شريط الأخبار
الملك وبن زايد يؤكدان اهمية منع توسع الصراع بالمنطقة هكذا توفي طارق بمستشفى بسمة.. والاهل يتهمون المستشفى بالتقصير وفاة مصري عشريني انتحارا بعمان تواصل ارتفاع صادرات المملكة من الالبسة ومستحضرات الصيدلة "العمال" يفصل النائب الجراح.. ونيابته تسقط قانونا وتحل محله الحروب قرار استراتيجي".. مفاجآت الشمال السوري وصولا لأوكرانيا! كابيتال بنك يعقد لقاءاً خاصاً حول أحدث المستجدات المالية واتجاهات السوق لعملاء كابيتال الطيران الحربي السوري الروسي يستهدف محتلي حلب بقصف شديد تركيا تكمل معركة اسرائيل بسوريا وتدعم" النصرة".. وروسيا وايران تتصديان أبو صعيليك يزور غرفة تجارة عمان: الحكومة تولي أهمية كبيرة لتحسين بيئة الأعمال "الصحة" تحقق بظروف وفاة مريض بمستشفى بسمة قطاع السياحة: دعوات لاستعادة النمو وتجاوز التحديات 3.9 مليار دينار استثمارات دول الخليج العربي في بورصة عمان الجغبير يشيد بتسهيل اجراءات التسجيل والتصدير للمنتجات الغذائية والدوائية الأردنية الشواربة: إنهاء إزالة اعتداءات المحطة والتعويضات عادلة والد النائب الخشمان يدافع عن ولده رئيس مجلس النواب يرجح التصويت على الثقة بالحكومة الخميس أزعجته جيرتها.. فقتلها ونكل بجسدها تقطيعا البنك المركزي يحذر من شركات مالية غير مرخصة حريات "المحامين": إنذار الطلبة نتيجة مشاركتهم بالتظاهر السلمي يخالف الدستور

ما أنت أيها الفرد وما حياتك؟ تأمل جيداً بحالك

العرش الهاشمي جمع من قواعد الإجتماع ما أثبتها على طول المدى و أقواها لإقامة بنيان الأمة

العرش الهاشمي جمع من قواعد الإجتماع ما أثبتها على طول المدى و أقواها لإقامة بنيان الأمة
د.قصي الرحامنه
تكاثرت المشكلات الداخلية والخارجية هذه الأيام إلى درجة يكاد معها الخروج بسلامة من هذه المضائق صعبا. 

إن الوطن هو المنبثق الاول لما يسمى في الحقوق والواجبات، وهو لا يزال مدار الإجتماع والسياسة وحولهما تدور الحقوق والواجبات، ولا يجهل أحد أن الأمم تحيا بمقتضى تقسيم الأعمال و وجب أن يكون في كل أُمة هيئة تتولى حراسة كيان الأمة وتكفل إنصاف المظلوم فيها من الظالم ، وهذه الهيئة هي التي يقال عنها الحكومة.

 ما أنت أيها الفرد وما حياتك؟ تأمل جيداً بحالك ، وأنظر ممعنا إلى منتهاك ، التفت إلى ما يحيط بك من الكوارث، ولا تغفل عما يحوم حولك من الغاشيات ، وتفكر قليلا في ساعات غمومك ، ودقائق مزعجاتك ، ولا تنسى أحمال الحاجات التي على ظهرك وسائق الضرورة العنيف من خلفك ، أحفظ كل هذا جيداً ثم قل لي ما أنت وما حياتك أيها الفرد؟

 ، من يمعن النظر يجد أن الواجبات التي يضعها الواضعون لا تعادل ما يتحمله المرء من تلقاء نفسه في سبيل وطنه بسائق العوامل الروحية، وكذلك يجد الممعن أن الحقوق التي ينالها أبناء الوطن في أوطانهم مكافئة لفضل ذلك العامل الطبيعي ، وأنما فصّلت الواجبات الوضعية وأقيم لها شأن عظيم وأحتفظت بها دواوين القوانين لأن بعض الناس قد يصابون بعلل إجتماعية من طبيعتها الـتأخر والتراخي في تلبية الوطن إلى ما يدعو إليه لسان حاله وقد تسري هذه العلل وتلحق العدوى بكثيرين، وكذلك فصّلت الحقوق وأقيم لها شأنها، وقد تُصاب بعض الامم بعلل من طبيعتها أن يصبح أفرادها اكثر ضعفا، تُحَب الأوطان لأمور أخرى قد يسميها المبتدئون في الفلسفة أوهماً ، ويسميها المتمكنون في التفكر عوامل روحية، ويرونها جديرة بالالتفات وإحلالها المحل اللائق بمثلها من البحث والتفكر.

إن محبة الوطن من أعظم أهواء النفس، وهو شيء من الأشياء يشترك في هواه كل الناس كلهم أو أكثرهم، نعم لا يخلو مع هذا من شيء من الضرر ولكن عظيم نفعه يلاشي قليل ضرره فلا يكون النوع إلا رابحا دائما من حب الوطن. والخلاصة أن الشعب محبٌ لوطنهم، وأن من سلموا من العلل التي تورث الشذوذ لا يحتاجون في حب الوطن إلى كونه جميلاً أو طيب الماء والهواء وإنما يحبونه بسائق طبيعي، وأما من يجدون فتوراً في محبتهم لوطنهم فإنهم شاذون وللشذوذ علل ولا يجوز أن تُهمل هذه العلل.


تساءلوا أيها الشعب وأجعلوني بينكم سائلاً أن وطنكم الكبير تحيط به غوائل كبيرة تكاد لا تحصى من الخارج والداخل ،فهل تذكرتم ذلك أن دفعها أمر واجب عليكم يوجبه المعقول والمنقول وهو المنتظر والمرجو من حبكم لوطنكم الاردن وهلموا أن نتذكر ذلك جيداً،و ذلك ما نراه من العرش الهاشمي قد جمع من قواعد الإجتماع ما أثبتها على طول المدى و أقواها لإقامة بنيان الأمة وما دعاكم إليه من معاني التضامن ، وما جمعكم عليه من مسالك التصاحب والتواطن ، قد يكون معلوما من هذا كيف يجب على كل واحد منا حُب وطنه بمعناه الخاص، ولكن ربما لا يعرف بعض الناس كيف يكون النهوض بالوطن بمعناه العام أما الذين أتوا نصيباً من تصويب سهام الشك بتلك الهتفات والوقفات البائسة فإنهم  قليلون ،تأملوا أيها السادة ملياً وأنظروا في أي طريق أنتم مسوقون وإلى أي مصير أنتم صائرون، واعلموا أن الدنيا لا تخلو ممن يحبون الباطل ومماشاته ونصر القائمين به وأن الجزاء على الخطأ سنة إلهيه وهو أثر طبيعي يعقب الإصرار على الخطأ.

فإذا وقفتم أيها القراء الكرام على هذه الحقائق وتلجَّى أمامكم مقدار دخل النفوس في إعتلاء الوطن التي حييت فيها النفوس، وفُكّت العُقل فيها عن العزائم وأنبثت في أرجائها النخوة و إرادة الشرف ، وأطلعت منابتها أزهار المعالي ، وملأ آفاقها روح عشق الحق و الولع بالمناقب الفاضلة وطننا تقدم كل الاوطان وغيرنا وراء وارتفعت بلادنا وغيرنا  تحت ، وملئت مدننا وسائل التسهيل والتطور،وطننا  مشرق أنوار الفضائل ، ومنبع أعاظم الرجال ، صاحب المكانة منذ تعارفت الامم ، إلى يدكم قد ألقيت اليوم أمانة عزّها وشرفها ، تدعوكم أرواح الجدود إلى صونها ، ومن ضمير المستقبل صوت يسألكم العناية بها. 

حمى الله الاردن ملكاً هاشمياً عظيماً وشعباً أردنياً عريقاً.