شريط الأخبار
أمريكا تطبخ سرا خطة لإدارة غزة تخدم نتنياهو وتستبعد السلطة الفلسطينية الذهب يقفز لاول مرة عن حاجز 2700 دولار للاونصة الاردن بخوض معركة المحافظة على الاونروا بمواجهة مخططات التصفية الاسرائيلية الاحتلال يزعم تسلل 3 من الاردن واصابة جنديين.. واستشهاد منفذين اثنين مقتل 5 عسكريين اسرائيليين بمعارك جنوب لبنان.. وحزب الله يواصل قصفه القائد السنوار يستشهد بعد اشتباك مع قوة صهيونية واستشهد قائد المقاومة واقفا.. وبقيت روح الأسطورة اعلام عبري: "حزب الله" يتعافى ويُكثف قصفه وإسرائيل تُعاني نقصا بالصواريخ قصف امريكي ثقيل على مخازن اسلحة باليمن الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات على الواجهة الغربية شركات التامين: لائحة الاجور الجديد لنقابة الاطباء ستضر بشكل مدمر المواطن الاحتلال النازي يواصل ابادة شمال غزة: قتلا وتدميرا وتجويعا الجنوب اللبناني يستعصي على الغزاة.. وقتلى وجرحى اسرائيليين الأردن يرحب بقرار أممي يطالب بوقف الاحتلال إجراءاته في القدس ازمة هجرة حادة تجتاح أوروبا.. والقارة العجوز تعيد المجد للنازية الملك يستقبل وزير خارجية إيران: الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية المنطقة العسكرية الجنوبية تنفذ تمرين "الوعد الحق" لاختبار الجاهزية العملياتية الملك يؤكد ضرورة الاستفادة من الفرص السياحية والطبيعية والزراعية بالطفيلة "مكاتب الاستقدام".. شمول عاملات المنازل بالعلاج النفسي الملك يستهل زيارته للطفيلة بتفقد جامعتها التقنية

كَــــــم بِـــــتــــحِـــبــــني ؟!

كَــــــم بِـــــتــــحِـــبــــني ؟!


د. محمد يوسف أَبو عمارة

 

كَم بِتحِبني ؟ أَو قَدّيش بِتحبني ؟

سُؤال لا أَدري هَل لَه إِجابَة أَم لا ؟ فَكَيفَ سَنقيس مِقدار الحُب ؟ وَهَل هُناك مِقياس للحُب ؟ كَما هُوَ مِقياس الطّول أَو الوَزن ؟! فَكَيفَ نَقيس المَشاعِر ؟ 

وبِماذا أُجيب مَن أُحِبّ كُلَّما سَأَلتني هذا السُّؤال ؟ وبِماذا يُجيب المَحِبّون عادةً ؟ 

هَل نُجيب كَما قالَت فَيروز .. ؟

شايف البَحر شو كبير .. كبر البَحر بحبّك.. 

شايف السّما شو بعيدة .. بعد الّسما بحبّك.. 

كبر البحر وبعد السّما بحبك يا حبيبي.. 

 

ولكنّ هَل يُقاس الحُبّ بالمَسافَة كَما المَسافَة للسَماء أَو بالحَجم كَما حَجم البَحر ؟ أَو هُوَ مُجَرَّد تَشبيه ؟ وأَيّ بَحر هَل هُوَ المتوسّط أَم المُحيط أَم البَحر الميت ؟! فالمُحيط يَعني حُبّ كَبير والبَحر المَيّت حُبّ بًسيط!

ما هُوَ مِقياس الحُبّ ؟ 

ولِماذا تصرّ الفَتيات عَلى السُّؤال كَم تُحبّني ؟ وما هِيَ الإِجابَة المثالِيّة ؟

بَحثتُ في المَوضوع فَوَجَدتُ عَشرات القَصائِد والأَغاني تَتَحَدَّث عَن كَم الحُبّ : فَهُوَ أَوسَع مِنَ الكَون وأَعلى مِن السَّحاب وأَكبَر مِن أَن تضمّه حروف اللُّغة وأَعذَب مِن كُلّ الموسيقى وأَطوَل مِن كُلّ المَسافات وأَعمَق مِن كُلّ البحار وأَبعَد مِن الأَحلام وأَغرَب مِن الخَيال.. 

 

نَعم لَقد برع الشّعراء والكتّاب و العشّاق بِرَصّ الكَلِمات ونَسج القوافي وبِناء الصُّوَر الفنيَّة.. 

ولكنّ هَل الكَلام هُوَ مِقياس الحُبّ ؟

فَكَم مِن شاعِر وَصف حَبيبته بالحُبّ الأَوّل والأَخير ولكنّها كانَت السّابِعة وجاءَ بَعدها عشرون حَبيبَة!

وكَم مِن كاتِب قالَ لِحبيبته : سأَموت لو ابتعدتِ عَنّي فابتَعَدَت فَلا هُوَ مات ولا هِيَ تَذَكّرت

وكَم هُناك مَن قال أَنّني لَن أَنساك حَتّى المَوت! ونَسيَ اسمها ورَسمها بَعدَ عِدّة أَسابيع.. 

وكَم مَن قال لَن يُفَرّقنا يا حَبيبتي سِوى المَوت وفَرّقهم خِلاف عَلى عَشرة دَنانير كانَت فاتورة مَقهى!

إِذًا هِيَ كَلِمات .. مُجَرَّد كَلِمات .. فَهَل يُقاس الحُبّ بالكَلِمات ؟!

وأُكَرِّر هَل مِقياس الحُبّ هُوَ الكَلِمات ؟

أَم هَل يُقاس الحُب بالوَفاء ؟ بالأَعمال؟ بالاهتمام؟ بالنّظرات بالاحترِام ؟ بالحركات ؟!

 

فَأَنا أَعتَقِد أَنّ الحُبّ لا مِقياس لَه لا بالكَلام ولا بأَدوات القِياس .. لذلك يَجِب أَن تُغيّر الفَتيات مُصطلَحاتها فبدل أَن تَسأَل كَم تُحبّني مَثلاً تَسأَل .. 

كَيفَ تُحبّني أَن أَكون لِكَي تُحبّني كَثيراً إِذا كُنتَ تُحبّني فَأَنا أُحبّ أَن تَعمَل كذا وكذا.. 

أَو كُلّما قُمتَ بِكَذا.. أَحبَبتُكَ أَكثَر.. 

فَلنحوّل عِبارات الحُبّ إِلى أَعمال الحُبّ .. ولننقل الحُبّ مِن دَفاتِر شِعر الشّعراء إِلى أَرض الواقِع..

لِنَعيش الحُب ولنشعر بالحُبّ ..ولنُحِبّ الحُبّ.. ولنبتَعِد عَن صُوَر الأُدباء والحُبّ المَوجود في المُسَلسَلات التُّركِيَّة إِلى الحُبّ المُمكن التّطبيق والمُمكن الوجود فالحُبّ المَوجود على صَفحات الشُّعراء وفي كُتُب المَكتبات أَقرَب للخَيال لنَنتَقِل لِحُبّ مُمكن التَّطبيق..

 

فَمِقياس الحُبّ هُوَ الأَعمال لا الأَقوال .. فالأَعمال أَصدق قَولاً مِن الأَقوال.. 

وبَعدَ كُلّ ذلك سَتَجِد مَن يَسأَل كَم تُحبّني ؟ وسَتَجِد مَن يُجيب كبر البَحر بحبّك

 

والسُّؤال المُهِم .. الذي قَد يُزعج الكتّاب والشّعراء ماذا لَو لَم تعد الفتيات تَسأَل كَم بِحبني؟

فَهل سينصَرِف هؤلاء لِلكِتابَة بِمواضيع أُخرى سِياسيّة أَو اجتماعيّة أَو اقتِصاديّة أَو رُبَّما تَناول الحُبّ مِن زاوِيَة أُخرى ؟

 

ولكنّ هُناك سُؤال كانَ يُراودني طيلة كِتابَتي للمَقال وهُوَ كَم بِتحِبّوني ؟!

والإِجابَة مَتروكَة لَكُم.. !