شريط الأخبار
المقاومة تحرر السامري "اليهودي" الوحيد بسجون الاحتلال بصفقة التبادل إسبانيا: المسؤولون عن الإبادة في غزة يجب أن يُحاسَبوا العيسوي: الأردن، بقيادة الملك، منارة عطاء ورحمة عمقها رسالة هاشمية قائمة على صوت الحق والعدالة هل انتحر السنوار ؟ هل انتحرت غزة..؟ النائب معتز ابو رمان يدعو لتعويض كل من يعقره كلب بـ5000 دينار الوزير المصري: اعداد الكلاب الضالة في الاردن باتت تفوق اعداد الخراف انيس القاسم: لست مع الغاء "وادي عربة" الان فهي ضرورية للتواصل الإنساني مع الشعب الفلسطيني الأمم المتحدة: دول عديدة مستعدة للمساهمة باعمار غزة حماس: إسرائيل تفرج عن 13 أسيرا أردنيا ضمن صفقة التبادل (أسماء) 16 ألف شيك مرتجع بقيمة 75 مليون دينار في ايلول الملك يغادر بجولة عمل الى ايطاليا وهنغاريا وسلوفينيا . وزيرة الشباب والأطفال الإسبانية تزور الأونروا في الأردن للتعرف على خدماتها اجتماع ببريطانيا بعيدًا عن الأضواء بمشاركة فلسطينية لبحث إعادة إعمار غزة عام الذهب الاردن يدين مواصلة المتطرف بن غفير اقتحام الاقصى البيت الأبيض ينشر نص اتفاقية ترمب الموقعة في شرم الشيخ مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور يفوز بجائزة راشيل بيرلين 2025 ولي العهد يلتقي رئيسة الشؤون الخارجية في العموم البريطاني ولي العهد يرعى إطلاق منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني الملك: الشرق الأوسط ماض الى مجهول ان لم تقم الدولة الفلسطينية

جردة حساب .. لحرب غزة

جردة حساب .. لحرب غزة



 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

الشعب ، أي شعب يرزح تحت الإحتلال ، ويريد تحرير أرضه ، عليه ان يُقدِّم أثماناً باهظة

 

كل شعوب الأرض قدمت الغالي والنفيس لتحرير أوطانها من إستعمار آني ، زائل ، مؤقت  . 

 

أما ما إبتلي به الشعب الفلسطيني ، فهو الأغرب بين أنواع الإحتلالات . لأن الكيان الصهيوني إحتلالي ، إحلالي ، دائم ، ومقيم على أرض فلسطين ويعتبرها  أرضه ووطنه  . 

 

وبعد ان وضعت الحرب أوزارها ، ولملم كل طرفٍ أشلاءه ، وتوقفت آلة القتل الصهيونية عن الفتك بأهل غزة ، لا بد من جردة حساب ، وتقييم عقلاني  لحرب ضروس إستمرت ل ( ٧٣٣ ) يوماً  ، لإستخلاص العبر  . 

 

وهنا أبدأ بطرح ما أضافته الحرب للقضية الفلسطينية ما أمكنني ذلك :— 

١ ))  يعتبر هجوم المقاومة الذي سُمي بطوفان الأقصى يوم ٢٠٢٣/١٠/٧ ، حلقة في سلسلة النضال والمقاومة الفلسطينية

٢ )) أعاد طوفان الأقصى الحياة للنضال الفلسطيني الذي غط في سبات عميق بعد ان أجهضته السلطة

٣ )) حققت الحرب على غزة تأييداً عارماً في المجتمعات الغربية . حيث تحولت من مناصِرة متعصبة للصهيونية ، الى تأييد عارم للقضية الفلسطينية ، وعدائية شديدة غير متوقعة للعدو الصهيوني . وأنتج تحرك شوارع الغرب ضغطاً على حكوماته . وستظهر  النتائج خلال العقد القادم عند صناديق الإقتراع .

٤ )) تحرير الألوف من المعتقلين الفلسطينيين ، خاصة  المحكومين بعدة مؤبدات

٥ )) أنهكت الحرب  إقتصاد العدو حيث تجاوزت خسائر إقتصاده ال  ( ١٠٠ ) مليار دولار  ، كخسائر فعلية . كما يتوقع ان تصل الخسائر الى ( ٤٠٠ ) مليار دولار ، من النشاط الإقتصادي المفقود على مدى العقد المقبل ، حيث يتوقع ان الصدمة الإقتصادية ستأتي من تأثيرات غير مباشرة مثل : إنخفاض الإستثمار ، وتباطؤ نمو الإنتاجية ، واضطراب سوق العمل

٦)) تكبيد جيش العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات . ورغم تكتم العدو لكن ما رشح انه تم قتل ( ١٥٣٨ ) عسكرياً ، وأسر ( ٢٤٨ ) مدنياً ، في هجوم  ٧ أكتوبر لوحده . كما وصل العدد الإجمالي لقتلى جيش الكيان — حسبما أُعلن — الى ( ٢,٥٦٥ ) قتيلاً ، و ( ٧,٢٠٠ ) جريحاً ، وأعتقد انه أكبر بكثير . كما خسر جيش الاحتلال حوالي ( ٢,٨٥٠ ) آلية عسكرية

٧ )) علينا ان لا ننسى كم الصواريخ التي أمطرت بها المقاومة المستعمرات في غلاف غزة ، وتل أبيب وضواحيها . مما أحدث رعباً لدى السكان حيث أُجبروا على الهروب والسكن في خيام ، وهذه سابقة لم تحدث من قبل ، مما  أدى الى تعطل سلاسل توريد الفواكة والخضار

٨ ))  حدث إرباك كبير في القطاع الصناعي بسبب إستدعاء جيش الكيان للإحتياط مما تسبب بنقص كبير في الأيدي العاملة ، أدى الى إنخفاض شديد في القدرات الإنتاجية للمصانع وخسارة كمٍ من العقود الخارجية ، خاصة في المنتجات التكنولوجية

٩ )) إمتناع  أهالي المتشددين الصهاينة عن خدمة أبنائهم في الجيش

١٠ )) حدوث تمرد لدى بعض العسكريين الصهاينة

١١ )) توقف قدوم المهاجرين للكيان ، وازدياد الهجرة المعاكسة حيث غادر أكثر من ( نصف مليون اسرائيلي. 

١٢ )) فشل العدو في تحقيق ال ( ٣ ) أهداف التي أعلنها بداية الحرب على غزة

١٣ )) فشل العدو في تهجير أهل غزة ، وصمودهم على أرضهم

١٤ )) إمتلاك المقاومة زمام المبادأة

١٥ ))  إقتناع المجتمع الدولي بالإعتراف في الدولة الفلسطينية ، رغم  انه لم يحدد لها حدوداً ، لكن إعتراف ( ١٥٧ ) دولة من أصل ( ١٩٣ ) لابد الا ويعني شيئاً

١٦ )) طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية لواجهة الإهتمام العالمي ، بعد ان كادت ان تُنسى

 

من المتعارف عليه  ان عدد القتلى من الثوار يكون أضعافاً مضاعفة مقارنة بقتلى الجيوش ، لأسباب عديدة أهمها ان الجنود يمتلكون أدوات قتل فتاكة  ، ويحاربون وهم يتحصنون في آليات ضخمة

 

وهنا سوف أسرد ما حققه العدو الصهيوني من تلك الحرب ، ما أمكنني ذلك :— 

١ )) إيقاع خسائر جسيمة في الأرواح حيث زاد عدد الشهداء من كادر المقاومة عن ( ١١,٠٠٠ ) شهيد ، وإرتقى من المدنيين ما يزيد عن ( ٧٠,٠٠٠ ) شهيد ، وحوالي ( ٢٠٠,٠٠٠ ) جريح ، عدا عن المفقودين

٢ )) أوقع العدو دماراً هائلاً في البنية التحتية ، مثل تدمير شبكات المياة ، والصرف الصحي ، والكهرباء ، والمستشفيات، والجامعات ، والمدارس ، ودور العبادة ، والبنايات ، والأسواق ، اي انه أحال مدن غزة الى أشباح

٣ )) نجح العدو في قتل ، او جرح وتشويه وفقد ، حوالي ( ١٣ ٪ ) من سكان القطاع

٤ )) نجح العدو في التسبب  بعُقد وأمراض نفسية كبيرة لدى السكان

٥ )) تسبب العدو في وجود عدد كبير من الأرامل والأيتام ، وهذا سيتسبب في مشاكل إجتماعية لا حصر لها

٦ )) أصبح الفقر المدقع والموت بسبب الجوع ظاهرة عمت القطاع . وتدمرت معظم المصالح الخاصة مما سيزيد من سوء الوضع الاقتصادي وزيادة البطالة

٧ )) نجح في إحداث شروخ خطيرة بين النظام الرسمي العربي والشعوب العربية

٨ )) تدمير قدرات وإمكانيات المقاومة ، وتحييد إيران

٩ )) نجاح الكيان في كسب التأييد والدعم الرسمي الغربي والعربي

١٠ )) نجاح العدو في تجنيد العديد من العملاء داخل القطاع

١١ )) تمكن العدو من تصفية عدد كبير من قيادات الصف الأول للمقاومة

١٢ )) تمكن الكيان من تدمير إقتصاد القطاع

١٣ )) إمتلاك العدو لأدوات إعادة إشعال الحرب وبوحشية أشدّ

١٤ )) تعطيل نظام التعليم لعامين كاملين وأكثر بسبب تدمير البنية التحتية

 

ولتفادي التكرار ، حيث لا تسمح مساحة المقال ، أرى ان نعتبر مكاسب المقاومة هي بمثابة خسائر للعدو ، ومكاسب العدو بمثابة خسائر للمقاومة

 

وهنا أقول انها كانت حرباً قاسية وباهظة التكاليف على الطرفين . وانه من المنطق ان لا نعتبر ان طرفاً إنتصر وطرفاً خسر . لأن النصر بالنسبة للكيان لم يتحقق على أرض الواقع ، فالمقاومة موجودة ولو انها مُنهكة ، والشعب بقي على أرضه

 

كما ان المقاومة لم تنتصر ، لأنها لم تحرر الأرض المحتلة . ولو انه من المنطق ان لا نُطالِب المقاومة بتحقيق النصر  من جولة . لأن عمل المقاومة يُحسب تراكمياً ، ويكون موجعاً للعدو ، حتى يصل لمرحلة يدرك فيها انه غير قادرٍ على تحمّل كلفة إحتلاله لأرض الغير

 

وعليه أقول ان كل طرف أوقع أضراراً فادحة في الطرف الآخر  . وكل منهما حقق مكاسب ، كما تكبد خسائر

 

كما أرى ان لا يغيب عن البال انها ليست حرباً بين جيشين ، بل بين جيش يمتلك أحدث الأسلحة ومدعوماً من دول حلف الناتو ، وبين مقاومة بقدرات متواضعة ، وتعاني من حصار لأكثر من ( ١٧ ) عاماً

 

ومن المهم ان لا نغفل عن ان حروب الثوار يأخذ الحيز المعنوي هامشاً كبيراً ، وان إنجازات الثوار تحسب تراكمياً

 

كما ان جسامة الخسائر  وفداحتها ، من المنطق ان لا تُثني شعباً عن نضاله لتحرير أرضه .