شريط الأخبار
مقتل 5 عسكريين اسرائيليين بمعارك جنوب لبنان.. وحزب الله يواصل قصفه القائد السنوار يستشهد بعد اشتباك مع قوة صهيونية واستشهد قائد المقاومة واقفا.. وبقيت روح الأسطورة اعلام عبري: "حزب الله" يتعافى ويُكثف قصفه وإسرائيل تُعاني نقصا بالصواريخ قصف امريكي ثقيل على مخازن اسلحة باليمن الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات على الواجهة الغربية شركات التامين: لائحة الاجور الجديد لنقابة الاطباء ستضر بشكل مدمر المواطن الاحتلال النازي يواصل ابادة شمال غزة: قتلا وتدميرا وتجويعا الجنوب اللبناني يستعصي على الغزاة.. وقتلى وجرحى اسرائيليين الأردن يرحب بقرار أممي يطالب بوقف الاحتلال إجراءاته في القدس ازمة هجرة حادة تجتاح أوروبا.. والقارة العجوز تعيد المجد للنازية الملك يستقبل وزير خارجية إيران: الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية المنطقة العسكرية الجنوبية تنفذ تمرين "الوعد الحق" لاختبار الجاهزية العملياتية الملك يؤكد ضرورة الاستفادة من الفرص السياحية والطبيعية والزراعية بالطفيلة "مكاتب الاستقدام".. شمول عاملات المنازل بالعلاج النفسي الملك يستهل زيارته للطفيلة بتفقد جامعتها التقنية الملك يستقبل وزير الخارجية الايراني دعوة الأردنيين "الذكور" لتأجيل خدمة العلم أو شهادة الإعفاء انتقادات للرفع الكبير لأجور الأطباء.. النقابة تدافع وشركات التامين تلوح بالقضاء 50 شاحنة مساعدات أردنية تعبر إلى شمال غزة

"تطبيع تدريجي مقابل ترك رفح”.. سوليفان بين الإذعان لنتنياهو وترقب رد الرياض

تطبيع تدريجي مقابل ترك رفح”.. سوليفان بين الإذعان لنتنياهو وترقب رد الرياض



: تسفي برئيل

 هآرتس 16/5/2024 

 "لن نستسلم يوماً ما، ولن نوافق على أقل من النصر المطلق”، الحديث هنا لا يدور عن اقتباس تصريحات حربية لنتنياهو، بل أقوال للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في تشرين الثاني في 2005 في خطاب ألقاه أمام الجنود المتدربين في الأكاديمية البحرية في أنابوليس. وجه بوش نبوءته ضد الرأي العام في الولايات المتحدة الذي بدأ في وضع علامات استفهام كبيرة على الحرب في العراق، التي بدأت قبل سنتين من ذلك، وحول جدوى استمرار بقاء القوات الأمريكية في هذه الدولة.

 "إن انسحاب القوات الأمريكية قبل تحقيق الأهداف لا يعتبر خطة للنصر”، أكد بوش في حينه. "كل من يرتدون الزي العسكري أتعهد لهم بأن أمريكا لن تهرب من الذين يفخخون السيارات والقتلة، ما دمت قائدكم الأعلى”. وبعد مرور ست سنوات وآلاف القتلى إلى أن سحبت أمريكا قواتها من العراق في 2011، عادت بعد ثلاث سنوات لمحاربة "داعش” الذي احتل مناطق في هذه الدولة.

 "النصر المطلق” لم يكن في العراق. هذا الأمر كان بعيداً عن ذلك. هذا هو الدرس الرئيسي الذي تريد واشنطن نقله إلى إسرائيل منذ فترة طويلة. وحتى منذ بدء الحرب عندما كان الحوار بين أمريكا وإسرائيل أكثر ودية بكثير، فقد أجمعت جهات رفيعة أمريكية في المحادثات مع نظرائها الإسرائيليين مخاوفها من انزلاق إسرائيل إلى "مسار العراق” في غزة. هم الآن يسمعون من نتنياهو أقوالاً مشابهة، وحتى متطابقة، المعنى الذي سمعه النظراء قبل عشرين سنة من الرئيس بوش، وهم يقلقون جداً.

مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، سيصل هذا الأسبوع إلى السعودية وإسرائيل، وسيبذل جهوداً أخرى لصياغة مسار للبدء في "اليوم التالي”، وقبل ذلك، سيوقف العملية العسكرية في رفح التي تقض مضاجع الرئيس الأمريكي وزعماء الدول العربية، لا سيما الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي. سيكون في مركز مهمة سوليفان في السعودية، فحص استعداد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لبناء صيغة سياسية، تعرض السعودية بحسبها خطوات أولية للتطبيع مقابل تعهد إسرائيل عدم دخول رفح.

هذه الخطة تذكر بالطريقة التي تراكم فيها التطبيع بين إسرائيل والإمارات، التي نسب لحاكمها بأنه وافق على هذا التطبيع مقابل تنازل نتنياهو عن ضم الضفة الغربية لإسرائيل. لم تكن هذه كل القصة؛ ففي رزمة العودة للإمارات كانت هناك صفقة شراء طائرات اف 35. في الحقيقة لم تخرج هذه الصفقة إلى حيز التنفيذ بعد تولي بايدن لمنصب الرئيس، ولكن الإمارات استخدمت هذا المبرر لإظهار إسهامها الكبير في القضية الفلسطينية. السعودية، التي اكتفت قبل الحرب بتعهد إسرائيل بـ "تحسين ظروف حياة الفلسطينيين”، طرحت الثمن الفلسطيني الذي تطلبه مقابل التطبيع، وهو الثمن المبني على أساس حل الدولتين.

قد يأتي التطبيع على دفعات. والسؤال الكبير هو: هل ينجح سوليفان في تجنيد محمد بن سلمان لعملية تدريجية توفر لإسرائيل سلم ثابت للنزول عليه في موضوع رفح والبدء في فحص إقامة حكم فلسطيني في القطاع. حسب التقارير، حصل سوليفان على وعد إسرائيلي بتأجيل توسيع العملية في رفح إلى ما بعد انتهاء زيارته، لكن حتى قبل انطلاقه إلى الطريق، استقبل بتصريح موثق لنتنياهو، يقول إن "الحديث عن "اليوم التالي” في الوقت الذي بقيت فيه حماس على حالها، ليس سوى حديث فارغ من المضمون”.

 سوليفان ليس بحاجة إلى دروس من نتنياهو حول الصعوبة في إقامة حكم محلي بديل في المنطقة التي ما زالت تجري فيها حرب. أرشيفات وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون مليئة بالوثائق التي تصف الجهود السيزيفية لإقامة حكم ثابت في العراق، وقبل ذلك في أفغانستان. ويعرف الأمريكيون أيضاً "محاولات” إسرائيل للعثور على حل إداري في غزة، وضمن ذلك التوجه لرؤساء العائلات الكبيرة ورؤساء العشائر الذين رفضوا هذه الطلبات بشكل علني. وحسب تقارير في وسائل الإعلام العربية، حاول رئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، بالتنسيق مع إسرائيل ومصر، قبل شهر ونصف، تشغيل خلايا رقابة ومرافقة لقوافل المساعدات الإنسانية؛ لمنع رجال حماس أو عصابات محلية من السيطرة عليها، لكن تم اعتقالهم وتم التحقيق معهم بشكل عنيف على يد حماس، وطردوا من القطاع.

لكن الولايات المتحدة لا توافق على خطة المراحل لنتنياهو، أي في البداية تصفية حماس، ثم إقامة حكم بديل. إن محاولة واشنطن تعلمنا بأن هاتين العمليتين يمكن، وحتى يجب، أن تكون مندمجة. في العراق، إلى جانب ملء الدولة بالجنود الأمريكيين، الذين وصل عددهم في 2007 إلى أكثر من 175 ألف جندي، أقام الجيش أحياء مغلقة محاطة بالأسوار، وكان السكان يمرون بفحص متشدد في كل عملية دخول لمنع تسلل الإرهابيين. لم يكن هذا حلاً ناجعاً، لكنه قلص عدد المصابين ومكن الحكومة من البدء في عملها.

قطاع غزة ليس العراق، لكن حلولاً عملية تشمل الدفاع عن موظفي السلطة الفلسطينية، وتشغيل قوات شرطة محلية، إضافة إلى البدء في إدارة مدنية مزودة بميزانية مناسبة، ربما يكون مرحلة أولية لإدارة القطاع. ولكن هذا الحل يحتاج إلى تكاتف الإدارات الذي ما زال بعيداً عن التحقق.

"لا ثقة بأنه حتى لو وافقت السعودية على فتح مسار تدريجي للتطبيع مع إسرائيل، الذي قد يوقف استمرار العملية في رفح، فسيوافق نتنياهو على دخول السلطة الفلسطينية إلى القطاع”، قال دبلوماسي غربي مطلع على جهود الاتحاد الأوروبي لطرح حلول خاصة به.

 "ندرك أن رفض رئيس الحكومة مشاركة السلطة يعكس موقفاً مبدئياً وسياسياً وحتى أيديولوجياً، وليس قضية مرهونة بقدرة عملية للسلطة على إدارة قطاع غزة”، قال الدبلوماسي، واعترف بأنه "حتى السلطة الفلسطينية لا تسارع إلى تحمل المسؤولية عن إدارة القطاع، لأنها لا تريد أن تظهر وكأنها تخضع لأوامر الجيش الإسرائيلي. ولكن ليس هذا فقط، فالشعور بأن مهمة إدارة القطاع مخصصة لها إضافة إلى الدعم الدولي، الذي وجد تعبيره أيضاً في قرار الأمم المتحدة بتوسيع مكانتها في هذه المؤسسة، يزيد تصميمها على الحصول على المزيد من الإنجازات المهمة في الساحة الدولية قبل الدخول إلى القطاع”.

في المقابل، قال مصدر في م.ت.ف، محسوب على معارضي محمود عباس، للصحيفة، إنه "من غير المعقول وجود حل عملي في غزة دون التنسيق مع حماس. المشكلة أن في حماس نفسها خلافات كبيرة، ليس فقط بين السنوار وقيادة حماس الخارج، بل أيضاً في صفوف القيادة في الخارج. عندما تكون هذه هي العبوات المتفجرة التي تقف في طريق خطة البديل الفلسطيني في غزة، يبدو أن الإنجاز الوحيد الذي يمكن لسوليفان أن يحققه هو تجميد العملية في رفح.