شريط الأخبار
نعيم قاسم: حزب الله استعاد عافيته ورمم قيادته.. وأملنا بالنصر لا حدود له الملك يزور قيادة القوات الخاصة ويشيد بمنتسبي الجيش العربي نائب يحذر من التعاقد مع شركة للرقمنة لها شريك اسرائيلي الملك يستقبل وفدا برلمانيا امريكيا: وقف دائم وفوري للنار بغزة مرافق مريض يعتدي على طبيب بمستشفى الامير حسين افعى خطيرة تلدغ شابا خلال قطفه الزيتون باربد الصفدي يحذر: لم تدخل غزة شاحنات مساعدات منذ نهاية ايلول قتل ضابط اسرائيلي واصابة 5 بجروح بعملية فدائية باسدود حروب "إسرائيل": عوائد هائلة لشركات الأسلحة الأميركية هكذا فقدنا تفاصيل حياتنا واحلامنا في غزة العدو يهدد بهجوم كبير على لبنان انتقاما لقتلاه وضرب عمقه الملك يحذر من تدهور الاوضاع الانسانية بقطاع غزة العودات يلتقي "العمل الاسلامي" ويؤكد ضرورة تعظيم الجوامع المشتركة رئيس الوزراء يلتقي رئيس غرفة تجارة الأردن والتاكيد على الشراكة بين القطاعين الملك يستقبل ميقاتي ويؤكد دعم الاردن للبنان وشعبه "حماية الصحفيين" يطالب بمراجعة "الجرائم الإلكترونية" وعفو ملكي عن الزعبي وأبو طه الابادة الاسرائيلية تتواصل في شمال غزة: اجرام نازي لتهجير المدنيين حزب الله يواصل تكثيف صواريخه على قواعد عسكرية.. والاحتلال يجرم بالمدنيين الصبيحي ينتقد: 42% نسبة النمو بمحفظة السندات خلال 4 سنوات ميقاتي يبدا زيارة لعمان ويلتقي رئيس الوزراء ويبحثان العدوان على لبنان

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية


 

محمود الخلايلة 

 

 

قدم جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، عدة رسائل على المستويات السياسية والإنسانية والقانونية الدولية، حملت في طياتها مضامين قوة الخطاب وعمقه مُدعماً بالأدلة والأرقام والبرهان، وكأنما يقدم جلالته محاكمة لضمير الإنسانية لصمته على جرائم المحتل الإسرائيلي

وفي كل مرة يعتلي جلالته منبر الأمم المتحدة، يقدم لقادة العالم خلاصة سنوات تجلت فيها الحكمة وبعد النظر، مستنداً على إرث الراحل الحسين الذي يستذكره جلالته بعين الفخر والأثر والتأثير، حين بقي متمسكاً بالسلام حتى الرمق الأخير، وعلى نهجه سار جلالة الملك من أجل مستقبل أجيال المنطقة، لكن الطرف الإسرائيلي إختار المواجهة وانتهج التطرف والقتل والتدمير، حيث يرى نفسه محصناً وفوق كل معايير القانون الدولي.

 

لقد كان الخطاب الملكي في المسار السياسي يضع قادة العالم أمام حقيقة مفادها أن إسرائيل باتت تجر المنطقة إلى منحنيات خطيرة وعواقب السكوت عنها وخيمة، فهذا الكيان لا يعرف سوى لغة القوة، وباتت كل مساعي الحديث عن السلام تذهب أدراج الرياح، وفي ذات السياق أبرق جلالة الملك برسالة مفادها أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد، وهذا الموقف يعبر عن وجدان وإرادة كل الأردنيين الذين يقفون صفاً واحداً خلف جلالة الملك _ شعباً وسلطات وجيشاً وأجهزة أمنية ومؤسسات، وبعد هذا القول على الألسن التي تطاولت على الأردن أياً كان مصدرها أن تعرف حجمها وأن تدرك جيداً بأن هذا الوطن أصعب وأقوى مما يظن الجميع، ما يحتم علينا في الداخل الأردني أيضاً أن نكون أكثر صلابة وفي جبهة وطنية موحدة متماسكة.

 

وعلى الصعيد الإنساني، لم يسبق الملك أي زعيم في العالم ولا حتى المنظمات الإنسانية، بتقديم هكذا خطاب مدعم بلغة الأرقام والأدلة والبرهان لحجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة، وهي لغة الإقناع والتأثير بمواجهة زيف رواية الاحتلال التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام الدولي، وهذه لغة بالتأكيد تزعج كياناً اعتاد على بناء سردية مليئة بالأكاذيب.

وعلى صعيد القانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، دق جلالة الملك ناقوس الخطر، بقوله إن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، حيث تصبح حقوق الإنسان انتقائية؛ وعلى العالم أن يدرك أهمية الحديث الملكي بأن تقويض المؤسسات الدولية والأطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي اليوم.

 

خلاصة القول، لقد قدم جلالة الملك ما يمكن وصفه بالمحاكمة للضمير الإنساني، ولإرادة قادة العالم، ليصبوا جهودهم سوية من أجل وقف الهمجية الإسرائيلية، أو الانحياز للباطل الذي ستصيب آثاره وسلوكياته المدمرة كل بقعة في هذا العالم، حيث يخفت صوت العقل، ويعلو صوت الجهل، وحيث تبقى قيم ومعاني الإنسانية انتقائية حسب الأهواء، وحينها يعود العالم إلى سنوات القتل والدمار والحروب المدمرة.