شريط الأخبار
متاثرا بعنف ”تيك توك”.. مصري يقتل شقيقته (8 سنوات) بـ 21 طعنة انتحار 6 عسكريين من الاحتلال جراء اوضاعهم النفسية السيئة كتلة باردة "سيبيرية" تؤثر على الأردن منذ الاحد ترجيح تقدم الحكومة بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل مسيرات جماهيرية بعمان واربد الكرك رفضا للعدوان الصهيوني النائب ابو هنية: نطالب رفع العقوبات عن الطلاب المتضامنين مع غزة فيديو الحاج توفيق: البعض يستغل إلاعفاءات عبر الطرود البريدية للتهرب من الضرائب تصعيد غربي مع روسيا وتلويح بالاستعداد لحرب عالمية ثالثة الشبلي: الموازنة تتضمن مخصصات لمشاريع كبرى كالناقل الوطني وسكة الحديد الحكومة: نركز باجراءاتنا على تحفيز النمو الاقتصادي ونسير بالاتجاه الصحيح مقتل شخص واصيب اخر بمشاجرة بمادبا صدمة باسرائيل وهذه الدول ملزمة بالتنفيذ.. مذكرتا الاعتقال تزيدان العزلة الدولية حزب إرادة يرحب بقرار "الجنائية الدولية" اصدار أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت العرموطي للحكومة: معاملات 400 تاجر سيارات كهربائية معلقة.. وضرر بالغ بالاقتصاد الملك يجدد وقوق الاردن مع لبنان واستقراره واخيرا.. نتنياهو وجالانت مطلوب القبض عليهما للجنائية الدولية كمجرمي حرب المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة

هذا ما أعدّته المقاومة اللبنانية لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟

هذا ما أعدّته المقاومة اللبنانية لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟


«إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف». «لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس موضوعاً كمياً فقط، وعلى كل حال هم يفهمون ماذا أقول».
هذه العبارات - التحدي - وردت في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وجاءت على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة الحرب الشاملة. وهو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا مع عدو مثل إسرائيل، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها.


بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد جديدة.
الجديد اليوم هو أن العدو وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو يبحث عن آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي - عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن «انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة (ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة.
لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة. فهو كان يفترض أن الأميركيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان «الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق النار في جبهات الإسناد.
ولمّا أيقن العدو أن الأمور لا تسير على هذا النحو، رفع الصوت عالياً، داخل الكيان من جهة، ومع حلفائه الغربيين وغير الغربيين من جهة ثانية. ويلخّص قادة العدو موقفهم بمخاطبة الوسطاء: «اذهبوا وجِدوا الطريقة ليوقف حزب الله إطلاق النار ضدنا في الشمال، أو سنتولى الأمر بأنفسنا». ويحلو لبعض الموفدين التعبير عن هذه الفكرة بشيء من الاستعلاء، انطلاقاً من قناعتهم، بأن العدو إن قرر معالجة الأمر بنفسه، فهذا يعني أن على لبنان انتظار مشاهد كالتي شاهدها العالم في غزة.
لكن، بعيداً عن أشكال التهويل القائمة إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، فإن واقع الأمور لا يحسم، بصورة غير قابلة للجدل، بقدرة العدو على شن حرب كبيرة على لبنان. وثمة فارق كبير بين أن تقول له أميركا بأننا سنقف إلى جانبك في حالة الحرب مع لبنان، وأن تقول له: اذهب إلى الحرب ونحن إلى جانبك. هذا مع العلم أنه لا يوجد في غرفة القرار لدى المقاومة أي وهم بأن أميركا ستترك الكيان وحدَه.

لكن ما هي خيارات العدو الممكنة؟
لا أحجيات هنا. ثمة تقدير عالي المستوى، بأن قيادة العدو الأمنية والعسكرية أقنعت القيادة السياسية بأنها تملك بنك أهداف كبيراً في لبنان، وأن عملية خاطفة ومباغتة (على شكل عملية الوزن النوعي التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي بداية حرب تموز واعتبرها ناجحة في ضرب القدرات النوعية لمنظومة الصواريخ لدى المقاومة) يمكنها أن تصيب القدرات الفعّالة لدى حزب الله، وأنه يمكن بعدها تخييره بين التسوية مع شروط جديدة، أو الذهاب إلى حرب أكثر شراسة ومساحة.
ومن دون مقدّمات وشروحات لا حاجة إليها، فإن المقاومة قرّرت في المقابل، «لفت نظر» العدو، لكن بكل مستوياته العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية أيضاً، وكذلك لفت انتباه حلفائه، إلى أنها تتحسّب لخيار كهذا، وهي قرّرت، في المقابل، اعتماد استراتيجية مختلفة عن كل ما كان يحصل سابقاً. وبناءً على ما عرضته المقاومة من مشاهد، وما قاله السيد نصرالله، يمكن تسهيل الأمور على من يهمّه الأمر من خلال الآتي:
أولاً، إن المقاومة تعتبر أي عملية عسكرية نوعية من جانب العدو إعلاناً للحرب الشاملة. وليس في قاموس المقاومة بعد الآن ردّ على ضربة ولا أيام قتالية، بل هناك حرب مفتوحة.
ثانياً، إن الضوابط والمحرّمات التي تلزم قيادة المقاومة وحداتها الميدانية بها، والتي يستفيد منها جيش الاحتلال والمستوطنون أيضاً، ستسقط مرة واحدة. وبالتالي، فإن الضرر سيصيب كل شيء، سواء أكانت منشآت مدنية أم عسكرية أم خلاف ذلك.
ثالثاً، توفّر المعلومات اللازمة عن الأهداف الاستراتيجية للعدو، وتوفّر الأسلحة المناسبة لضربها، وتوفّر الجهوزية، أمر قد جرى إرفاقه بتوفّر الإرادة، من خلال تكليف الوحدات المعنية في المقاومة بأن تبادر فوراً إلى ضرب كل هذه الأهداف، من دون انتظار أي نقاش أو بحث أو مساعٍ سياسية.
رابعاً، إن لجوء العدو إلى مغامرة عسكرية واسعة مع لبنان، يعني أنه ينقل جبهة لبنان من جبهة إسناد لغزة، إلى جبهة تحرير وتأديب لقوات الاحتلال. ولهذه الجبهات أدواتها الخاصة، بما فيها قرار اقتحام الجليل والسيطرة على مراكز عسكرية أو تحرير قرى لبنانية أو فلسطينية.
خامساً، إن المقاومة في لبنان، وبعد كل ما خبرته من تجارب، ليست في وارد التساهل مع عدو قادر ومجرم، ولا يوجد من يردعه عن ارتكاب المجازر كما فعل في غزة. وبالتالي، فإن المقاومة ستتصرف على أنها قادرة على إيقاع خسائر عامة، بشرية ومادية، تفوق ما يوقعه العدو في لبنان.
سادساً، وهو الأهم، هو أنه يُفترض بالعدو، ومن خلفه الأميركيون على وجه الخصوص، الأخذ في الاعتبار، أن أي عملية خاطفة وكبيرة يمكن أن يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي، ومهما أصابت من أهداف - هذا على افتراض أن العدو يملك معلومات دقيقة - لن تصيب كل شيء، وما يبقى، يكفي لتحقيق الضربات المدمّرة في كيان الاحتلال. كما أن المقاومة التي راقبت جيداً آلية عمل منظومة الدفاع الجوي الشاملة التي استنفرت الغرب وبعض العرب لحماية إسرائيل من الرد الإيراني، تعرف أن هذا التحالف غير قادر على توفير المظلة نفسها في مواجهة شتاء الصواريخ والمُسيّرات، ولا حتى في حماية منظومات الدفاع المنتشرة على طول البحر المتوسط وموانئه، سواء تلك المحاذية لسواحل لبنان وفلسطين، أو المقابلة في جنوب أوروبا. وإذا كان الجميع كوّن فكرة عن قدرات الحزب في البر والجو، فهو لا يمانع من تقديم عرض شيّق في البحر متى لزم الأمر!

 

جريدة الاخبار اللبنانية