المشهد الإسرائيلي حالياً


د حيدر البستنجي
تجري مراكز الأبحاث
والدراسات الاسرائيلية درسات دورية لقياس الرأي العام لفهمه وتحليله واتاحة الفرصة
امام الساسة لتقديم برامجهم او تعديلها بناء على رأي الجمهور ، وكذلك يتم قياس
شعبية كل التيارات السياسية وقدرتها على تأمين مقاعد في الكنيست في حال جرت
الانتخابات خلال فترة قريبة ، من المهم فهم كيفية التعامل وقراءة هذه الاستطلاعات
كونها تؤشر على سير القرارات المصيرية وكيفية المضى قدما.
ومن المعروف ان الدولة العميقة تتحكم في أشياء
كثيرة في هذا البلد العجيب ولكنها دائما تقيس اتجاهات الرأي وتحاول ا لتأثير
عليها او الاستجابة لها بما يحافظ على لحمة المجتمع الاسرائيلي الذي يبدو موحداً
من الخارج ولكنه متشعب ومنقسم داخليا وبشكل كبير. ومؤخرًا بدأت تشير
استطلاعات الرأي في اسرائيل إلى رغبة الجمهور الاسرائيلي بانهاء الحرب على غزة
والتوصل لاتفاق يعيد الرهائن حيث أيد ٦١٪ من المشاركين إنهاء القتال بينما عارض
ذلك ٢٦٪ فقط وتردد ١٣٪ او لم يحسموا امرهم بينما كانت النسبة قبل شهرين فقط أغلبية
ضئيلة لصالح استعادة كل الأسرى على حساب القضاء على حماس (52% مقابل 38.5%).
مما يدل على تغير النظرة للمجتمع الاسرائيلي والملل من الحرب والرغبة في المضي
قدماً بشرط اعادة من تبقى من الرهائن الاحياء ، لكن ذلك لم يتحول إلى رأي عام ضاغط
بعد ولازال اغلب الجمهور الاسرائيلي يعارض بقاء حكم حماس في غزة عند سؤاله
بشكل مباشر ومنفصل .
من ناحية اخرى لا تزال
أسهم نتنياهو جيدة في اي انتخابات قادمة وان كانت غير حاسمة، حيث حصل حزب
الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على ٢٤ مقعداً في حال جرت الانتخابات اليوم
وبذلك يتعادل مع الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، وتبقى
الميزة لنتنياهو قدرته على عقد صفقات وتحالفات في كل الاتجاهات يمينا أو يساراً
حسب مصلحته ، قد تقوده لتشكيل الحكومة القادمة فبحسب استطلاع القناة
13 الذي اعلن مساء الاربعاء ٢٣/٧/٢٠٢٥ سيتصدر نتنياهو وبينت النتائج ويحصد
كل منهما ٢٤ مقعداً، يليهما بفارق كبير حزب "الديمقراطيين" برئاسة يائير
غولان بـ11 مقعدًا، فيما يحصد كل من "شاس" برئاسة أرييه درعي
و"يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان 10 مقاعد لكل منهما. ويحصل
"ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد على 9 مقاعد.وبحسب النتائج، ينال حزب
"عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير 7 مقاعد، وكذلك "يهدوت
هتوراه" بزعامة يتسحاق غولدكنوبف. ويحصل تحالف الجبهة والعربية للتغيير على 6
مقاعد، بينما تنال القائمة الجديدة التي يعتزم تشكيلها غادي آيزنكوت 4 مقاعد.كما
يحصل حزب "كاحول لافان" بزعامة بيني غانتس، والقائمة الموحدة على 4
مقاعد، في المقابل، لا يتمكّن حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل
سموتريتش من اجتياز نسبة الحسم وربما يخرج من الباب الضيق للسياسة.
طبعا يمكن ان تتغير
النتيجة في حال حصل تحالف بين بينت و أيزنكوت حيث سيحصل هذا التحالف على
٣١ مقعدا متجاوزاً الليكود وسيفرض هذا التحالف كلمته ، لذلك يسعى نتنياهو لتعطيل
هذا التحالف او انجاز صفقة ترفع اسهمه ، فالصورة مع أسرى محررين سترفع أسهمه
كثيراً، بحيث يبقى له اليد العليا في تشكيل الحكومة القادمة . نتنياهو لم يكتف
بما حصده من نتائج داخلية وإقليمية من خلال حروبه على ست جبهات أهمها غزة
ولذلك لا يريد لكنوز غزة التي فتحت عليه بعد هجوم السابع من اكتوبر ان
تغلق. ويريد ان يراكم المزيد من الشعبية قبل ان تتوقف نيران
الحرب، ولا غالب إلا الله.