شريط الأخبار
عاجل غارات اسرائيلية على دمشق ومناطق اخرى بسورية الان ماذا بعد هيمنة اسرائيل على الإقليم؟! الملك يبحث سبل التعاون وتعزيز التنسيق مع رئيس جمهورية الجبل الأسود الملك يعقد لقاءين مع الرئيس الألباني ورئيس الوزراء في تيرانا قصف سفينة من “أسطول الحرية” في مياه مالطا ومنعها من التوجه لغزة البنك الدولي: مواصلة ارتفاع الاسعار في الاردن الملك يبدأ جولة خارجية تشمل ألبانيا ومونتينيغرو والولايات المتحدة استثناء الاردن من قرار ترامب بوقف الدعم العسكري والمالي الملك يهنيء عمال الاردن بعيدهم مسؤول اممي: الوضع الراهن بغزة أشبه بأهوال يوم القيامة 100 يوم لترامب بالحكم: زلزال سياسي اقتصادي لم يترك صديقا ولا عدوا حرائق هائلة بجبال القدس واخلاء مستوطنات وطلب مساعدة دولية العيسوي: الأردن وطن الرسالة والصلابة وقيادته الهاشمية تمضي بثبات ولا تساوم الملكة تلتقي نائبة أمين عام الأمم المتحدة ولي العهد يترأس اجتماعا للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الملك يدشن المرحلة الثانية من الحديقة النباتية الملكية بتل الرمان خفض اسعار البنزين والسولار وتثبيت الكاز الضمان يؤجل اقساط السلف لشهر ايار ادانة 4 متهمين بقضية الـ 16 والحكم بسجنهم 20 عاما زيارة البترا ووادي رم تجربة تأسر فؤاد صانع محتوى صيني

مشروع ضريبة الابنية: عندما يتصادم التقدير الإداري مع العدالة

مشروع ضريبة الابنية: عندما يتصادم التقدير الإداري مع العدالة


 

المحامي اسامة البيطار

أثار مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي نقاشًا واسعًا بين المهنيين والمواطنين، وهو نقاش صحي ومطلوب، خاصة حين يتعلق الأمر بقانون يمس شريحة كبيرة من الناس، سواء كانوا ملاكًا أو مستأجرين أو مستثمرين.

في جوهره، المشروع يُوحّد الضريبة على العقارات ضمن إطار واحد، ويربط التقدير بالسجلات الإلكترونية والسعر الإداري الرسمي، وهو ما يبدو من حيث الشكل خطوة تنظيمية. لكن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بنسبة الضريبة، بل: هل يُطبّق هذا التقدير بعدالة؟ وهل يتماشى مع الواقع الاقتصادي للناس.

أمثلة عملية لفهم الأثر:

1.
أرض خالية داخل حدود بلدية (مساحتها 500 متر، سعرها الإداري 100 دينار للمتر):
قيمة الأرض التقديرية = 500 × 100 = 50,000 دينار
نسبة الضريبة: 0.04%
الضريبة السنوية: 20 دينار
رقم بسيط، لكن لماذا تُدفع ضريبة على أرض لا تدر دخلًا؟

2.
شقة مؤجرة بقيمة متواضعة (120 دينار شهريًا = 1,440 سنويًا)، مساحتها 120 متر، وسعرها الإداري 300 دينار للمتر:
القيمة التقديرية = 120 × 300 = 36,000
بعد خصم 20% لاستهلاك البناء: 28,800
الضريبة: 1%
الضريبة السنوية: 288 دينار
أي أن الضريبة تستهلك حوالي 20% من الدخل السنوي، دون احتساب الصيانة والتمويل البنكي.

3.
عقار مشغول من قبل المالك أو أحد أصوله/فروعه:
يُمنح إعفاء مزدوج: 20% لاستهلاك البناء + 80% لاستخدام المالك.
النتيجة: القيمة الخاضعة للضريبة لا تتجاوز 10% من التقدير الأصلي، أي أن شقة 200 متر قد لا تتجاوز ضريبتها فعليًا 100 دينار.
هذا البند يبدو منصفًا، لكن محدوديته تنحصر في الحالات التي يسكن فيها المالك فقط، بينما الغالبية مؤجرون أو ممولون.

التحديات المخفية خلف الأرقام:

المشكلة لا تكمن في نسب الضريبة على الورق، بل في فلسفة التقدير القائمة على السعر الإداري الثابت، الذي لا يعكس واقع السوق ولا قدرة الاستثمار.

فالسعر الإداري في كثير من المحافظات لا يميز بين السكني والزراعي والتجاري، ولا بين العقارات القديمة والحديثة، وقد يؤدي إلى تحميل المكلفين أعباء غير عادلة، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود أو الملاك الملتزمين بعقود إيجار قديمة.

كما أن إخضاع العقارات المرهونة للبنوك للضريبة السنوية، دون مراعاة كلفة التمويل والفوائد التي يتحملها المالك، يمثل اختلالًا جوهريًا في العدالة الضريبية، ما لم يُعالج بنص أو استثناء تنفيذي لاحق.

المطلوب ليس إلغاء الضريبة، بل ضبطها ضمن معادلة تراعي:
العائد الفعلي.
حالة التمويل.
عمر البناء.
وتصنيف العقار تنظيمياً وسوقياً.

إن النقاش القانوني حتى في مراحله المتأخرة ليس ترفًا، بل وثيقة موقف تُستخدم لاحقًا في الضغط المهني، التعديل، أو الطعن.

ولعل أبرز ما نحتاجه اليوم ليس فقط تنظيم العلاقة بين المواطن والبلدية، بل إعادة بناء الثقة بين المواطن والتشريع، فالقانون لا يُقاس فقط بالحسابات، بل بثقة الناس بعدالته.