شكراً .. يا أردن .. شكراً


عوض ضيف الله الملاحمة
الأردن وطن النشاما ،
يحاول جاهداً إطعام جياع غزة المنكوبين بانظمة عربية صامتة ، تفتقر للحس الإنساني
قبل العروبي او الديني.
وفق الإمكانيات ،
والمُحددات ، والتقييدات ، والتعنت الصهيوني نجح الأردن في البدء في سد رمق
الأشقاء في غزة.
رغم تواضع الثقل السياسي
، والإقتصادي ، والإقليمي ، بزّ الأردن غيره من الأقطار العربية الشقيقة ، وإنتفض
، وسارع لمساندة الأشقاء في غزة.
الأردن وطن العروبة ،
والنخوة ، والكرم ، والعطاء ، يقدم بكل سخاء لقمة تخفف من جوع الأشقاء .
الأردن أثبت انه سند
وعون لكل الأشقاء . الأردن لم ينكفئ على نفسه يوماً ، ولم يتخلَّ عن دوره القومي
وفق الإمكانات والمساحات التي يستطيع خلقها وصناعتها وتوظيفها .
الأردن ملاذ لكل مُطارد
، ولكل مُستهدف ، ولكل مُهجر ، ومهاجر . الأردن يلوذ اليه كل هارب من ضيق ، ساعياً
للفرج والأمان.
الأردن لم يقصّر مع
كافة الأشقاء في كافة الأقطار العربية . الأردن قدّم الأرواح ، قبل السلاح ،
والدعم ، والمساندة .
الأردن دوماً سنداً
وعوناً لكافة الأقطار العربية ، وللمواطنين العرب ، الهاربين من ضيم ، او قهر ، او
تهديد بالقتل ، او اللائذين به لحفظ أرواحهم او كراماتهم .
الأردن لم يتخلَّ يوماً
عمن إستجار به . ولم يُسلّم من إلتجأ اليه باحثاً عن مُجير .
الأردن الوطن والمواطن
أبدع في كسر الحصار على الأشقاء في غزة . الأردن نجح يوم أمس بإدخال ( ١٤٧ )
شاحنة محملة بالطحين الى غزة . كما سيّر اليوم ( ٥٠ ) شاحنة أخرى الى غزة ، والحبل
على الجرار.
الأردن منذ بدء الحرب
على غزة سيّر ( ١٨١ ) قافلة الى غزة ، تتكون من ( ٧٨٨٤ ) شاحنة .
الأردنيون كثير منهم
اوقفوا حفلات أفراحهم ، وتبرعوا بكلفها الى أهل غزة . العشائر الأردنية العربية
الأصيلة قامت بجمع التبرعات لأبناء غزة . العديد من العشائر الأردنية ذبحت الآلاف
من رؤوس الأغنام وأرسلتها الى غزة . العشائر الأردنية تكفلت بإقامة موائد لإطعام الآلاف
داخل غزة.
الأردن لم يدخر جهداً
دبلوماسياً لوقف الحرب منذ بدايتها . الأردن لم يترك محفلاً دبلوماسياً الا وطرق
بابه وأقنع القائمين عليه بالعمل على وقف الحرب . الأردن لم يترك دولة غربية او
دولة مؤثرة الا وحاول إقناعها بالعمل لوقف الحرب على غزة .
ما يقدمه الأردن ليس
موقفاً آنياً ، وليس فزعة ، أبداً ، الأردن ينطلق من منطلق وجوب مساندة الشقيق . صحيح
ان ما يقدمه الأردن متواضع مقارنة مع حجم المأساة ، لكنه يُحدِث فرقاً ، ويسد
رمقاً ، ويقيم أوداً ، ويشعر أبناء غزة انهم ليسوا لوحدهم ، وأن هناك سنداً إسمه
الأردن.
إقشعر بدني ، وكِدت
أبكي فرحاً ممزوجاً بالحزن عندما شاهدت فيديو من داخل غزة يصوّر الآلاف من الغزيين
وهم يحملون أكياس الطحين على أكتافهم عائدين لخيامهم وهم يحملون بشرى توفر الخبر
لأطفالهم . إنفعلت كثيراً ، وافتخرت أنني أردني عندما سمعت زغاريد النساء الغزيات
وهن يشكرن الأردن ويحمدنه على مساعداته . وشعرت بالسعادة عندما شاهدت شاباً غزياً
وهو يحمل كيس طحين على كتفه ، ورماه على الأرض ، وسجد شكراً لله لحصوله على الكيس
، وإنقلب على ظهره ضاحكاً ضحكة المنتصر ، وحمل الكيس وهو كمن يسير على السحاب
فرحاً.
خلّص ربي غزة مما
إبتُليت به . وأعزّ ربي الأردن الوطن وحفظه . وأعاد ربي مشاعر العروبة للنظام
الرسمي العربي ، لأن مواقف الشعوب عروبية ، وأصيلة ، ونبيلة دوماً .