اشرف محمد حسن 

        تنتشر مقولة شعبية في مصر وبلاد الشام وهي " تنتون وتنتن احدهم نتن والآخر انتن " أي اكثر نتانة وبصيغة أخرى " التم التنتون على التنتن واحد نتن والثاني انتن " وهذه المقولة تقال عندما تصف طرفين بانهم خبيثين ولا يؤتمن جانبهم ، ولعل هذا ما ينطبق تماما على ما يحدث داخل الكيان الصهيوني وينطبق أيضا مع علاقته بالولايات المتحدة الامريكية .

  فقد اثار خبراً جدلاً واسعاً في أوساط الكيان الصهيوني وللاوساط الدولية عن وجود خلافات وانقسامات داخل الكيان الصهيوني والعصابات على شكل دول ( أمريكا ) وباقي الدول التي تدعمه وهو ان وزير الدفاع يواف غالانت حاول اقتحام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدي وهدد غالانت وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بإحضار لواء غولاني للسيطرة على الوضع في مجلس الحرب ويعتبر ديرمر، الذي تخلى عن جنسيته الأميركية ليشغل منصب المبعوث الاقتصادي في واشنطن قبل أن يصبح سفيرا هناك، من أقرب المقربين من نتنياهو وبحسب موقع "والا" فإن طاقم نتنياهو رصد طاقم غالانت أثناء تسجيله لمجريات الاجتماعات الأمنية على شريط صوتي وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن غالانت غادر اجتماع مجلس الوزراء الحربي السبت الماضي جراء منع مدير مكتبه من الحضور، وسط تزايد التوتر داخل المجلس ونقلت في حينه القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر أن انسحاب الوزير جاء بعد أن وصل إلى مقر الاجتماع وتم منع مساعده من الدخول معه لكنه عندما دخل الغرفة وجد 5 من مساعدي نتنياهو وأضاف المصدر أن "نتنياهو قال لغالانت طالما مساعدي لم يحضر فلا يجب أن يحضر مساعدك، وذلك رغم وجود 5 من موظفيه بالمكان"، وهذا ما دفع وزير الدفاع للانسحاب ووفقا للقناة فإن نتنياهو يعتقد أن الجيش يقوم بتسريب بعض المعلومات المتعلقة بالمحادثات أو النقاشات الثنائية كما ذكر موقع "والا" فإن غالانت يمتنع أحيانا عن الرد على اتصالات مكتب نتنياهو لأيام كاملة وكانت القناة الـ13 الصهيونية كشفت عن أن غالانت طالب نتنياهو بعدم "التشويش" على عمله داخل الحكومة وفي سياق متصل ذكرت صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمه أن حكومة الحرب الإسرائيلية على وشك الانهيار ونتنياهو متردد ويضيع الوقت وخلال الشهور الأخيرة، تطرق الإعلام الإسرائيلي مرارا إلى خلافات مستمرة بين غالانت ونتنياهو، تتعلق بكيفية إدارة الحرب على قطاع غزة، وما بعد الحرب، بالإضافة إلى محاولات نتنياهو المتكررة لتحميل الجيش مسؤولية الحرب على قطاع غزة  ويشير العديد من المحللين الإسرائيليين إلى أن كل عضو في مجلس الحرب يفكر في مستقبله السياسي فقط وليس في مصلحة إسرائيل إذ يرى الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي عوفر شيلح أن أعضاء مجلس الحرب ومنذ اليوم الأول للحرب يحضرون أنفسهم لما بعد الحرب، وهذا لأن شبح السابع من أكتوبر يطاردهم، وكل واحد فيهم يدير حملات إعلامية قبيحة عبر الفضائيات مفادها أنه يعمل بشكل جيد لكن الآخرين مخطئون .

ويأتي ذلك بالتزامن مع تزايد التظاهرات التي تعم تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى المحتجزين قطاع غزة وإجراء انتخابات مبكرة للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث وسار المتظاهرون في ميدان هبيما، وحمل بعضهم لافتات تنتقد نتنياهو مع شعارات مثل "وجه الشر" و"انتخابات الآن" كما تجمع في مدينة حيفا، وخارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، متظاهرون يطالبون بعودة الأسرى وقال آفي لولو، والد الأسير ألون شامريز -الذي أعلنت القوات الإسرائيلية قتله "عن طريق الخطأ" في غزة- إن حكومة نتنياهو تتجه نحو كارثة وأضاف "على النحو الذي تسير به الأمور الآن، سيموت جميع الرهائن. لم يفت الأوان بعد لتحريرهم . 

ومنذ حوالي شهرين اثارت حادثة تفتيش رئيس اركان الجيش الاحتلال الصهيوني الذي كان متجهاً الى اجتماع مجلس الحرب آنذاك جدلاً واسعا في أوساط المجتمع الصهيوني حيث أعرب هرتسي هليفي، عن استيائه بعد أن منعته حارسة بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دخول اجتماع أمني إلا بعد تفتيشه، للتأكد من عدم حمله أي أجهزة تسجيل والتي اعتبرها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إذلالا لرئيس الأركان وقال في تصريح له من المستحيل أن نسمح لجنون العظمة الشخصي لرئيس الوزراء أن     يقود الحرب ولا يجب أن نسمح له بذلك  وقد قال مكتب نتنياهو، إن "حارسة الأمن أرادت ببساطة التأكد من أن جميع المشاركين في المناقشة، لم يكن بحوزتهم أجهزة تسجيل  وكان وقبل الحرب من الشائع جدًا أن يقوم كبار العسكريين بتسجيل المناقشات، سواء للاحتياجات العملياتية أو للاحتياجات الأخرى، بالإضافة إلى التسجيل الرسمي الذي يتم في أمانة الحكومة، لكن مكتب رئيس الوزراء سعى إلى منع ذلك وكان تعرض نتنياهو لحملة انتقادات واسعة النطاق في الأوساط الإسرائيلية، حيث قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق يوفال ديسكن، الاثنين، إنه ينبغي على نتنياهو "أن يعود إلى بيته الآن"، بعد أن وصفه بأنه "بارد ومهزوم"، جراء تعامله مع ملف المحتجزين في القطاع .

وكان بايدن قد تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ليلة الجمعة، في أول محادثة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. ونقلت عن مصدر إسرائيلي أنهما تحدثا لمدة 40 دقيقة وكان الحديث "طيباً"، وناقش الاثنان آخر التطورات المحيطة بالحرب في غزة ومسألة اليوم التالي لانتهائه حيث أوضح بايدن في المحادثة، إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود نتنياهو في السلطة، مضيفاً أنهما ناقشا الأمر خلال المحادثة بينهما أمس الجمعة. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان حل الدولتين "مستحيلاً" بوجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن "لا ليس كذلك". وأضاف أن "نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين"، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأنماط الممكنة إذ أن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة .

وفي تصريح له لوكالة رويترز نفى بايدن، في وقت متأخر الجمعة، استحالة تحقيق حل الدولتين مع بقاء نتنياهو في السلطة وقال بايدن خلال حديثه للصحفيين؛ إن "نتنياهو لا يعارض حل الدولتين، وناقشنا الأمر الجمعة وأضاف ردا على سؤال بخصوص استحالة حل الدولتين بوجود نتنياهو في السلطة؛ "لا ليس مستحيلا" كما لفت بايدن إلى أن "هناك عددا من أنماط حل الدولتين، فبعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها جيوش .

الامر الذي " كذبه " النتن ياهو  مؤكداً نفيه أن يكون قد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بإمكانية قيام دولة فلسطينية، وذلك بعد ساعات على تقارير إخبارية قالت إن بايدن أشار إلى أن نتنياهو لا يعارض كل أشكال حل الدولتين جاء ذلك في بيان نادر لمكتب رئيس الوزراء، الذي عادة ما يتجنب التصريح في عطلة السبت المقدسة لدى اليهود المتدينين حيث قال البيان: ان نتنياهو كرر في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الجمعة مع الرئيس بايدن موقفه المنسق منذ سنوات، والذي أعرب عنه أيضا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يومين أضاف أن هذا الموقف مفاده أنه بعد القضاء على حماس، يجب على إسرائيل الاحتفاظ بسيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة من أجل الضمان بأن غزة لم تعد تشكل أي تهديد على إسرائيل، وهذا يصطدم مع المطالبة بسيادة فلسطينية ولاحقا، كتب نتنياهو على منصة إكس: لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة على غربي نهر الأردن وهذا يتناقض مع قيام دولة فلسطينية .  

وببساطة كل هذه التصريحات ما هي الا لذر الرماد في العيون ولكسب المزيد من الوقت امام المجتمع الدولي فمنذ اكثر من ثلاثين عاماً والتصريحات الامريكية تشير الى إمكانية اقامت حل الدولتين وعلى الأرض كل ما يطبق هو اعدام لفرص حل الدولتين من خلال اقامت المستوطنات الصهيونية وتقطيع اوصال الضفة الغربية حتى بدأت المطالبات الصهيونية بتقسيم العبادات في المسجد الأقصى " التقسيم الزماني " والذي أدى الى اندلاع حرب طوفان الأقصى في 7/أكتوبر وما تبعها من اعتداءات على المدنيين وقتل الأطفال والنساء في غزة والضفة  وهذا ما أكدته تصريحات بايدن حول مشاهدته لصور لاطفال مقطوعة رؤوسهم والتي تراجع عنها لاحقاً وكل ما نشاهده من خلافات سواء كانت داخل الحكومة الصهيونية او مع الإدارة الامريكية أشياء متفق عليها بينهم لا تفضي الا لخداع العرب والعالم في حقيقة نواياهم فالنتن ياهو كاذب وبايدن اكثر كذباً فهم النتن والانتن . 

وهذا ما اوضحه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، حيث أشار السبت الى أن حديث الرئيس الأميركي عن احتمال قيام دولة فلسطينية ما هو إلا "بيع للوهم"، وقال إن بايدن "شريك كامل" في الحرب " الإسرائيلية " على قطاع غزة بيع الوهم الذي يحاوله بايدن بالحديث عن الدولة الفلسطينية و(أنماطها) لا ينطلي على شعبنا. بايدن شريك كامل في حرب الإبادة، وشعبنا لا ينتظر منه خيراً". وأضاف: "هؤلاء يظنون أنفسهم أولياء أمور الشعب الفلسطيني، يريدون أن يختاروا له نمط الدولة التي تناسبهم وهذا ما تأكد من رفض نتنياهو الخميس طلب بايدن المتكرر بالتعايش مستقبلا بين دولة إسرائيل ودولة فلسطينية، قائلا "يجب أن يكون لإسرائيل السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري وهو ما يتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)"، وأوضح أنه عبر عن ذلك مباشرة للأميركيين . 

وهذا ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة الكيان الصهيوني ومحاولاته دوما للتخلص  كافة الالتزامات لاي اتفاقيات دولية ونقض اية معاهدات قد تفضي الى الزامه قد تفضي الى تعايش سلمي مع باقي البشرية حتى لو أدى ذلك الى اغتيال بعض المسؤولين منهم ونتذكر هنا حادثة اغتيال رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق اسحق رابين عام 1995م على يد إيجال آمير بثلاث رصاصات اخترقت ظهر رابين، أثناء خروجه من مهرجان لدعم السلام، في إحدى الساحات بتل أبيب وسط الكيان الصهيوني وفي 2018 نشرت القناة العبرية الثانية نتائج استطلاع كشف أن 30 بالمئة من الإسرائيليين مقتنعون أن نتنياهو ساهم في تحريض اليهود المتطرفين على قتل رابين ، وقد يفاجئ العالم بحادثة شبيهة بان يقدم احد على اغتيال النتن ياهو في حال تم محاصرة الكيان الصهيوني من قبل بعض المؤسسات الدولية لإجبارها على وقف الحرب وذلك لإعادة الترتيب الداخلي لمحاولات التنصل من اية التزامات تجاه باقي البشر وحقيقة الأكاذيب التي تقوم أمريكا بترويجها لقيادة باقي دول العالم وتوريطها في خدمة الصهاينة دون ان تشعر بحيث لا تستطيع التراجع لاحقا فهم في حقيقتهم لا عهد لهم .