شريط الأخبار
صناعيون: نمو القطاع الصناعي يسهم باستقطاب الاستثمارات رئيس الوزراء يرعى احتفال يوم الصناعة الاردنية ويكرم 100 شركة الملك: ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة لتحقيق التهدئة ولي العهد ورئيس الوزراء السلوفيني: ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار كيف سيصبح شكل لوحات المركبات الحكومية والرسمية بعد التعديلات على نظام اللوحات الجديدة؟ جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط وجندي في رفح بأوامر أمريكية: جيش الاحتلال يعود لوقف إطلاق النار بعد غارات كثيفة على غزة نقيب المهندسين: نظام التخطيط والتنظيم الجديد خطوة نوعية نحو عمّان أكثر عدالة واستدامة حماس تنفي علاقتها بهجوم رفح.. والتزامها بوقف اطلاق النار الغضب يشتعل في شوارع أمريكا ضد سياسات ترامب..و7 ملايين يهتفون باقالته جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة على جنوب غزة وتحريض اسرائيلي استئناف الحرب.. و“حماس” تؤكد التزامها بوقف النار السماح لكل عائلة قادمة من فلسطين بإدخال 5 تنكات زيت زيتون للاستخدام الشخصي مياهنا: صيانة في محطة زي توقف ضخ المياه عن 39 منطقة الجامعة الأردنية تحيل ملفات الطلبة المتورطين بالاحداث إلى المجلس التأديبي فتح تحقيق بوفاة حدث في المفرق نتنياهو يهدد: الحرب بغزة لن تنتهي الا بنزع سلاح حماس.. وسنبقى بجبل الشيخ السوري قطر: اعلان وقف فوري لاطلاق النار بين باكستان وأفغانستان مبادرة الحوار المجتمعي تستنكر المشاجرات الجامعية وتدعو لحلول متكاملة الغارديان: واشنطن وأوروبا تدفعان لتشكيل قوة دولية بقيادة مصر للسيطرة على الأمن في غزة ضبط 4 مركبات شاركت بإغلاق الطريق خلال فاردة زفاف

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية


 

محمود الخلايلة 

 

 

قدم جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، عدة رسائل على المستويات السياسية والإنسانية والقانونية الدولية، حملت في طياتها مضامين قوة الخطاب وعمقه مُدعماً بالأدلة والأرقام والبرهان، وكأنما يقدم جلالته محاكمة لضمير الإنسانية لصمته على جرائم المحتل الإسرائيلي

وفي كل مرة يعتلي جلالته منبر الأمم المتحدة، يقدم لقادة العالم خلاصة سنوات تجلت فيها الحكمة وبعد النظر، مستنداً على إرث الراحل الحسين الذي يستذكره جلالته بعين الفخر والأثر والتأثير، حين بقي متمسكاً بالسلام حتى الرمق الأخير، وعلى نهجه سار جلالة الملك من أجل مستقبل أجيال المنطقة، لكن الطرف الإسرائيلي إختار المواجهة وانتهج التطرف والقتل والتدمير، حيث يرى نفسه محصناً وفوق كل معايير القانون الدولي.

 

لقد كان الخطاب الملكي في المسار السياسي يضع قادة العالم أمام حقيقة مفادها أن إسرائيل باتت تجر المنطقة إلى منحنيات خطيرة وعواقب السكوت عنها وخيمة، فهذا الكيان لا يعرف سوى لغة القوة، وباتت كل مساعي الحديث عن السلام تذهب أدراج الرياح، وفي ذات السياق أبرق جلالة الملك برسالة مفادها أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد، وهذا الموقف يعبر عن وجدان وإرادة كل الأردنيين الذين يقفون صفاً واحداً خلف جلالة الملك _ شعباً وسلطات وجيشاً وأجهزة أمنية ومؤسسات، وبعد هذا القول على الألسن التي تطاولت على الأردن أياً كان مصدرها أن تعرف حجمها وأن تدرك جيداً بأن هذا الوطن أصعب وأقوى مما يظن الجميع، ما يحتم علينا في الداخل الأردني أيضاً أن نكون أكثر صلابة وفي جبهة وطنية موحدة متماسكة.

 

وعلى الصعيد الإنساني، لم يسبق الملك أي زعيم في العالم ولا حتى المنظمات الإنسانية، بتقديم هكذا خطاب مدعم بلغة الأرقام والأدلة والبرهان لحجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة، وهي لغة الإقناع والتأثير بمواجهة زيف رواية الاحتلال التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام الدولي، وهذه لغة بالتأكيد تزعج كياناً اعتاد على بناء سردية مليئة بالأكاذيب.

وعلى صعيد القانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، دق جلالة الملك ناقوس الخطر، بقوله إن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، حيث تصبح حقوق الإنسان انتقائية؛ وعلى العالم أن يدرك أهمية الحديث الملكي بأن تقويض المؤسسات الدولية والأطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي اليوم.

 

خلاصة القول، لقد قدم جلالة الملك ما يمكن وصفه بالمحاكمة للضمير الإنساني، ولإرادة قادة العالم، ليصبوا جهودهم سوية من أجل وقف الهمجية الإسرائيلية، أو الانحياز للباطل الذي ستصيب آثاره وسلوكياته المدمرة كل بقعة في هذا العالم، حيث يخفت صوت العقل، ويعلو صوت الجهل، وحيث تبقى قيم ومعاني الإنسانية انتقائية حسب الأهواء، وحينها يعود العالم إلى سنوات القتل والدمار والحروب المدمرة.