شريط الأخبار
الحكومة: اراضي عمرة تعود لخزينة الدولة.. وسنلاحق قانونيا كل قدم معلومات كاذية ومضللة واخيرا.. وزارة الطاقة ترد على الانتقادات والتحفظات لاتفاقية تعدين النحاس في أبو خشيبة العيسوي: النهج الهاشمي الحكيم عزز استقرار وأمن الاردن رغم العواصف طريق حزب الله لدرء الأسوأ بالسيئ الظهراوي: 300 الف مركبة غير مرخصة لمواطنين كادحين النيابة العامة تقرر منع سفر 14 متهما بقضية وفيات مدفاة الشموسة ما الذي يحتاجه الأردن بالاتفاقيات مع المستثمرين الأجانب ياستثمار الموارد الطبيعية الاستراتيجية؟ الاستخبارات الأمريكية تتهم "الناتو" بمحاولة جر واشنطن لحرب مع روسيا ابو هنية يعلق على انتقاد اتفاقيات التعدين: مناقشتها حق مشروع والحسم قرار دستوري تحت قبة البرلمان سمر نصار: التعاقد مع جمال سلامي مشروع كروي طويل الأمد لا يرتبط بالبطولات لو كان أرسطو يعيش في الأردن اليوم: نصائح فيلسوف لبناء دولة حديثة حزب العمال يفجر قنبلة بحضن الحكومة: اتفاقية تعدين النحاس بالخشيبة غامضة ومجحفة وغير قانونية! ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة (غاز العدو احتلال) تحذر من استمرار التهديدات للاردن سياديا وامنيا بملفي الطاقة والمياه تجارة الأردن تشارك في اكبر تجمع اقتصادي للقطاع الخاص العربي مدافيء "الشموسة" تخلف 14 وفاة و9 اصابات.. والنيابة العامة تباشر التحقيق بنك الاتحاد يستحوذ على عمليات وفروع البنك العقاري المصري العربي – الأردن النائب القباعي يمطر الحكومة بالاسئلة والتشكيك باتفاقية نحاس ابو خشيبة.. ووزير الطاقة يهرب للعموميات ! 172 مليون دينار قيمة أراض اشتراها الضمان بمدينة عمرة ملحس: موجودات الضمان ارتفعت العام الحالي نحو 2.2 مليار دينار

"الواسطة"… شفاعة محرّمة

الواسطة… شفاعة محرّمة


 

بقلم : لما جمال العبسه

 

في كل دولة تسعى إلى الإصلاح، هناك معارك لا تقل خطورة عن مواجهة الفساد المالي أو الإداري. وفي أردننا العزيز، يقف جلالة الملك عبد الله الثاني في مواجهة مباشرة مع ظاهرة "الواسطة"، التي وصفها بأنها تُقوّض الإنجازات وتعيق التقدّم،  وعلى خطى جلالته، أكد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان مراراً أن الأردن يحترم كفاءاته ويحافظ عليها، وأن الفرص يجب أن تكون للأكفاء وحدهم

لكن يا دولة الرئيس، ما يجري على أرض الواقع يختلف تماماً عن هذه المبادئ، بعض المسؤولين فهموا مناصبهم على أنها تشريف لا تكليف، وتحكم لا خدمة، وكأن الوظيفة العليا امتياز شخصي وليست مسؤولية عامة، وهذا يتناقض مع نهجكم الذي عرفناه منذ توليكم مهامكم كرئيس وزراء يعمل في الميدان ويتابع القضايا صغيرها وكبيرها.

لقد تسللت الواسطة إلى مؤسساتنا منذ زمن، لكنها اليوم باتت أكثر استفحالاً، حتى وصلت الجرأة ببعض المسؤولين إلى حد القول علناً إن الحصول على وظيفة عامة يتطلب واسطة مؤثرة، هذا الاعتراف لم يعد همساً في الكواليس، بل أصبح واقعاً يعيشه الأردنيون، ويشكّل طعنة في قلب العدالة وتكافؤ الفرص.

والأخطر أن الأمر لم يقف عند الصف الأول من المسؤولين، بل امتد إلى الصف الثاني، الذي شعر بأهمية زائفة، فصار يتصرف وكأنه صاحب القرار، يقرر من يستحق الوظيفة ومن لا يستحقها، ويمنح الفرص لأصدقائه وخاصته، وكأن مؤسسات الدولة ملك شخصي وليست ملكاً عاماً.

يا دولة الرئيس، إن "الواسطة" تغلق الأبواب أمام الكفاءات وتفتحها أمام العلاقات الشخصية. ليكتشف الأكفاء أن طريق الوظيفة العامة لا يُرسم بالجدارة وحدها، بل كثيراً ما يُرسم بـ"الواسطة"، فما حال من لا يملكها، ويعتمد على علمه وعمله وخبراته؟!.

"الواسطة" لا تظلم فرداً بعينه، بل مجتمعاً بأكمله، فهي تُقصي أصحاب الكفاءة، وتُضعف المؤسسات، وتحوّل الوظيفة العامة من أداة خدمة إلى غنيمة شخصية، والأسوأ أنها تدفع الناس إلى فقدان الأمل، بل وإلى الشعور بالغربة في وطنهم، لأنهم يرون أن الجدارة لم تعد معياراً، وأن الولاء الحقيقي لم يعد مكافأً.

دولة الرئيس، إن الأردنيين لا يطلبون المستحيل، ولا يسعون إلى امتيازات خاصة، بل يطالبون فقط بالعدالة التي تحفظ كرامتهم وتعيد الثقة بينهم وبين دولتهم، وإن استمرار هذه الظاهرة يقتل الأمل في النفوس، ويجعل المستقبل مرهوناً بعلاقات لا يملكونها لا بجهدهم ولا بعلمهم.

نحن بحاجة إلى موقف صريح وحاسم منكم، يضع حدّاً لهذه الظاهرة، ويعيد الاعتبار للكفاءة، ويمنح أبناء الوطن المخلصين حقهم الطبيعي في أن يكونوا شركاء في بناء الدولة،  فالأردني د يستحق أن يرى ثمرة إخلاصه، لا أن يُقصى لصالح من يملك واسطة أو نفوذاً.

إنها ليست معركة إدارية فحسب، بل معركة أخلاقية وإنسانية، لأن العدالة هي ما يُبقي المواطن متجذراً في وطنه، مؤمناً بدولته، ومستعداً للتضحية من أجلها، وإذا أُغلقت أبواب الواسطة وفُتحت أبواب العدالة، ولو بحدها الأدنى، فإن الأردنيين سيجدون في دولتهم حضناً حقيقياً، وسيبقى ولاؤهم راسخاً مهما اشتدت الأزمات.