شريط الأخبار
ارتفاع الحرارة اليوم .. وعدم استقرار جوي ضعيف الجمعة والسبت تصعيد كبير على حدود لبنان وشهداء.. وصواريخ حزب الله تنهمر "الكهرباء الاردنية" تؤسس شركة لشحن المركبات الكهربائية غرف الصناعة تبحث أثر شمول جرائم الشيكات بالعفو العام محافظة يرجح صدور نتائج المنح والقروض الجامعية قبل العيد حماس تنشر رسالة مسجلة لقائد "كتائب القسام" محمد ضيف 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى حزب المثاق يعلن مشاركته بالانتخابات النيابية القادمة الملك والملكة وولي العهد يلتقون وجهاء وممثلين عن البادية الوسطى 40% زيادة القادمين والمغادرين لمركز العمري الملكة تستمع من مديرة "انقاذ الطفل" حول اوضاع اطفال غزة الجمعية الفلكية: عيد الفطر في 10 نيسان القادم الدفاع المدني يخمد حريق ثلاثة صهاريج محملة بمواد نفطية بإربد الغجر.. القبيلة الفرعونية الضائعة اخر فنون المهربين.. زعتر بالحشيشة رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا شبابيا من لواء الأغوار الجنوبية باحثٌ إسرائيليّ: الجيش بحالة انهيارٍ.. والقتل وإنتاجه هو الميراث الثقافيّ له استشهاد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي بمخيم جنين اجواء ربيعية اليوم وغدا وعدم استقرار الجمعة متظاهرون يحاصرون لليوم الثالث السفارة الاسرائيلية

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (2/3)

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (23)
د. محمد علي النجار
 
تناولنا في المقال السابق ، جانبًا من العلاج الذي ينحصـر داخل الفصل ، وهو علاج وقتي لا بد من مواكبة علاج جذري له ، تتحمل مسؤوليته أساسًا الجهات الرسمية المعنية ؛ لأنه يتمحور حول المنهج ، وهو الاتجاه الثاني في العلاج الذي أشرنا إليه في المقال السابق.
وسنفرد هذا المقال للمنهج ، على أن نخصص المقال المقبل - وهو الأخير - للمعلم ، الذي يتحمل العبء الأكبر ، والمسؤولية الأعظم في هذا المجال.
المنهج والكتاب :
يعد المنهج والكتاب المدرسي من الوسائل الفاعلة لعلاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلاب ، وهذه الوسائل تتشعب في أكثر من اتجاه ، وسنحاول اختصارها وحصرها في الأمور الآتية :
التركيز منذ السنوات الأولى للتلميذ في المدرسة ، على حفظ نصوص قصيرة على قدرٍ من جودة المعاني ، وجمال الأسلوب ، ولتكن آيات وسورًا منتقاة ، ومختارة بعناية من القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وقصائد أو بعض أبيات من عيون الشعر العربي ، تتناسب ومستويات الطلاب ، يقول محمد عطية الإبراشي في كتابه (لغة العرب وكيف ننهض بها) "فإذا أردنا النهوض باللغة العربية ، وإصلاح لغة التلاميذ ، وترقية مستواها ، وجب علينا أن نشجعهم على حفظ كثير من الآيات القرآنية ، وقراءة كثير من قصص الأنبياء المكتوبة بأسلوب عربي جميل … ليتذوقوا ما فيها من جمال وروعة وتأثير" وبهذا نضمن تمثل التلميذ للأساليب العربية الراقية ، وهذا ما يميل إليه د. علي عبد الواحد في كتابه (نشأة اللغة عند الإنسان والطفل) ففي "مرحلة التقليد اللغوي ، يبلغ ميل الطفل إلى محاكاة الكلمات ، وقدرته على سرعة تقليدها أقصى ما يمكن أن يبلغاه ، وأنه لذلك يستطيع أن يتعلم بسهولة أية لغة أجنبية" فماذا سيكون عليه الأمر ، واللغة لغة قومه وأهله؟.
ومن العجب أن نجد في المقابل ، من يريد تعليم الطفل العربي لغته دون تعقيد - حسب رأيه - فهو يريد للطفل أن يتعلم العامية المنقحة ، فيقول مثلاً: نحن لعبنا الكورة ، وما كان حد في المدرسة ، وما جبت الكتاب معايا. ويريد للطفل أن يكتب في حصة التعبير بالعامية المنقحة - حسب تعبيره - فيقول: "نحن رحنا البحر ، وركبنا المركب ، ونزلنا الماء ، وقعدنا نسوق ، ورجعنا تاني ، واتفرجنا على الحتت .. وبعد ما اتفرجنا ، رجعنا البيت ، وغيرنا هدومنا المبلولة ، واستريحنا ، ونزلنا الجنينة بعد كده". ويزعم الدكتور محمد كامل حسين في كتابه (اللغة العربية المعاصرة) أن هذا خير في تعويد الطفل على الصدق في التعبير ، من أن يحفظ عبارات بالفصحى العالية عن ظهر قلب!! ..
واستكمالاً للعلاج ، فإنه يجب حذف الموضوعات التي لا حاجة للناشئة بها من الكتاب ، والإبقاء على الموضوعات ذات الصبغة الوظيفية ، وعرض هذه الموضوعات عرضا شائقًا يجذب التلاميذ ، ويحببهم في المادة ، من خلال أساليب ووسائل مدروسة بعناية ، تراعي ميول التلاميذ ورغباتهم ؛ ليقبلوا على النحو إقبالهم على المواد الأخرى المحببة إليهم ، على أن يتم ترتيب الموضوعات النحوية ترتيبًا منطقيًا ، وعندما نقول: وظيفية ، فإننا نعني المادة التي يستخدمها التلميذ في تعاملاته اليومية ، ليشعر بأهمية النحو ، كموضوع النعت (الصفة) ، أو موضوع الحال على أن يُقدَّم بطريقة سهلة ، وأمثلة مبسطة من الواقع المعاش ، مع تمرينات تؤخذ من بيئتهم ، وتحاكي اهتماماتهم ، لتساهم في تسهيل المادة النحوية ، وتبسيطها في أذهان الناشئة ، وتحببها إليهم.
أما الكتاب المدرسي ، فيلعب دورًا مهمًا في هذا الجانب ، سواء من خلال الشكل ، أو المضمون ، ولعل الاهتمام بالكتاب المدرسي يبدأ بالشكل العام ، ابتداء من الغلاف الخارجي الذي يجب أن يُختار بعناية فائقة ، بخطوطه وألوانه وزخارفه ورسوماته ، بحيث يتناسب ونفسية الطالب ، فيغريه باقتنائه والمحافظة عليه ، وتصفحه والإكثار من النظر إليه ، وهذه الخطوة الأولى نحو تهيئة المناخ المناسب ، لإيجاد علاقة حميمة بين الطالب وكتاب النحو المدرسي ، على أن يشمل الاهتمام كذلك الصفحات الداخلية ، بحيث تكون الطباعة بحروف واضحة ، وألوان متعددة ، وخطوط عربية متنوعة ، وقد يشجع ذلك بعض التلاميذ لمحاكاة هذه الخطوط ، وهذه فائدة أخرى ، كما يستحسن تزويد الصفحات ، وخاصة ما اشتمل منها على فراغات بيضاء ، ببعض الزخارف والرسومات المناسبة ، للتخفيف من جفاف المادة النحوية .
إضافة إلى ما سبق ، فإن ضبط حروف وكلمات الكتاب المدرسي بصورة عامة ، وكتب اللغة العربية بصورة خاصة ، وكتب النحو بصورة أخص ، مطلب مهم للغاية "لأن الناشئ كما يقول د. محمود السيد في كتابه (في قضايا اللغة التربوية) إذا شب على ما يقرأ مضبوطًا بالشكل تعوَّد سلامة النطق" منذ صغره ، واكتسب الأساليب العربية الصحيحة بالسليقة ، دون تكلف أو تطبيق لقاعدة ، وهذا هو الأصل في تعلم اللغة.
وما دمنا نتحدث في المنهج ، فإن الاهتمام بطرق التدريس المناسبة ، وتوفير وسائل التعليم اللازمة للموضوعات النحوية المقررة ، يُعد أمرًا حيويًا ، على غرار الوسائل التي توفر للغات الأجنبية في مدارسنا ، وعقد الدورات التدريبية النافعة ، وتوفير الدراسات والنشرات التربوية ، التي تشتمل على آخر ما توصلت إليه البحوث والدراسات ، لملاحقة التطور المتسارع على الساحة التربوية.
وليس ببعيد من ذلك الاستفادة من النشاط المدرسي في نشر الوعي بين الطلبة ، للاعتزاز باللغة العربية الفصيحة ، وتشجيعهم على استخدام الأساليب اللغوية السليمة ، بمختلف وسائل التشجيع الكفيلة بحفزهم على أن يتحملوا بأنفسهم مسؤولية المحافظة على لغتهم ، والتعصب لها . ..
وأخيرًا وليس آخرًا ، فإن فصل النحو كمادة مستقلة لها درجاتها ، بحيث تصبح مادة رسوب ونجاح ، قد يساهم في اهتمام الطلاب بالمادة ، ولكن بشرط أن يكون قد تم إعداد المعلم الكفء ، وتوفير الكتاب الجيد ، وتهيئة الوسيلة المناسبة ، حتى لا يكون ذلك مدعاة لمزيد من النفور عند الطلبة من مادة النحو.
 
وللموضوع بقية