مرة أخرى، يتبدد رهان الاحتلال الصهيوني على القوة العسكرية الأمريكية لحمايته من الصواريخ اليمنية، التي تهزّ أمنه بالصميم وتجبر الملايين من مستوطنيه على اللجوء إلى الملاجئ بشكل يومي.

يتأكد للصهاينة، يومًا بعد آخر، فشل العدوان الأمريكي الواسع ضد اليمن في وقف الضربات الصاروخية التي تستهدف العمق الإسرائيلي. فقد عبرت أوساط الاحتلال عن إحباطٍ كبير من هذا الفشل، خاصة بعد طلب إدارة ترامب من الجيش الأمريكي تولي زمام الأمور، إلا أن الضربات الجوية المكثفة لم تفلح في تقليص قدرة اليمنيين على استهداف الكيان الصهيوني.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الإسرائيلي، موآف فاردي: "الأمر الأكثر إقلاقًا لمواطني إسرائيل، الذين ليس لديهم جنود في غزة أو أسرى في أنفاق حماس، هو الصواريخ القادمة من اليمن. الحوثيون يعكرون صفو الحياة هنا، والأمريكيون يطلبون منا التزام الهدوء، مؤكدين أنهم سيوقفون إطلاق هذه الصواريخ، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن.”

من جهته، أضاف المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية، روعي كايس: "السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: الأمريكيون ثابتون على موقفهم، والحوثيون أيضًا. الساعات الأخيرة في اليمن وُصفت بأنها الأكثر قسوة منذ بداية الهجمات الأمريكية في عهد ترامب، ورغم ذلك، لا يزال الحوثيون يتصرفون كما يحلو لهم، بل وخرجوا إلى الشوارع لإحياء يوم القدس، في إشارة واضحة إلى أنهم غير مردوعين.”

الهجمات الصاروخية اليمنية فرضت واقع الحرب على الاحتلال، حيث سقطت الصواريخ على مناطق تمتد من شمال تل أبيب إلى جنوب القدس المحتلة، مما عمّق الشعور بانعدام الأمن لدى المستوطنين.

وفي هذا السياق، قالت مراسلة القناة 11 الإسرائيلية، أورلي الكلاعي: "الشظايا الناتجة عن عمليات الاعتراض تنتشر على مساحات واسعة في تل أبيب، كما سقطت بعض الشظايا في منطقة القدس.”

أما مراسل القناة 24 الإسرائيلية، غاي عزراييل، فأوضح: "الهجوم الصاروخي الحوثي يأتي في ظل موجة من الغارات الأمريكية على اليمن، والتي بلغت العشرات خلال الأيام الأخيرة، وشملت أهدافًا في العاصمة صنعاء ومناطق شمال اليمن. ومع ذلك، لم تتمكن هذه الضربات من منع إطلاق الصواريخ الحوثية نحو إسرائيل.”

خبراء عسكريون إسرائيليون أبدوا شكوكهم حول جدوى الضربات الجوية الأمريكية، التي تركزت على المناطق التي يُعتقد أنها منصات إطلاق الصواريخ اليمنية. وأكد هؤلاء أن تلك الغارات لم تؤثر على المخزون الصاروخي اليمني، حيث تواصل الصواريخ استهداف عمق الاحتلال، ما يعكس فشل الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في احتواء التهديد اليمني المتصاعد.

المصدر: المنار