شريط الأخبار
بدء نشر ملفات ابستين: لعنة قلعة الاعتداء الجنسي على القاصرين تلاحق امبراطورية الشر محافظة: وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية بديلا لوزارة التربية ولا دمج مع "التعليم العالي" ولي العهد يحيي النشامي ويبارك للمغرب ويشكر قطر الملك للنشامى: كلنا فخورون بكم وبما حققتم "الشيوعي الاردني": اعتقال عضو الحزب محمد فرج منذ اسبوع الموت القلبي المفاجئ… خطر صامت مقدر يختصر أعمار مرضى السكري الأمن العام : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم.. تخلصوا منها في نقد التحول من الاشتراكية الى الرأسمالية مربعانية الشتاء تدخل الأحد.. توقع اجواء باردة جدا وأمل بالامطار والثلوج امريكا تواصل "بلطجتها" ضد الجنائية الدولية دعما لاسرائيل.. والمحكمة ترفض معاريف: موافقة نتنياهو ونرامب على صفقة الغاز لمصر تهدف لاحتواء النفوذ التركي والقطري بغزة ولي العهد يتوج علي علوان هداف كأس العرب الملك: شكرا للنشامى ولجمهورنا الوفي الملكة: فخورون بالنشامى وآداء مميز العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة النشامى يخسر بشرف كأس العرب ويحل وصيفا امام المغرب ولي العهد يدعو جماهير الاردن الوفية لدعم النشامى والدة النائب والعين السابق خالد رمضان بذمة الله الأمم المتحدة و200 منظمة إغاثة: العراقيل الإسرائيلية تهدد العمليات الإنسانية في غزة بالانهيار بعد مماطلة اسرائيلية.. المصادقة على صفقة الغاز مع مصر بقيمة 35 مليار دولار

يا صَدّام .. العراق ضاع .. والأردن جاع

يا صَدّام .. العراق ضاع .. والأردن جاع


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

البارحة جافاني النوم وهجرني ، وعمّق تفكيري وخوفي على وطني وأرعبني . وبدأت أحصي بالمتغيرات التي طرأت وجعلت وطني في ضنك . فوجدت ان غياب دعم صدّام هو الذي جعلنا على المحك .

 

عندما أرى وطني في ضيق ، يقفز الى ذهني غياب الشهيد الحيّ صدّام حسين ، فيصبح همّي همّين ، ووجعي وجعين ، ويزداد الكرب ، ويتضاعف الدّين ، ويطسنا ( ويchبحنا )البين . أنا لست من عبدة الأشخاص كما قد يظن البعض ، عندما يفهم الأمر بسطحية ، لكن في أوقات العُسر والمِحن  ، يُفتقد البدر في الليالي التي ظُلمتها حالكة السواد

 

صدّام يأسرني . صدّام لا يفارق مُخيلتي . صدّام يستعصي على النسيان . صدّام يقهرني إستشهاده . صدّام يأسرني غيابه . صدّام يقتلني الفراغ الذي سيطر على العرب من بعده . صدّام أذهل  العالم بشجاعته ، وجرأته ، وصلابته ، وإقدامه أمام مقصلة الأنذال . صدّام صدمني ببسالته أمام حبل المِشنقة . صدّام حالة بسالة ، وإقدام نادرة على مدى التاريخ الإنساني

 

صدّام رفض تغطية وجهه ليلقن الجُبناء درساً في الرجولة . صدّام تقدم للمِشنقة رافع الرأس ، مبتسماً .. نعم مُبتسماً ، مستبشراً ، صامداً . صدّام صدح صوته بثبات . ونبرته كانت نبراساً . وكلماته كانت ثباتاً ، وإعلاناً ، وتوجيهاً للأحرار من العرب . شهادة صدّام أذهبت تهمة الإلحاد عند أصحاب الفكر القومي عموماً . صدّام أعلن ثوابت الأمة بآخر كلمات نطق بها

 

صدّام لم يجزع أمام الموت . ولم يخنع للأعداء . صدّام لم يُخِفه الإعدام . صدّام صدم العالم برجولته . صدّام هل قرأتم من يماثله في إستشهاده ؟ 

 

صدّام عندما يخطر على بالي يتحجر قلبي في صدري . صدّام من بعده العراق ضاع ، والأردن جاع  . 

 

بعد صدّام العراق لم يعُد عظيماً . وقيم العراقيين إنحدرت ، وأخلاقهم تغيرت ، وطباعهم تشوهت . والعِفة غابت ، والكرامة فُقِدت ، والأنفة ضاعت ، والكبرياء إختفت ، والعِزة هاجرت

 

صدّام هل أنجبت مثله النساء ؟ صدّام حالة خاصة يسكُن العلياء ، ومن شيمه الإقدام والإباء

 

التقيت دولة الدكتور / إياد علاوي ، رئيس وزراء العراق الأسبق في لقاءٍ عام ، قبل 

أسابيع ، وسألته سؤالين : —

الأول : — هل ترى ان الشعب العراقي نادمٌ على فقد صدّام  ، وهل أنت من النادمين ؟ والثاني : — هل يمكن ان يعود العراق عظيماً ويعود لحضنه العربي ، وإذا عاد هل يعود معافى ام مقسماً ؟ وأجابني بجرأة وصدقٍ ووضوح ودون تردد او تفكير ، حيث قال : — نعم العراقيون نادمون كثيراً على فقد الشهيد صدّام ، وأنا شخصياً أولهم ، وأكثرهم ندماً . وأردف قائلاً : نعم سيعود العراق عظيماً الى حضنه العربي موحداً بجهود العراقيين الشرفاء

 

يا صدّام معارضوك أصبحوا يحبونك ، ونادمون على إستشهادك  ، والشعب العراقي إفتقدك ، وكلهم يرجون عودتك . لكن هيهات ، لقد ندموا بعد فوات الأوان ، وندموا في وقت حيث لا ينفع فيه الندم

 

ما أكثر الرؤساء في العالم . وما أقل القادة ، وما أندر الرموز الذين يحفرون أسماءهم بأحرفٍ مضيئة ، مُشعة ، لا تغيب عن البال وعن الخاطر ، وكلما إدلهمت الخطوب توسلنا رب العباد ان يعيدهم أحياء لتصحيح المسار

 

ليتك تعلم أيها الشهيد الحيّ كم إفتقدك العراق ، وإفتقدك الأردن الذي إنتخيت له في قمة الوفاق والإتفاق التي عُقدت في عمّان عام ١٩٨٧ ، وقلت قولتك المشهورة تأكيداً على دعمك للأردن حيث قلت :( نتقاسم اللي في الجِدر ) . ووفيت بما وعدت . حيث كان يُقدِّم العراق نصف إستهلاك الأردن من النفط مجاناً  ، والنصف الثاني بسعر رمزي خاص قدره ( ٢٢ ) دولاراً للبرميل ، وعليه تصبح تكلفة برميل النفط العراقي على الأردن ( ١١ ) دولاراً

 

أُنهك الأردن بعدك يا أبا عدّاي . فالمديونية وصلت ( ٦٢ ) مليار دولار ، والبطالة حوالي  ( ٢٢٪ ) ، ونسبة الفقر المدقع مُرعبة ، ونسبة الفقر العادي مُخيفة ، والطبقة الوسطى تلاشت . والغلاء بلغ أضعافاً مضاعفة حتى أتى على أصحاب الدخول المتواضعة وعضهم الجوع بأنيابه . بالمختصر أصبح حالُنا بالويل ، وطسنا البين بعد صدام حسين

 

صدّام ، لا أدري كيف تبتسم للموت هل إستهزاءاً ، ام إقداماً ، ام انتفاءاً للخشية منه ؟ أعتقد انك إبتسمت إستخفافاً بالأعداء ، وإقداماً لجسارتك وشجاعتك غير المعهودة بين البشر ، وإنتفاءاً للخشية لأنك تعرف انك ذاهب لملاقاة ربنا الحكم العدل

 

وأختم ببيتٍ واحدٍ من قصيدة لشاعر نبطي خليجي ، لم أتمكن من معرفة إسمه . يقول الشاعر مخاطباً أحدهم : إنت زعلت لأني مدحت صدام ؟ وأقتبس منها بيتاً واحداً وهو خاتمة القصيدة ، حيث يقول الشاعر :—

الفُرس صاروا زلم من عُقب صدّام / ومن عُقب ابو عداي ما ظل شوارب