هل يخرج قطعة الرؤوس من جلودهم؟ “مجاهدو أوزبك” الجولاني يحرقون شجرة الميلاد في حماة
قامت مجموعة مسلحة تابعة
لهيئة تحرير الشام من الجنسية الأوزبكية بإحراق شجرة الميلاد في مدينة سقيلبية
التابعة لابرشية حماه السورية، وعندما سارع أهالي المنطقة لاطفاء الشجرة المحترقة
قامت المجموعة المسلحة بتصويب السلاح نحو الأهالي العزل والمدنيين، ما أدى الى
حالة من الخوف والتوتر عمت المدينة خرج على اثرها تظاهرات غاضبة تندد بالاعتداء
على حرية العقائد وإرهاب السكان، وحاولت هيئة تحرير الشام عبر اذرعها الإعلامية،
الصاق الجريمة ما سمته فلول النظام السابق، الا ان أهالي المنطقة صوروا الحادثة
بهواتفهم، واكدوا ان من قام باحراق شجرة الميلاد في مدينتهم هم عناصر هيئة تحرير
الشام ومن الاوزبك وجنسيات اجنبية. وقال أحد سكان البلدة أن رتلا من السيارات
التابعة للهيئة باللباس العسكري ويتحدثون العربية الفصحى، قاموا بتكسير بعض أغصان
شجرة الميلاد بالسواطير وبعدها أشعلوا فيها النار، ثم أشهروا سلاحهم على المدنيين
الذين حاولوا منعهم.
حادثة شجرة الميلاد ليست
الحادثة الوحيدة في سلسلة حوادث باتت تؤرق السوريين جراء تصرفات عناصر ومجموعات
الهيئة، فقد انتشرت عدة حوادث قتل وسحل وتعذيب وتنكيل في قرى الساحل السوري، ودخول
الى المنازل، ومصادرة أملاك وسيارات خاصة، كما انتشرت مشاهد لتعذيب وإهانة جنود من
الجيش السوري السابق سلموا انفسهم للهيئة، وبعد ان كانت الهيئة ترجع ذلك الى ما
تسميه "حالات فردية” لا تمثل توجهات الهيئة، انتقلت الان الى تعليق التجاوزات
والانتهاكات على شماعة "فلول النظام السابق”.
لكن عناصر الهيئة عادة ما
يصورون هم بأنفسهم هذه الانتهاكات ويفاخرون بها، ما يعني أمران بالنسبة للسوريين،
اما ان الجولاني او الشرع القائد العام للهيئة لم يعد يسيطر على فصائله على الأرض،
وانشغل بالحكم واستقبال الوفود بالقصور الرئاسية، وباتت هذه الفصائل تتصرف على
هواها، او ان خطة الهيئة قائمة على ازدواجية الخطاب، تطمين الغرب ودول الإقليم
بخطاب التسامح والانفتاح، بينما خطة التصفيات والانتقام، وقمع الأقليات والحريات
والمخالفين تجري على ارض الواقع. وهذه الأفعال لا تنطلي على الدول الغربية، التي
تراقب الوضع في سورية بدقة، حتى لو استعان الجولاني بأذرع إعلامية عربية لتغطية
الانتهاكات والتجاوزات ولصقها بـ”حالات فردية” او فلول النظام”.
وفي حادثة السقيلبية وحرق
شجرة الميلاد، فقدت الهيئة وأذرعها الإعلامية جزءا مهما من المصداقية أمام
السوريين، بعد فشل محاولة إلصاق حرق الشجرة "بفلول النظام” إذ شاهد وسمع السوريون
عبر أهالي المدينة الجهة الفعلية التي تقف وراء هذا الانتهاك، وهذا الفعل المتطرف
والإرهابي. وهو ما دفع الهيئة الى الاعتراف بالحقيقة، وإعلان انها ستحاسب
الفاعلين، وكان هذا الاعتراف بعد ان ظهرت المشاهد وحديث الأهالي امام كاميرات
النشطاء، صفعة لوسائل اعلام عربية داعمة للجولاني، اعتبرت من اللحظة الأولى ان
فلول النظام السابق تحاول العبث بالأمن والاستقرار، وتخريب فرحة السوريين بسقوط
النظام، وانها من قام بإحراق شجرة الميلاد.
إسراع الهيئة لاحتواء
الازمة، وتهدئة مخاوف أهالي المدينة، يأتي لكسب الدعم الخارجي، والنجاح في انتزاع
اعتراف الدول الغربية، وتحديدا الولايات المتحدة، ورفع الهيئة من قائمة الإرهاب،
واذا كانت الانتهاكات اليومية والتصرفات الشنيعة لعناصر الهيئة بقرى وارياف اللاذقية
وجبلة وطرطوس بحق أبناء الطائفة العلوية بحجة انهم الطائفة التي ينتمي لها الرئيس
السابق بشار الأسد، تمر دون محاسبة أو استنكار، فإن ارتفاع وتيرة الاعتداء على
المسيحيين في سورية من قبل العناصر الأجنبية من رجال الجولاني ربما تتوقف عندها
العديد من الدول، وتعيد الحسابات.
راي اليوم