السياحة العلاجية في الأردن .. إلى أين؟


كتب د. محمد علي النجار
لا شك في أن الأردن يُعد من
الدول الرائدة إقليميًا في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى من دولٍ عدة، حيث
تستقبل مستشفياتنا أعدادًا كبيرة من الأشقاء العرب، بفضل الخبرات الأردنية، وما نمتلكه
من بنية تحتية متطورة وكفاءات طبية عالية.
ويعد سعي وزارة الصحة للاستثمار
في هذا المجال خطوة موفقة ومطلوبة، خاصة وأن هناك تراجعًا في الإقبال على السياحة
العلاجية المنافسة لنا في بعض دول الإقليم، مما يهيئ الفرصة لنجاح مساعي الوزارة
في هذا المجال.
وللحق .. فإنه لا يكفي
أن نريد .. أو أن نتمنى .. فإذا أردنا تحقيق ما نتمنى، فإن على الوزارة أن ترتقي
بأدائها إلى مستوى هذا الطموح .. وأن تكون جادة في تهيئة الظروف المناسبة، ووضع
التشريعات الناظمة لهذا القطاع، ورسم خطة متكاملة تحيط بكل الاحتياجات، واتخاذ
الإجراءات الكفيلة بالنجاح.
أما الإجراءات المطلوبة
فهي كثيرة ولا أعتقد أنها تغيب عن المسؤولين .. ومنها:
أولاً: البدء
في حملات تسويقية موجهة إلى الأسواق المستهدفة، من خلال
الإعلانات المدروسة بعناية، بما في ذلك المنصات الإلكترونية.
ثانيًا: ضبط فوضى العلاج، واعتماد المستشفيات والمراكز
الصحية المتميزة والمجهزة مع اعتماد لوائح أسعار رسمية تلتزم بها
المستشفيات، مع وجود هامش منطقي.
ثالثًا: توفير حزم علاجية متكاملة
للمرضى القادمين، تشمل الاستقبال، وتأمين الإقامة، والمواصلات، والرعاية الصحية بأسعار
تنافسية، وتوفير الراحة النفسية لهم، مع ضمان عدم استغلال المرضى في أي مرحلة من
مراحل العلاج.
رابعًا:
العمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة في المستشفيات والمراكز الطبية، ومتابعة
الوزارة للمستشفيات التي تم اختيارها، لما تتمتع به من مصداقية، وثقة، وإمكانيات
بعيدًا عن المحسوبية، والمعرفة، والمجاملات.
خامسًا: تزويد المرضى
الزائرين بتطبيق هاتفي خاص، لتسهيل التواصل معهم، واستقبال استفساراتهم،
وملحوظاتهم، واقتراحاتهم، وكذلك الشكاوى الخاصة بهم.
سادسًا: تشكيل وحدة خاصة
بالسياحة العلاجية بوزارة الصحة، يتمتع أفرادها بالمهنية والمصداقية والعمل بعيدًا
عن الروتين؛ لمتابعة حالات المراجعين، وحفظ حقوقهم، والمحاسبة والمعاقبة دون غض
الطرف في حالات التقصير، أو الإهمال، أو الأخطاء الطبية. وإخراج المؤسسات الطبية
المقصرة من شبكة السياحة العلاجية، وإدخال مستشفيات جديدة بعد أن تحقق المستوى المطلوب.
سابعًا: إجمال البحر
الميت، والمياه المعدنية الحارة كحمامات معين، كوجهات سياحية علاجية، من خلال بروتوكول
علاج طبيعي مدروس.
ثامنًا: صحيح أن تشجيع
السياحة العلاجية يهدف إلى الربح المادي، إلا أنه يجب ألا يطغى الجانب المادي على
الجانب الإنساني، وأن يظل الهدف الذي نسعى إليه هو شفاء المرضى، وتخفيف آلامهم،
وبناء جسور الثقة بين موسساتنا الطبية وبين الباحثين عن الشفاء؛ ليظل الأردن
ملاذهم ووجهتهم.
وأخيرًا .. أهمس في
آذان ذوي العلاقة في وزارة الصحة: نشيد بجهودكم .. ونشد على أياديكم .. ولكن ما
زال القطاع الصحي يحتاج منكم المزيد من المراقبة والمتابعة، واستقبال الشكاوى من
المواطنين .. والاهتمام بها .. والتحقيق فيها .. حتى نظل وجهة استشفائية للقادمين ..
وكذلك للمواطنين!!.
تحية لكل من يفكر خارج
الصندوق كل في موقعه .. وإلى مزيد من الإخلاص والعطاء لما فيه خير الوطن .. والمواطن
.. في ظل القيادة الهاشمية الرشيدة.
والله من وراء القصد،،،