الهوية في مواجهة الحداثة.. نقاش واسع حول المستقبل العمراني لعمّان


نظمت نقابة المهندسين
الأردنيين عبر لجنة التخطيط والتصميم الحضري في شعبة الهندسية المعمارية، حوارية
بعنوان "مدينة عمان بين الماضي والحاضر" بمشاركة أكثر من 300 معماري
وخبير، ناقشوا خلالها التحديات العمرانية التي تواجه العاصمة وسبل الحفاظ على
هويتها.
وأكد نقيب المهندسين
المهندس عبدالله عاصم غوشه، أن المدن في العالم تمر بمنعطف حرج ما بين الهوية
والحداثة وأن هناك حاجة إلى رؤية تخطيط مستقبلية شاملة تستجيب لمتغيرات العصر
والاحتياجات السكانية ومتطلبات النقل والمرور والمدن الذكية.
وأشار خلال الجلسة
الحوارية، إلى الحاجة لربط كل ذلك مع الاحتياجات التخطيطية وانعكاس ذلك على تنظيم
البناء.
وحذر غوشة من تفاقم
أزمات الازدحام والتلوث وضعف الاستدامة خلال العقدين المقبلين إذا لم تعتمد خطة
متكاملة، لافتا إلى أن 60% من مساحة المدينة غير مبنية، وأن نصفها تقريبا خارج
التنظيم مما يعطي مرونة مستقبلية في التخطيط.
ودعا إلى رؤية عمرانية
واقعية تنطلق من احتياجات المواطن وتربط بين التخطيط والاستدامه منذ البداية.
ولفت إلى الحاجة لربط
عمّان مع المدن المحيطة بها، بحيث يتم التعامل مع هذه المحاور العمرانية كشرايين
حيوية وتنموية.
من جانبه، شدد رئيس
الشعبة المعمارية المهندس عماد الدباس على أهمية تعزيز الفراغات الحضرية وزيادة
الرقعة الخضراء عبر إنشاء حدائق ومتنزهات تخدم مختلف الفئات، مؤكدا أن النقابة
ستواصل تنظيم جلسات حوارية في المحافظات لتعزيز مفهوم التنمية المستدامة.
واستعرض المهندس
عبدالرحيم البقاعي التحولات التاريخية لعمّان، فيما ركز الدكتور نبيل أبو ديّة على
الأبعاد الاجتماعية والثقافية للتغيرات الحضرية، مؤكدا ضرورة دمج الطابع المحلي في
العمارة الحديثة.
أما المهندس هاشم
الشوا، فدعا إلى تخطيط متكامل للنقل والبنية التحتية لضمان جودة الحياة، في حين
أشار المهندس بلال حمّاد إلى البدايات الحرفية للعمران في عشرينيات القرن الماضي
التي أرست ملامح معمارية خاصة.
وتناول المهندس أيمن
زعيتر مفهوم "عمّان غير المصممة"، معتبرا أن الأحياء العفوية أكثر
تعبيرا عن روح المدينة من تلك التي خضعت لتنظيم مفرط.
ووصف المهندس فارس
بقاعين خمسينيات وستينيات القرن الماضي بـ"الفترة الذهبية" لعمّان،
داعيا إلى استعادة التوازن بين الشارع والشجرة والرصيف.
بدورها، شددت المهندسة
لين فاخوري على أهمية الحفاظ على الفضاءات العامة والمواقع التاريخية مثل جبل
القلعة وسكة الحديد الحجازية ودمجها في خطط التطوير الحضري لتعزيز الهوية الثقافية
للمدينة.
وأجمع المشاركون على
ضرورة بلورة رؤية وطنية شاملة توازن بين الأصالة والحداثة، وتستفيد من التجارب
العالمية لضمان مستقبل عمراني مستدام للعاصمة.
وأدار الجلسات خلال
الحوارية، كل من المهندس مازن النابلسي والدكتورة ديالا الطراونة، وقدم الحوارية
المهندسة هند اسحاقات.