شريط الأخبار
مصدر عسكري: سقوط صاورخ مجهول بمخافظة معان تدفق المليارات يبدا على حقيبة ترامب في جولته الخليجية.. وتوقيع اكبر صفقة سلاح بـ142 مليار مع السعودية الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي وملايين الاسرائيليين يهربون للملاجيء ترامب يعلن: سنرفع العقوبات عن سوريا «لمنحها فرصة للتألق»… ودمشق ترحّب بدء قمة ولي العهد السعودي وترامب بالرياض: ملفات سياسية واقتصادية واستثمارية وأمنية نتنياهو بعد صفعة ترامب: قد نوافق على هدنة مؤقتة، لكن لا يوجد سيناريو تتوقف فيه الحرب الأمن يقبض على 10 اشخاص اعتدوا على مركبات في العقبة الجيش يقبض على 5 أشخاص حاولوا اجتياز الحدود الشمالية عودة 17 طفلاً إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في المستشفيات الأردنية قرار قضائي بالغاء احالة امين سلطة المياه للتقاعد المبكر زين تقدم حلول اتصالات متكاملة لمشروع "أبراج بوابة الأردن" العيسوي: الملك يقود تحديثًا يعزز منعة الدولة ويوازن بين الأمن والعدالة ورقة موقف لـ"الديمقراطي الاجتماعي" حول المناهج: التحرر من إرث التلقين والحشو والذهاب لتفاعلية حديثة وتفكير ناقد الضمان : خمسة دنانير وثمانون قرشاً مقدار الزيادة السنوية للمتقاعدين الأردن يدين إقتحامات الاقصى ومحاولة تدنيسه بالقرابين: سابقة خطيرة الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل محافظة العاصمة وغرفة تجارة عمان يبحثان آليات التعاون والتنسيق المشترك الحباشنة تحاضر حول مشروع قانون الضريبة على الأبنية والعقارات لعام ٢٠٢٥ بالاردنية للعلوم والثقافة حماس تسلم الاسير الامريكي الاسرائيلي وتدعو لمفاوضات شاملة هل تتراجع نذر الحرب التجارية: امريكا والصين يعلقان جزئيًا الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا

خصوصية المريض مسؤولية أخلاقية!

خصوصية المريض مسؤولية أخلاقية!

د. عاصم منصور

السابع من آذار 2023، تابعت خلال الأسابيع الماضية حلقة من برنامج "تلك الأيام" الذي يقدمه الإعلامي والباحث العراقي المتميز د. حميد عبد الله؛ على قناة يوتيوب والتي قدم فيها قراءة لكتاب بعنوان: "كنت طبيباً لصدام"، لمؤلفه الدكتور علاء بشير والذي قام بنشره قبل سنوات قليلة مما أثار الكثير من اللغط وردود الأفعال بين مرحب ومنكر. والدكتور علاء بشير، لمن لا يعرفه، هو جرّاح عراقي شهير وواحد من أهم الفنانين التشكيليين، وقد كان من بين المقربين من دائرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بل من أبرز أطبائه وكان مستودعاً للأسرار الطبية الخاصة بالرئيس وعائلته. لكن ما أثار اهتمامي أثناء متابعتي لما دار في الحلقة من نقاش هو السؤال المهم الذي طرحه د. حميد حول مدى أخلاقية قيام د. علاء أو أي طبيب آخر بإفشاء أسرار مريضه التي يعتبر مؤتمناً عليها، فكيف يجيز الطبيب لنفسه مهما قل أو علا شأنه أن يقوم بنشر أسرار مريضه على الملأ، والتي أسرّ له بها في موقف ضعف ومرض!. إنّ خصوصية المريض والحفاظ على أسراره الصحية، تعدُّ أحد أهم مرتكزات أخلاقيات ممارسة مهنة الطب منذ عصر أبقراط، مروراً بأطباء عصر النهضة الاسلامية وصولاً إلى عصرنا الحاضر؛ فالعلاقة بين المريض وطبيبه يشوبها شيء من القدسية، وتقوم على مبدء راسخ هو:" الثقة"، وحقيقة بغياب الثقة المتبادلة بين الطبيب ومريضه، فإن المريض سيجد نفسه وحيداً، ولن يجرؤ على البوح بأسراره وأوجاعه لطبيبه، وبالتالي حتماً ستفشل العملية العلاجية، فالسيرة المرضية للمريض ما تزال تعدّ الركيزة الأساسية في نجاح تشخيض المرض، مما يجعل بين يدي الطبيب معلومات خاصة قد لا يبوح المريض بها حتى لأقرب الناس إليه. لقد أشبع علماء الأخلاق هذا الموضوع بحثاً ودراسةً وأجمعوا على الحكم بتجريم الإفصاح عن أسرار المريض، ما لم يؤدِ عدم الإفصاح الى ضرر بالغ على حياته أو حياة من حوله أو إذا كان فيه خطر يهدد أمن المجتمع، وخارج نطاق هذه الإستثناءات المحددة والمضبوطة بشروط واضحة لا يجوز للطبيب الإفصاح عن معلومات مريضه الطبية. كما أن هذا العقد بين الطبيب ومريضه لا ينقضي بوفاة الأخير؛ فحكم المريض بعد وفاته لا يختلف عن حكمه في حياته، وحقه في خصوصية معلوماته لا يُورّث لورثته، وللقضاء وحده الحق في البت في إمكانية الإفصاح عن بعض المعلومات المتعلقة بالمريض اذا ما اقتضت المصلحة العامة ذلك وضمن أضيق النُّطُق؛ حيث أن سمعة المريض وكرامته بعد وفاته تعد امتداداً لحياته. لقد غيرت "الإنترنت والسوشيال ميديا" مفهوم الخصوصية الشخصية وأصبحت حدودها عند الكثيرين بمقدار ما تطاله يدك أو كاميرا هاتفك المحمول ومفاتيح حاسوبك، ولم يسلم القطاع الطبي من هذه الآفة، وتكتسب هذه الاستباحة للخصوصية معنى جديداً عندما يتعلق الأمر بالمشاهير والشخصيات العامة؛ حيث يعتبرهم البعض هدفاً مشروعاً ومباحاً، مُعتقدين أن هؤلاء بوصفهم شخصيات عامة، فإن للآخرين الحق بتجريدهم من حقهم في الحفاظ على خصوصياتهم، وهذا ما دفع بالعديد من المراكز الطبية لاتخاذ إجراءات خاصة للمحافظة على سرية معلوماتهم الطبية على أنظمة الأرشفة الإلكترونية من خلال حصر ومتابعة الأشخاص الذين يملكون الحق في الدخول والاطلاع عليها واتخاذ إجراءات عقابية صارمة بحق المخالفين. إن خصوصية وسرية المعلومات الطبية المتعلقة بالمرضى يجب أن تحميها قوانين رادعة، وثقافة مجتمعية متفهمة، كي لا تشكل مصدرا للضرر والعبث والتشهير بالناس.