شريط الأخبار
متصرف الجامعة يدشن حملة صيف امن انطلاقا من متحف الشهيد وصفي التل مصدر عسكري: سقوط صاورخ مجهول بمخافظة معان تدفق المليارات يبدا على حقيبة ترامب في جولته الخليجية.. وتوقيع اكبر صفقة سلاح بـ142 مليار مع السعودية الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي وملايين الاسرائيليين يهربون للملاجيء ترامب يعلن: سنرفع العقوبات عن سوريا «لمنحها فرصة للتألق»… ودمشق ترحّب بدء قمة ولي العهد السعودي وترامب بالرياض: ملفات سياسية واقتصادية واستثمارية وأمنية نتنياهو بعد صفعة ترامب: قد نوافق على هدنة مؤقتة، لكن لا يوجد سيناريو تتوقف فيه الحرب الأمن يقبض على 10 اشخاص اعتدوا على مركبات في العقبة الجيش يقبض على 5 أشخاص حاولوا اجتياز الحدود الشمالية عودة 17 طفلاً إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في المستشفيات الأردنية قرار قضائي بالغاء احالة امين سلطة المياه للتقاعد المبكر زين تقدم حلول اتصالات متكاملة لمشروع "أبراج بوابة الأردن" العيسوي: الملك يقود تحديثًا يعزز منعة الدولة ويوازن بين الأمن والعدالة ورقة موقف لـ"الديمقراطي الاجتماعي" حول المناهج: التحرر من إرث التلقين والحشو والذهاب لتفاعلية حديثة وتفكير ناقد الضمان : خمسة دنانير وثمانون قرشاً مقدار الزيادة السنوية للمتقاعدين الأردن يدين إقتحامات الاقصى ومحاولة تدنيسه بالقرابين: سابقة خطيرة الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل محافظة العاصمة وغرفة تجارة عمان يبحثان آليات التعاون والتنسيق المشترك الحباشنة تحاضر حول مشروع قانون الضريبة على الأبنية والعقارات لعام ٢٠٢٥ بالاردنية للعلوم والثقافة حماس تسلم الاسير الامريكي الاسرائيلي وتدعو لمفاوضات شاملة

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (2/3)

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (23)
د. محمد علي النجار
 
تناولنا في المقال السابق ، جانبًا من العلاج الذي ينحصـر داخل الفصل ، وهو علاج وقتي لا بد من مواكبة علاج جذري له ، تتحمل مسؤوليته أساسًا الجهات الرسمية المعنية ؛ لأنه يتمحور حول المنهج ، وهو الاتجاه الثاني في العلاج الذي أشرنا إليه في المقال السابق.
وسنفرد هذا المقال للمنهج ، على أن نخصص المقال المقبل - وهو الأخير - للمعلم ، الذي يتحمل العبء الأكبر ، والمسؤولية الأعظم في هذا المجال.
المنهج والكتاب :
يعد المنهج والكتاب المدرسي من الوسائل الفاعلة لعلاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلاب ، وهذه الوسائل تتشعب في أكثر من اتجاه ، وسنحاول اختصارها وحصرها في الأمور الآتية :
التركيز منذ السنوات الأولى للتلميذ في المدرسة ، على حفظ نصوص قصيرة على قدرٍ من جودة المعاني ، وجمال الأسلوب ، ولتكن آيات وسورًا منتقاة ، ومختارة بعناية من القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وقصائد أو بعض أبيات من عيون الشعر العربي ، تتناسب ومستويات الطلاب ، يقول محمد عطية الإبراشي في كتابه (لغة العرب وكيف ننهض بها) "فإذا أردنا النهوض باللغة العربية ، وإصلاح لغة التلاميذ ، وترقية مستواها ، وجب علينا أن نشجعهم على حفظ كثير من الآيات القرآنية ، وقراءة كثير من قصص الأنبياء المكتوبة بأسلوب عربي جميل … ليتذوقوا ما فيها من جمال وروعة وتأثير" وبهذا نضمن تمثل التلميذ للأساليب العربية الراقية ، وهذا ما يميل إليه د. علي عبد الواحد في كتابه (نشأة اللغة عند الإنسان والطفل) ففي "مرحلة التقليد اللغوي ، يبلغ ميل الطفل إلى محاكاة الكلمات ، وقدرته على سرعة تقليدها أقصى ما يمكن أن يبلغاه ، وأنه لذلك يستطيع أن يتعلم بسهولة أية لغة أجنبية" فماذا سيكون عليه الأمر ، واللغة لغة قومه وأهله؟.
ومن العجب أن نجد في المقابل ، من يريد تعليم الطفل العربي لغته دون تعقيد - حسب رأيه - فهو يريد للطفل أن يتعلم العامية المنقحة ، فيقول مثلاً: نحن لعبنا الكورة ، وما كان حد في المدرسة ، وما جبت الكتاب معايا. ويريد للطفل أن يكتب في حصة التعبير بالعامية المنقحة - حسب تعبيره - فيقول: "نحن رحنا البحر ، وركبنا المركب ، ونزلنا الماء ، وقعدنا نسوق ، ورجعنا تاني ، واتفرجنا على الحتت .. وبعد ما اتفرجنا ، رجعنا البيت ، وغيرنا هدومنا المبلولة ، واستريحنا ، ونزلنا الجنينة بعد كده". ويزعم الدكتور محمد كامل حسين في كتابه (اللغة العربية المعاصرة) أن هذا خير في تعويد الطفل على الصدق في التعبير ، من أن يحفظ عبارات بالفصحى العالية عن ظهر قلب!! ..
واستكمالاً للعلاج ، فإنه يجب حذف الموضوعات التي لا حاجة للناشئة بها من الكتاب ، والإبقاء على الموضوعات ذات الصبغة الوظيفية ، وعرض هذه الموضوعات عرضا شائقًا يجذب التلاميذ ، ويحببهم في المادة ، من خلال أساليب ووسائل مدروسة بعناية ، تراعي ميول التلاميذ ورغباتهم ؛ ليقبلوا على النحو إقبالهم على المواد الأخرى المحببة إليهم ، على أن يتم ترتيب الموضوعات النحوية ترتيبًا منطقيًا ، وعندما نقول: وظيفية ، فإننا نعني المادة التي يستخدمها التلميذ في تعاملاته اليومية ، ليشعر بأهمية النحو ، كموضوع النعت (الصفة) ، أو موضوع الحال على أن يُقدَّم بطريقة سهلة ، وأمثلة مبسطة من الواقع المعاش ، مع تمرينات تؤخذ من بيئتهم ، وتحاكي اهتماماتهم ، لتساهم في تسهيل المادة النحوية ، وتبسيطها في أذهان الناشئة ، وتحببها إليهم.
أما الكتاب المدرسي ، فيلعب دورًا مهمًا في هذا الجانب ، سواء من خلال الشكل ، أو المضمون ، ولعل الاهتمام بالكتاب المدرسي يبدأ بالشكل العام ، ابتداء من الغلاف الخارجي الذي يجب أن يُختار بعناية فائقة ، بخطوطه وألوانه وزخارفه ورسوماته ، بحيث يتناسب ونفسية الطالب ، فيغريه باقتنائه والمحافظة عليه ، وتصفحه والإكثار من النظر إليه ، وهذه الخطوة الأولى نحو تهيئة المناخ المناسب ، لإيجاد علاقة حميمة بين الطالب وكتاب النحو المدرسي ، على أن يشمل الاهتمام كذلك الصفحات الداخلية ، بحيث تكون الطباعة بحروف واضحة ، وألوان متعددة ، وخطوط عربية متنوعة ، وقد يشجع ذلك بعض التلاميذ لمحاكاة هذه الخطوط ، وهذه فائدة أخرى ، كما يستحسن تزويد الصفحات ، وخاصة ما اشتمل منها على فراغات بيضاء ، ببعض الزخارف والرسومات المناسبة ، للتخفيف من جفاف المادة النحوية .
إضافة إلى ما سبق ، فإن ضبط حروف وكلمات الكتاب المدرسي بصورة عامة ، وكتب اللغة العربية بصورة خاصة ، وكتب النحو بصورة أخص ، مطلب مهم للغاية "لأن الناشئ كما يقول د. محمود السيد في كتابه (في قضايا اللغة التربوية) إذا شب على ما يقرأ مضبوطًا بالشكل تعوَّد سلامة النطق" منذ صغره ، واكتسب الأساليب العربية الصحيحة بالسليقة ، دون تكلف أو تطبيق لقاعدة ، وهذا هو الأصل في تعلم اللغة.
وما دمنا نتحدث في المنهج ، فإن الاهتمام بطرق التدريس المناسبة ، وتوفير وسائل التعليم اللازمة للموضوعات النحوية المقررة ، يُعد أمرًا حيويًا ، على غرار الوسائل التي توفر للغات الأجنبية في مدارسنا ، وعقد الدورات التدريبية النافعة ، وتوفير الدراسات والنشرات التربوية ، التي تشتمل على آخر ما توصلت إليه البحوث والدراسات ، لملاحقة التطور المتسارع على الساحة التربوية.
وليس ببعيد من ذلك الاستفادة من النشاط المدرسي في نشر الوعي بين الطلبة ، للاعتزاز باللغة العربية الفصيحة ، وتشجيعهم على استخدام الأساليب اللغوية السليمة ، بمختلف وسائل التشجيع الكفيلة بحفزهم على أن يتحملوا بأنفسهم مسؤولية المحافظة على لغتهم ، والتعصب لها . ..
وأخيرًا وليس آخرًا ، فإن فصل النحو كمادة مستقلة لها درجاتها ، بحيث تصبح مادة رسوب ونجاح ، قد يساهم في اهتمام الطلاب بالمادة ، ولكن بشرط أن يكون قد تم إعداد المعلم الكفء ، وتوفير الكتاب الجيد ، وتهيئة الوسيلة المناسبة ، حتى لا يكون ذلك مدعاة لمزيد من النفور عند الطلبة من مادة النحو.
 
وللموضوع بقية