قال مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة، الدكتور عماد أبو يقين، إن حصيلة التسمم الناتج عن تعاطي مشروبات كحولية ملوثة بمادة "الميثانول" ارتفعت إلى 9 وفيات وأكثر من 40 إصابة، مؤكداً أن عدداً من الحالات يرقد حالياً في أقسام العناية الحثيثة بحالة صحية حرجة.

 وأوضح أبو يقين، في تصريحات صحفية، أن اثنين من المتوفين تجاوزوا سن الخمسين، وأن أكبر حالات الوفاة كانت لسيدة تبلغ من العمر 63 عامًا، كما تبين أن بعض الضحايا من الأقارب.

 ولفت إلى أن إحدى حالات الوفاة سُجلت في مستشفى الملك عبد الله المؤسس في إربد.

 وأشار إلى أن المادة السامة "الميثانول"، وهي كحول صناعي لا يصلح للاستهلاك البشري، تُستخدم كمذيب في الصناعات الكيماوية والدهانات، ومدعّم للوقود، موضحاً أن الميثانول يتحوّل داخل الجسم إلى مركّبات شديدة السمية تؤثر على الدماغ وشبكية العين وتؤدي إلى فشل في الأعضاء الحيوية.

وبيّن أن أعراض التسمم قد تبدأ خلال ساعتين إلى ثلاث من تعاطي المادة، وقد تتأخر في بعض الحالات حتى 36 ساعة، مشيراً إلى أن الأعراض تشمل: ارتفاع حموضة الدم، غثيان، صداع، ضيق تنفّس، ضبابية في الرؤية قد تتطور إلى العمى، وتلف عصبي يؤدي إلى الوفاة في حال عدم التدخل العاجل.

وكشف أبو يقين أن أغلب المصابين خضعوا لعمليات غسيل كلى طارئة ودعم تنفسي في مستشفيات الزرقاء وعمّان والبلقاء، مؤكداً أن "غسيل الكلى هو الإجراء المنقذ الأساسي"، ولكن فعاليته تنخفض عند تأخر المصاب في الوصول للمستشفى أو في حال كانت الجرعة المتناولة من الميثانول كبيرة

وأكد أن نحو 10 من المصابين يرقدون في العناية الحثيثة تحت المراقبة الطبية الدقيقة، بينما يتلقى آخرون العلاج في أقسام الطوارئ، مشيراً إلى أن بعض الحالات لا تزال تحت الاشتباه بالتسمم وتخضع للفحوص المخبرية والتقييم الطبي.

 ووجّه الدكتور أبو يقين تحذيرًا مباشرًا للمواطنين، داعياً إلى الامتناع التام عن تعاطي المشروبات الكحولية، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة، مبيناً أن الكحول العادي نفسه يؤذي الكبد والكلى، وأن الميثانول الملوث كفيل بالتسبب بالوفاة حتى عند تناوله بكميات صغيرة.

 كما ناشد كل من تظهر عليه أعراض التسمم بسرعة التوجه إلى أقرب قسم طوارئ، قائلاً إن سرعة الاستجابة الطبية هي الفرصة الوحيدة للنجاة، وأن تأخير التدخل قد يُفقد حياة المصاب.

وأكد أبو يقين أن الفرق الطبية في وزارة الصحة تعاملت مع الحالات الأولى التي وصلت إلى مستشفى الزرقاء الحكومي بعد ظهور أعراض حادة وغير مفهومة، تضمنت ارتفاعًا في حموضة الدم واضطرابًا في المؤشرات الحيوية، ليتبين لاحقاً أن السبب هو تعاطي مشروبات تحتوي على مادة الميثانول.

 وختم أبو يقين بالإشارة إلى أن وزارة الصحة تواصل رفع درجة الاستعداد في أقسام الطوارئ بجميع مستشفيات المملكة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والرقابية، لضمان سحب المنتجات الملوثة من الأسواق ومنع تكرار هذه الكارثة الصحية.