قطر تحاول اعاقة عودة سوريا للحضن العربي. واتهامات لها بالتطابق مع الموقف الأمريكي
السبت-2023-04-15 | 11:50 pm
انتقد د. اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية المصري الموقف القطري المعارض بقوة وإصرار لإعادة سورية للجامعة العربية، مشيرا إلى أنها هي نفسها من سبق و لعبت الدور الأكبر في تجميد عضويتها فيها منذ عام 2011 .
وأضاف مقلد أن الجميع كان يتصور أنها ستغير موقفها في المؤتمر المنعقد حاليا في جدة لبحث هذا الموضوع وتشارك في أعماله دول مجلس التعاون الخليجي الست بالاضافة الى مصر والاردن والعراق، وسوف تنزل علي قرار الاغلبية وتتجاوب مع التوجه العربي العام الداعم لعودة سورية الي الجامعة بعد سنوات طويلة من المقاطعة والاستبعاد في ظروف واقع عربي سيئ لم يعد يحتمل.
المبررات
ولفت أستاذ العلوم السياسية أن رئيس وزراء قطر دافع عن قرار دولته بأن الأسباب التي دعت الي تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية لا تزال قائمة، ومن ثم، فإنه لم يطرأ جديد يبرر عودتها الآن.
وأشار مقلد إلى أن رئيس وزراء قطر يقصد بطبيعة الحال موقف نظام السوري بشار الاسد من المعارضة السياسية في بلده، وهو الموقف الذي استدعي فرض هذا الاجراء.
وقال إن هذا الموقف القطري من عودة سورية الي الجامعة العربية يتطابق مع الموقف الامريكي ويدعمه بمثل هذا الغطاء السياسي من دولة عربية خليجية حتي وان انفردت بموقفها عن سائر الدول الخليجية والعربية الاخرى.
وتابع قائلا: "إذا كانت دوافع أمريكا من رفض التطبيع مع النظام الحاكم في سورية مفهومة، فما هي دوافع قطر؟ وما هي مصلحتها في عدم عودة سورية الي الجامعة العربية؟ وهل هي أحرص على مصالح السوريين وعلي حقوقهم وحرياتهم من السوريين أنفسهم وهم من رأوا في عودة سورية الي حاضنتها العربية الكبيرة بارقة أمل بعد كل هذا الخراب الذي حل ببلدهم ودمّر لهم حياتهم في ظل مقاطعة عربية شاملة لهم؟ ".
ويخلص إلى أنه من هنا يبقي القول أنه ليس من المعقول او المقبول او من العدل في شيء، أن يقف رفض دولة عربية واحدة كقطر، حجر عثرة في طريق عودة سورية للجامعة للدفع بعملية لم الشمل العربي قدما، وإنهاء فصل دامٍ ومأساوي في السياسة العربية من مخططين ومحرضين وداعمين ومنفذين ومعاونين.
ويختتم مؤكدا أن المنطق والصالح العربي العام يقضي بعودة سورية الي الجامعة العربية، ووقتها يكون من حق قطر ان تقيم او لا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة معها وفق ما تقتنع به لنفسها ولن يجبرها أحد عليه او يضطرها إليه، فهو حق سيادي تنفرد به وحدها وليس من حق احد ان يشاركها فيه، وبهذا تكون قد وفقت بين مسايرتها للتوجه العربي العام الداعم لعودة سورية للجامعة، وبين حقها في تحديد موقفها الرسمي من الاوضاع السياسية الجارية في سورية.
التدخلات الأجنبية
في ذات السياق يرى الكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق أن دعم الدولة السورية من كل الأشقاء العرب في القمة المقبلة، وما قبلها، يستطيع أن يضع حدا للتدخلات الخارجية، ويقلل إلى حد كبير من جميع صور الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية المتنوعة التي استغلت حالة الحرب، وغياب الدولة، وعدم دعم الأشقاء.
وأبدى سرايا سعادة غامرة بعودة سورية للعرب، والعرب لسورية، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يرفع المعاناة عن الأشقاء السوريين، ويؤدى إلى استقرار المنطقة ككل.
لسورية لا للأسد
من جهته يرى الكاتب محمد أمين أن عودة سورية للصف العربي
خطوة لانتشالها من وحدتها وانزوائها ومحاولة لترطيب الأجواء أمام سورية وليس بشار الأسد، ليعيش الشعب حياة طبيعية ويخرج من حالة الانقسام والتشتت.
وأضاف أنها كانت خطوة متوقعة بعد تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية، لافتا إلى أن الأولى أن يتم تطبيع العلاقات مع سورية قبل إيران، أو تتزامن معها.
ويضيف أن من يتسامح مع إيران يمكن أن يتسامح مع سورية، ويتم بناء شرق أوسط جديد بمعايير جديدة وتوجهات جديدة تعود بالنفع على الشعوب دون تناحر أو انقسامات!
وقال إن كل الأطراف يجب أن تتعلم من درس المقاطعة، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بسورية وحدها، ولكن يتعلق أيضًا بدول المقاطعة.
وأشار إلى رغبة العرب دخول العيد بشكل جديد لطبيعة العلاقات العربية- العربية، والعربية- الإسلامية، وأن يكون عيد الفطر عيدًا عربيًا وإسلاميًا تلتئم فيه جراح الماضي، ونعبر فيه للمستقبل، وتنهض فيه الشعوب، وتتفتح فيه الزهور، ونفتح أبوابنا لكل الأشقاء، لافتا إلى أننا ضيعنا كثيرًا من العمر في خلافات وقطيعة لأسباب سياسية ممكن حلها!
واختتم مؤكدا أن السفارات ستفتح أبوابها هنا وهناك، وتعود المياه لمجاريها، وتعود سورية لمقعدها، لافتا إلى أن القرار الآن أصبح عربيًا، وفى يد العرب وحدهم.