وداعاً يا أمـــــاه".. اربعين يوما على فراقك
أربعون يوما على رحيل أمي – رحمها الله – نعم الموت حق وهذه حقيقة نؤمن بها إيمانا خالصا صادقا، ونقف بكل إجلال وإكرام لقضاء الله وقدره، لكن الفراق صعب مهما كانت الحياة ومشاغلها، فحقا مأ أصعب من فراق حبيب رحل جسده ولم تغب ذكراه.
40 يوما يا أمي على قسوة الفراق ولوعته ووجع البُعاد وحرقته رغم رضوخي للحياة ومتطلباتها لكن ما زالت مرارة الفقد تلازمني .
40 يوما يا أمى .. وأنا أقف دوما أتذكر حياتكِ الطويلة من الكفاح والجهاد من أجلى وأتذكر قولك انت "زرعتي وثروتي"، فكنت نعم الأم الرحيمة الصابرة الصادقة المتعففة الصديقة الحنونة.
40 يوما يا أمى .. وأنا أقف أتذكر عزف أنامل يدكِ على آلة الحياة ومخالبها، لترسمى بيدكٍ الحانية لوحة من العطاء والمحبة والوفاء، فكنت الأم الحنونة والمعلمة الجادة والمربية المخلصة والمتحدثة الصادقة فجعلتي لحياتي معنى، وأضأتٍ لي الطريق، وأنحيت قامتكٍ لتنعدل قامتي.
40 يوما يأمى .. وقد أيقنت حقا أن الحياة فانية لا محالة، وأن العمل الصالح والسيرة العطرة ومحبة الخلق باقيات صالحات، وأنه إذا غاب الجسد تبقى الذكرى والمحبة والإنسانية.
40 يوما يا أمى .. ولا أملك إلا أن أقول: "وداعا أيتها الروح النقية.. وداعاً يا من كنتِ لي أما وأباً وعماً وخالاً.. وداعاً يامن وهبتني حباً وعطاءً بلا حدود.. وداعا يا من صبرت على الفراق ، وتحملًت وجع الفقد.
وداعاً يا أغلى وأحن وأطهر أم.. "وداعاً يا أمـــــاه" وفى الفردوس الأعلى بإذنه جلً وعلا..
اللهم إني أستودعك أمي، وقرة عيني، ومهجة قلبي، فتولّها برحمتك، اللهم إني استودعتها في ودائعك التي لا تضيع، رحمك الله وجمعني بك في جنانه يا رب العالمين