شريط الأخبار
"الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس "العمل الإسلامي" يثمن الجهود الرسمية لإدخال المساعدات لغزة ويدعو لتكثيف الجهد بمواجهة حرب التجويع الاردن يدين تصويت الكنيست على بيان دعم السيادة الاسرائيلية على الضفة مندوبا عن الملك.. حسان يشعل شعلة مهرجان جرش ايذانا بانطلاق فعالياته الملكة: الكلمات لا تطعم أطفالنا.. رسالة من غزة مصدر إسرائيلي يزعم: ردّ حماس على المقترح الإسرائيلي لم يرضِ الوسطاء ولم يمرر لاسرائيل العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يواصل التحديث بإرادة راسخة ونهج يضع المواطن في صميم الأولويات بتوجيهات ملكية .. الأردن يسير قافلة إغاثية لجنوب سوريا التجويع يفتك بالفلسطينيين في غزة… وأوروبا تلوّح بـ«إجراءات» الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية *الهيئة الخيرية": عبور قافلة مساعدات إلى شمال غزة لصالح منظمة “المطبخ المركزي العالمي قتل شابين بجريمتين منفصلتين بمحافظة البلقاء متحف الدبابات الملكي يحصد جائزة "خيار المسافرين 2025" المومني: المعيقات الإسرائيلية تقف بوجه الأردن لإيصال المساعدات

يا صَدّام .. العراق ضاع .. والأردن جاع

يا صَدّام .. العراق ضاع .. والأردن جاع


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

البارحة جافاني النوم وهجرني ، وعمّق تفكيري وخوفي على وطني وأرعبني . وبدأت أحصي بالمتغيرات التي طرأت وجعلت وطني في ضنك . فوجدت ان غياب دعم صدّام هو الذي جعلنا على المحك .

 

عندما أرى وطني في ضيق ، يقفز الى ذهني غياب الشهيد الحيّ صدّام حسين ، فيصبح همّي همّين ، ووجعي وجعين ، ويزداد الكرب ، ويتضاعف الدّين ، ويطسنا ( ويchبحنا )البين . أنا لست من عبدة الأشخاص كما قد يظن البعض ، عندما يفهم الأمر بسطحية ، لكن في أوقات العُسر والمِحن  ، يُفتقد البدر في الليالي التي ظُلمتها حالكة السواد

 

صدّام يأسرني . صدّام لا يفارق مُخيلتي . صدّام يستعصي على النسيان . صدّام يقهرني إستشهاده . صدّام يأسرني غيابه . صدّام يقتلني الفراغ الذي سيطر على العرب من بعده . صدّام أذهل  العالم بشجاعته ، وجرأته ، وصلابته ، وإقدامه أمام مقصلة الأنذال . صدّام صدمني ببسالته أمام حبل المِشنقة . صدّام حالة بسالة ، وإقدام نادرة على مدى التاريخ الإنساني

 

صدّام رفض تغطية وجهه ليلقن الجُبناء درساً في الرجولة . صدّام تقدم للمِشنقة رافع الرأس ، مبتسماً .. نعم مُبتسماً ، مستبشراً ، صامداً . صدّام صدح صوته بثبات . ونبرته كانت نبراساً . وكلماته كانت ثباتاً ، وإعلاناً ، وتوجيهاً للأحرار من العرب . شهادة صدّام أذهبت تهمة الإلحاد عند أصحاب الفكر القومي عموماً . صدّام أعلن ثوابت الأمة بآخر كلمات نطق بها

 

صدّام لم يجزع أمام الموت . ولم يخنع للأعداء . صدّام لم يُخِفه الإعدام . صدّام صدم العالم برجولته . صدّام هل قرأتم من يماثله في إستشهاده ؟ 

 

صدّام عندما يخطر على بالي يتحجر قلبي في صدري . صدّام من بعده العراق ضاع ، والأردن جاع  . 

 

بعد صدّام العراق لم يعُد عظيماً . وقيم العراقيين إنحدرت ، وأخلاقهم تغيرت ، وطباعهم تشوهت . والعِفة غابت ، والكرامة فُقِدت ، والأنفة ضاعت ، والكبرياء إختفت ، والعِزة هاجرت

 

صدّام هل أنجبت مثله النساء ؟ صدّام حالة خاصة يسكُن العلياء ، ومن شيمه الإقدام والإباء

 

التقيت دولة الدكتور / إياد علاوي ، رئيس وزراء العراق الأسبق في لقاءٍ عام ، قبل 

أسابيع ، وسألته سؤالين : —

الأول : — هل ترى ان الشعب العراقي نادمٌ على فقد صدّام  ، وهل أنت من النادمين ؟ والثاني : — هل يمكن ان يعود العراق عظيماً ويعود لحضنه العربي ، وإذا عاد هل يعود معافى ام مقسماً ؟ وأجابني بجرأة وصدقٍ ووضوح ودون تردد او تفكير ، حيث قال : — نعم العراقيون نادمون كثيراً على فقد الشهيد صدّام ، وأنا شخصياً أولهم ، وأكثرهم ندماً . وأردف قائلاً : نعم سيعود العراق عظيماً الى حضنه العربي موحداً بجهود العراقيين الشرفاء

 

يا صدّام معارضوك أصبحوا يحبونك ، ونادمون على إستشهادك  ، والشعب العراقي إفتقدك ، وكلهم يرجون عودتك . لكن هيهات ، لقد ندموا بعد فوات الأوان ، وندموا في وقت حيث لا ينفع فيه الندم

 

ما أكثر الرؤساء في العالم . وما أقل القادة ، وما أندر الرموز الذين يحفرون أسماءهم بأحرفٍ مضيئة ، مُشعة ، لا تغيب عن البال وعن الخاطر ، وكلما إدلهمت الخطوب توسلنا رب العباد ان يعيدهم أحياء لتصحيح المسار

 

ليتك تعلم أيها الشهيد الحيّ كم إفتقدك العراق ، وإفتقدك الأردن الذي إنتخيت له في قمة الوفاق والإتفاق التي عُقدت في عمّان عام ١٩٨٧ ، وقلت قولتك المشهورة تأكيداً على دعمك للأردن حيث قلت :( نتقاسم اللي في الجِدر ) . ووفيت بما وعدت . حيث كان يُقدِّم العراق نصف إستهلاك الأردن من النفط مجاناً  ، والنصف الثاني بسعر رمزي خاص قدره ( ٢٢ ) دولاراً للبرميل ، وعليه تصبح تكلفة برميل النفط العراقي على الأردن ( ١١ ) دولاراً

 

أُنهك الأردن بعدك يا أبا عدّاي . فالمديونية وصلت ( ٦٢ ) مليار دولار ، والبطالة حوالي  ( ٢٢٪ ) ، ونسبة الفقر المدقع مُرعبة ، ونسبة الفقر العادي مُخيفة ، والطبقة الوسطى تلاشت . والغلاء بلغ أضعافاً مضاعفة حتى أتى على أصحاب الدخول المتواضعة وعضهم الجوع بأنيابه . بالمختصر أصبح حالُنا بالويل ، وطسنا البين بعد صدام حسين

 

صدّام ، لا أدري كيف تبتسم للموت هل إستهزاءاً ، ام إقداماً ، ام انتفاءاً للخشية منه ؟ أعتقد انك إبتسمت إستخفافاً بالأعداء ، وإقداماً لجسارتك وشجاعتك غير المعهودة بين البشر ، وإنتفاءاً للخشية لأنك تعرف انك ذاهب لملاقاة ربنا الحكم العدل

 

وأختم ببيتٍ واحدٍ من قصيدة لشاعر نبطي خليجي ، لم أتمكن من معرفة إسمه . يقول الشاعر مخاطباً أحدهم : إنت زعلت لأني مدحت صدام ؟ وأقتبس منها بيتاً واحداً وهو خاتمة القصيدة ، حيث يقول الشاعر :—

الفُرس صاروا زلم من عُقب صدّام / ومن عُقب ابو عداي ما ظل شوارب