متحدثو فعالية «طوفان الأمة.. طريق النصر والتحرير» بحشد: طوفان الأقصى كان نقطةَ تحوّلٍ تاريخية


بدعوةٍ من اللجنة الشعبية الأردنية لدعم المقاومة العربية، أقيمت في مقرّ حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) باكورة فعاليات أكتوبر – شهر التضحيات والصمود، والذي أقرته اللجنة الشعبية، لتعقد الفعالية الجماهيرية الأولى بعنوان "طوفان الأمة.. طريق النصر والتحرير”، تأكيدًا على أن نهج المقاومة هو سبيلُ الأمة إلى التحرير، وأن الوفاء لتشرين هو وفاءٌ لدماء الشهداء في ساحات المواجهة كافة.
استُهلّت الفعالية بكلمةٍ أدبيةٍ لعريف الحفل زيد حمد، ممثل جمعية مناهضة الصهيونية رسمت رمزية تشرين وصلابة الفعل المقاوم؛ إذ قال: "إنه تشرينُ المجيد… ومن خلفه طوفانٌ؛ يجسرُ الدمُ الهوّةَ بين المواسم، واصلًا الشريانَ بالذراع. إنّه زمنُ الطوفان يا سادة، نورٌ على نورٍ يا غزّة”، ثم أردف: "الصّرخةُ عالية: فلسطين أكبر… إلى المنتهى. لقد أسّس الطوفانُ لعهدٍ جديد وجبَّ من خلفه تاريخًا وذكرى”.
وفي كلمته، شدّد الدكتور أحمد العرموطي، رئيس اللجنة الشعبية الأردنية لدعم المقاومة العربية، على مركزية الشهداء ومعاني البذل، قائلاً: "نلتقي اليوم لنحيّي الشهداء الذين روّوا أرض الأمة بدمائهم؛ فالوطن لا يُصان إلا بالعطاء، والحرّية لا تُوهَب بل تُنتَزع”. وأكد أن تشرين "يُثبت أنّ هذا الكيان قابلٌ للهزيمة والانكسار، وأنّ صراعنا معه صراعُ وجودٍ لا صراعَ حدود؛ وما أُخذ بالقوة لا يُستردّ بغير القوّة”
ومن جهتها، دعت عبلة أبو علبة، الأمين الأوّل لحزب "حشد”، إلى تحويل موجة التأييد الشعبي إلى فعل مُنظّم، بقولها: "المقاومةُ فعلُ كرامةٍ ووعيٍ وتضامن. واجبُنا أن نحوّل مشاعرَ التأييد إلى تنظيمٍ وجبهةٍ وطنية تُراكم الإنجاز وتُحافظ على زخم الشارع”.
وأضافت: "تشرينُ محطةٌ لا للاحتفال الرمزي، بل لإطلاق خططٍ عمليةٍ تُعزّز المقاطعة، وتدعم إعلامَ الحقيقة، وتحمي الحيّزَ العام من محاولات التطبيع”.
بدوره، رأى الدكتور عصام خواجا، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، أن لحظة الانتصار تتبلور حين تجتمع الإرادة ووحدة الصف، قائلاً: "النصرُ ليس حُلمًا؛ هو استحقاقٌ تاريخي حين تتوافر إرادةُ القتال ووحدةُ الصف. من الكرامة إلى تشرين إلى طوفان الأقصى: تتراكم الدروس وتتعزّز عناصرُ الانتصار”. وأوضح أن غزّة "حوّلت قضية فلسطين إلى قضيّةٍ داخلية في برلمانات ومجتمعاتٍ غربية؛ تبدّلت الرواية واتسع الوعي بعد انكشاف الأكذوبة الصهيونية”.
وفي محور البعد العالمي للصراع وسرديته، أكّد فهمي الكتوت، الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني، أن "طوفان الأقصى كان نقطةَ تحوّلٍ تاريخية؛ أسقط أسطورةَ الجيش الذي لا يُقهَر، وأعاد الاعتبار للمقاومة بوصفها التعبير الأسمى عن الكرامة الوطنية والإنسانية”.
ولفت إلى أن الصراع "صراعُ وجودٍ بين حركة تحرّر وطني واجتماعي وبين مشروعٍ استعماريّ تدعمه الإمبريالية؛ وقد فجّر صمودُ غزّة انتفاضةً شعبيةً عالمية في وجه المجرمين وحُماتهم”
وأضاء محمد البشير، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، على معركة الوعي، قائلاً: "المعركة لم تكن بالسلاح وحده؛ إنها أيضًا حربُ الرواية. لقد انكشف تغلغلُ العدوّ في الجامعات والمؤسسات، وارتفعت كُلفةُ تبرير جرائمه في الرأي العام العالمي”. واستطرد: "نحن أمام متغيّرٍ كبير يصنع طريق النصر: من المقاطعة إلى التنظيم إلى الجبهة التاريخية التي تجمع قوى المقاومة وتُراكم تأثير أحرار العالم”.
وفي ملفّ الأسرى، شدّد فادي فرح، مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين، على أولوية التحرّك العاجل، قائلاً: "ملفُّ الأسرى أولويةٌ عاجلة: واجبُنا أن نرفع الصوت لتحريرهم بكل الوسائل المشروعة؛ فالعدوّ يستفرد بهم بعيدًا عن الإعلام والقانون، ويَنتهك حقوقَهم الأساسية”. وأضاف: "قضايانا واحدةٌ والعدوّ واحد؛ الأردن وفلسطين جسدٌ واحد. لا تكتمل لوحةُ النصر إلا بحريّة جميع الأسرى وعودة المفقودين والكشف عن مصيرهم”.
واختُتم المهرجان بفقرة فنية قدمها أستاذ الأغنية الوطنية الملتزمة كمال خليل، الذي ألقى ولأول مرة، أغنية "هنا قد نموت” والتي كتبها الشاعر الراحل أحمد أبوسليم ”
هنا قد نموتُ..
ولكنَّ شيئًا منَ الموتِ..
حينَ نموتُ يموتُ..
فقلْ للحياةِ.. هنا الموتُ يوجعُ أكثر..
انتهت الفعالية بنداءٍ إلى توحيد الجهود الوطنية لصياغة إطارٍ جامعٍ يواكب التحوّلات الشعبية والإعلامية عالميًّا ويستثمرها لصالح القضية الفلسطينية، مع الدعوة إلى توسيع حملات المقاطعة والدعم الإنساني والقانوني والإعلامي، وإبقاء ملفّ الأسرى في واجهة الحراك حتى تحقيق الحرية لجميع الأسرى البواسل.