أطفال الحياة.. الأمل ينبثق من تحت الركام
كتب: ماجد توبة
من بين الدمار والموت .. من بين الأنقاض والركام حيث البكاء والأنين المخنوق في ظلمة الانتظار للمجهول.. تنبثق الحياة بكل عنفوانها.. من عيون أطفال قاوموا بأجسادهم الغضة وقلوبهم البريئة الاندثار
أطفالا.. رضعا وصغارا تشبثوا بالحياة والامل بين ركام الموت في المدن المدفونة.. والظلام الدامس.. وانقطاع التواصل مع حضن الأم ويدي الاب الحنونة.. كانت رحمة الله تحيطهم وتمدهم بالصبر والامل في انتظار لحظة النجاة من براثن الزلزال وهروبا من رائحة الموت التي طغت على المكان
هي قصة الحياة والموت.. موت فاجع صادم تحت الركام .. يخطف أعزاء ويترك الثكلى والايتام .. وايضا هي قصة الحياة .. حيث الرغبة الجامحة بالبقاء ومعانقة الضوء واستنشاق هواء السماء مرة اخرى..
لمثل هؤلاء الاطفال .. ولعيونهم البريئة كتبت الحياة والنجاة.. من هناك .. من بين اطنان الركام وانقلاب الارض على من عليها .. خرجوا او اخرجوا ليكتبوا فصلا جديدا من حياة .. من امل ومستقبل.. علهم يعيدون الحياة لهذه الأرض التي قست عليها الطبيعة وزلزت اركانها وقلبت عاليها سافلها ..
حق لهم ان يحتفوا بالحياة .. وحق لمنقذيهم ان يبكوا فرحا بانتشال هؤلاء الاطفال من فم الموت.. كما بكوا بدمعات مخنوقة وهم ينتشلون جثثا سارعها القدر لتفارق الحياة على حين غفلة من زلزلال لا يرحم..
يا الله كم هي قاسية اللحظة الفارقة بين الموت والحياة تحت هذا الركام.. وكم هي موجعة نظرات الطفل الباحثة عن حضن امه وهم ينتشلونه من تحت الانقاض.. هل ماتت .. هل هي بانتظار العناق الاغلى
عيونكم البريئة.. يا أطفال الحياة ستبقى هي الحقيقة الاقوى.. هي التي تبث الأمل رغم كل هذا الركام...