الثقة بالنفس والخبرة المتراكمة في مواجهة حزب الله،
تتقدم شعبة الاستخبارات وقيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجو بعيون مفتوحة على
مصراعيها نحو مواجهة أخرى مع حزب الله، الذي جرى ردعه لكنه لم يُهزم. والفهم
السائد هناك هو أننا نتعامل هذه المرة مع منظمة مختلفة، استعدت أيضاً لسيناريو
مختلف، مع عدد أقل من القادة المتمرسين، لكنها لا تزال تمتلك ترسانة ثقيلة من
وسائل القتال والصواريخ وعشرات آلاف المسلحين.
ويختتم التقرير، بأن التحدي سيكون ليس فقط في تدمير مصانع
السلاح، بل أيضاً في ملاحقة قادة المستوى الوسيط الذين يديرون العمليات. ولا تزال
بحوزتهم وحدة حماية داخل حزب الله، استخلصت الدروس من خريف العام الماضي.
وتوضح العقيد أ.:
"حزب الله يستثمر كثيراً في حماية أصوله. نحن نقدر أن ميزانيات إعادة الإعمار
من إيران ستزداد في السنوات المقبلة، لتتجاوز 700مليون دولار سنوياً التي خصصتها طهران لحزب الله. الإيرانيون
ما زالوا يرون في حزب الله مشروع وكيل مركزي، ويعملون على ألا يفقد نفوذه في
لبنان. اليوم، بقي في حزب الله أساساً المستوى الثاني وما دونه، بعد أن قضينا على
معظم هيئة أركان التنظيم. وهذا يغيّر قواعد اللعبة".


















