“لجنة كسر حصار غزة”: إسرائيل تقتحم سفن الأسطول وتعتدي على ناشطين بعد رفض طلب تغيير مسار السفن


أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء الأربعاء، أن الجيش
الإسرائيلي اقتحم سفن بـ”أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى قطاع غزة واعتدى على
ناشطين مشاركين به، تزامنا مع اقترابها من سواحل القطاع.
وقالت اللجنة، في تدوينة عبر حسابها بمنصة شركة "إكس” الأمريكية: "يتم
اعتراض سفننا الآن بشكل غير قانوني”.
وأضافت أن "أفرادا عسكريين يعتلون سفن الأسطول”.
وقالت اللجنة إنه "تم تعطيل الكاميرات” بعد عملية الاقتحام الإسرائيلية التي
قالت تل أبيب إنها جاءت بعد رفض الأسطول الانصياع لطلب تغيير مسار السفن.
وأشارت اللجنة الدولية في تدوينة أخرى إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي يعتدون
على ناشطين على متن السفن.
وفي وقت لاحق، ذكرت اللجنة الدولية أنه تأكد لها "اقتحام سفينتي ألما
وسيريس، من قبل بحرية الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضافت: "وجه الاحتلال تهديدا لسفينة ألما، قائدة الأسطول، فكان الرد بالرفض
والإصرار على إتمام المهمة. قرارنا مواصلة الإبحار دون توقّف”.
وبالتزامن مع اقتحام الزوارق الإسرائيلية، أعلن أسطول الصمود العالمي، عبر
حسابه بمنصة شركة "إكس” الأمريكية، "انقطاع البث عن أغلب السفن المتوجهة لغزة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار أن أكثر من 20
سفينة إسرائيلية تقترب من أسطولنا”، مضيفة أن "الرادار يظهر تقدم سفن إسرائيلية
نحو أسطول الصمود”.
وتابعت أن "أسطول الصمود تجاوز موقع الهجوم على سفينة مادلين (هاجمتها
إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي) واقترب من موقع الهجوم على سفينة حنظلة (هاجمتها
إسرائيل في يوليو/تموز الماضي)”.
فيما أكد أسطول الصمود العالمي، مساء الأربعاء، مُضيه في طريقه إلى قطاع
غزة، رغم قيام إسرائيل بالاتصال بالأسطول وطلبت منه تغيير مسار سفنه المتجهة إلى
القطاع.
وأردف: "هناك نحو 12 سفينة غير محددة الهوية على بُعد 5–15 ميلا عن سفننا،
ومن المحتمل أن تحدث عملية اعتراض غير قانونية للأسطول خلال الساعة القادمة”.
وأشار إلى أنه أعلن حالة التأهب القصوى عقب رصد عمليات تشويش وفقدان الاتصال
مع بعض سفن الأسطول مع اقترابه من قطاع غزة.
ولجأ نشطاء الأسطول لارتداء سترات النجاة تزامنا مع الإعلان عن حالة التأهب
القصوى، حسبما أظهرت لقطات البث المباشر للأسطول وهو يقترب من قطاع غزة بهدف كسر
الحصار.
والأربعاء، أعلن "أسطول الصمود”، أنه بات على بُعد 90 ميلا بحريا (نحو 166
كيلومترا) فقط من قطاع غزة.
وفجر الأربعاء، أعلن "أسطول الصمود” دخوله "منطقة الخطر الشديد”، مع
الاقتراب من سواحل غزة، في إشارة إلى المنطقة التي تعترض فيها إسرائيل عادة السفن.
ودعت منظمات دولية، بينها "منظمة العفو”، إلى توفير الحماية لـ”أسطول
الصمود”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله”.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد
سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة،
وعلى متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل
حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى
غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة
رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من
احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من
عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية
في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء،
ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.