وزارة المتابعة والمعاتبة


د. محمد علي النجار
يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، وهو الاجتماع الذي يتوقع أن يتم خلاله التعديل الوزراي على الحكومة، والذي سيكون تعديلاً واسعاً .. ولا غرابة في ذلك .. فهو التعديل الأول على حكومة ضمت عددًا كبيرًا من وزراء الحكومة السابقة .. وبذلك يكون تعديلاً مستحقًا يأتي في الوقت المناسب.
في كل تعديل للحكومة على مدار سنوات طويلة تدور الألسن .. وتطرح الآراء .. ويسوق المتفيهقون الانتقادات ..
يقول أحدهم: غالبية المواطنين لا يهمهم من سيغادر من الوزراء أو من سيحل مكانهم!! .. فمنذ الاحتجاجات على حكومة الملقي وحتى الآن .. ما الإنجازات التي لمسها المواطن العادي من هذه الحكومات وغيرت من مستوى حياته؟! ..
ويقول آخر: نعم .. سيتم تعديل الحكومة وتطعيمها بوزراء جدد .. ولكن في الواقع هم ليسوا بجدد؛ لأننا تعودنا على عملية تدوير الوزارات .. فالوجوة ستكون مألوفة .. و ...
ويقول ثالث: تمر الأعوام من أعمارنا عامًا بعد عام بانتظار (القادم أفضل) ولا جديد يزرع فينا الأمل .. فمن يده في الماء ليس كمن يده في النار!!..
ويقول رابع: وزاراتنا بلغت – بسم الله ما شاء الله - هذه المرة ثلاثين وزارة .. وقد يتم دمج بعض الوزارات .. فما الذي يمنع من إضافة وزارة جديدة تحت مسمى (وزارة المتابعة والمحاسبة) لتتابع عمل الوزارات .. وانضباطها .. وإنجازاتها من الموظف والمدير حتى الوزير؟!! ..
الفكرة حقيقة أعجبتني .. هي فكرة جميلة .. ولكن مع تغيير المسمى بعيدًا عن المحاسبة لتصبح على الأقل (وزارة المتابعة والمعاتبة) .. نعم .. تتابع وتعاتب .. وإن تطلب الأمر المحاسبة فلتحاسب .. فلا مجاملة عندما يتعلق الأمر بالوطن ومستقبله .. أو المواطن وتأمين احتياجاته، وتوفير الحياة الكريمة له ..
أما أنا شخصيًا فأستبشر خيرًا في هذا التعديل الوزاري المستحَق .. خاصة وأنَّ التعديل يستهدف رفد الفريق الوزاري بقدرات جديدة .. والأهم من ذلك أنه سيتم البناء على ما أُنجز، مع مواكبةالسُّرعة التي يتطلَّبها تنفيذ مشاريع التَّحديث ..
حفظ الله الأردن .. أرضًا طيبة مباركة .. وشعبًا وفيًا مخلصًا صابرًا .... وقيادة هاشمية رشيدة ..
والله من وراء القصد،،،