شريط الأخبار
الملكة رانيا تشارك مجموعة من الأطفال احتفالهم بعيد الميلاد في جمعية مار منصور الخيرية خلية مقاومين من انفاق رفح تصيب جنديي احتلال بجروح خطرة سوريا في عهد ترامب… دولة تُعاد صياغتها أم ساحة تُدار بالتحكّم عن بُعد؟ “خروج بلا عودة”: نتنياهو يوافق على فتح معبر رفح.. والقاهرة تنفي وترفض الإدارة الأمريكية: تشكيلة لجنة ادارة غزة خلال أيام الملك يستقبل وكيل وزارة الدفاع الإيطالية ورئيس أركان القوات الإيطالية الملك يوجه الحكومة لتوسعة مركز سميح دروزة للأورام في مستشفيات البشير استثمار الضمان في أراضي "المدينة الجديدة": فرصة وطنية أم مخاطرة على مدخرات الأردنيين؟ 15 نائبا يتوسطون بمذكرة رسمية لتعيين شخص"محظوظ"! المحبة من "الله"!.. ترامب للشرع: احمد ستكون قائدا عظيما صادرات صناعة عمان ترتفع بنسبة 16.1% خلال 11 شهرا للعام الحالي "النواب" يسمح بالمراقبة الإلكترونية بدلا من الحبس في التنفيذ الشرعي ملحس: الضمان اشترى 12% من المدينة الجديدة بمساحة 56 ألف دونم موسوعة “غينيس” تقرر مقاطعة.. وصدمة كبيرة في “تل أبيب” هل وقع الدجاج بعد المواطن ضحية قرار للحكومة..هل اوقفوا استيراد المجمد؟ اجتماعات دورية للملك برئيس الوزراء النائب المشاقبة يقصف: الأردن يعيش اليوم فقر الصومال وبذخ الخليج مراهق يتعرض لجروح خطيرة نهشا من كلاب ضالة بجرش تفعيل التأمين الحكومي لعلاج 4.1 مليون أردني في "الحسين للسرطان" مطلع 2026 حملة تردم 11 بئرًا في أراضي الدولة تسحب آلاف الأمتار المكعبة لتزويد مزارع

القاضي فرانك .. هنيئاً لك في مأواك

القاضي فرانك .. هنيئاً لك في مأواك


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

ما أعظم كلمة الرحمة . أليس الرحيم إسماً من أسماء الله الحسنى؟ 

 

توفي القاضي الرحيم / فرانك كابريو ، عن عمر ناهز ( ٨٩ ) عاماً ، حيث  ولد عام ١٩٣٦ ، وتوفي عام ٢٠٢٥ بعد صراع طويل مع مرض سرطان البنكرياس . درس الحقوق ، وعمل مدرساً ، ثم محامياً ، ثم قاضياً . شغل منصب رئيس محكمة البلدية في بروفيدنس ، في ولاية رود آيلاند الأمريكية ، لسنوات طويلة ، منذ عام ١٩٨٥ . كما شغل منصب رئيس مجلس محافظي رود آيلاند للتعليم العالي الذي يتحكم في القرارات الرئيسية لجامعة رود آيلاند ، وكلية رود آيلاند ، وكلية المجتمع في رود آيلاند

 

في عام ٢٠٢٥ ، ودّع العَالم أطيب قاضٍ في التاريخ الحديث . سُمي ب ' القاضي الرحيم ' بسبب تعاطفه ورحمته للناس في قاعات المحكمة . حيث كان يؤمن بأن العدالة يجب ان تُقاد بالتعاطف والنزاهة

 

تزوّج كابريو ب / جويس كابريو ، ودام زواجهما أكثر من ( ٥٠ ) عاماً . ولهما ( ٥ ) أبناء هم : فرانك / وديفيد / وماريسا / وجون / وبول ، ورُزِقا ب ( ٧ ) أحفاد

 

كان كابريو منتمياً للحزب الديمقراطي ، وخاض معه انتخابات محلية ، وكان كاثوليكياً . وهو الإبن الثاني من بين ( ٣ ) أبناء لوالده / أنطونيو كابريو ، ذي الأصول الإيطالية ، من مدينة تيانو ، ووالدته / فلومينا كابريو ، الأمريكية الإيطالية التي هاجرت عائلتها هي الأخرى من مدينة نابولي  بإيطاليا

 

نشأ / كابريو في أسرة فقيرة ، حيث إشتغل ماسحاً للأحذية ، وموزعاً للصحف وهو صغير السنّ . كما إشتغل أيضاً في شاحنة لتوزيع الحليب . وسار على نهج والده في الجدّية والإجتهاد بهدف تحسين ظروف حياته وحياة عائلته

 

هذه التنشئة زرعت في كابريو القدرة على رؤية العالم من منظور الآخرين

 

كان القاضي / كابريو ، رحيماً بالضعفاء والمظلومين ، وعُرِف برحمته ، ورأفته ، وعفوه عن الناس . وإكتسب القاضي / كابريو ، في السنوات الأخيرة شهرة عالمية واسعة ، بعد إنتشار مقاطع فيديو له على مواقع التواصل الإجتماعي ، تظهره في محاكمات اغلبها لمهاجرين ، تميزت بالرأفة والرحمة ، والتماس العذر للمتهمين ، مع حضور روح النكتة في جلساته ، حتى لُقِب ب ( القاضي الرحيم ) ، نظير مواقفه الإنسانية وإنحيازه للضعفاء والمظلومين

 

القاضي / كابريو لم تظهر إنسانيته في موقف معين ، ولا مع شخص معين ، ولم يتعاطف مع مظلوم في قضية معينة ، أبداً . القاضي / كابريو كان متسامحاً وحليماً ونبيلاً مع كافة الناس ، الذين ليس بينه وبينهم معرفة شخصية او واسطة او محسوبية . تبدت إنسانيته ، وظهرت مع كل الناس . بغض النظر عن أصولهم ودياناتهم وانتماءاتهم وخصوصية حياتهم . هكذا يكون النبلاء ، وهكذا يكون العظماء باخلاقهم وقيمهم .

 

ما أعظم ما وصلتَ اليه ، وحصلتَ عليه ، حيث حُزت محبة الناس ، وكسرت المثل الذي يقول : ( إرضاء الناس غاية لا تدرك ) . وأنت أدركتها وحققتها وفزت بها . أنت لم تكتفِ بإدراك رضا الناس ، بل أحبوك لدرجة أنهم أطلقوا عليك لقب ( القاضي الرحيم ) . محبة الناس من محبة ربّ العزة لعباده . وها أنت قد غادرت الدنيا ، وأنت الآن بين يدي ربٍ غفور رحيم

 

هنيئاً لك ، لقد غادرت هذه الدنيا الرخيصة ، الزائلة ،  الفانية وقد سبقتك عشرات ملايين الرحمات . أي مجدٍ هذا ؟ وأية سيرة هذه ؟ وأية قيم تلك التي حملتها وأوصلتك الى هذا المجد الإنساني ؟ وأية رحمات أنزلتها على الناس حتى تترحم عليك البشرية كلها ؟ 

 

كم نحن بحاجة الى مسؤولين رحماء . الرحمة من أسماء الله سبحانه وتعالى ، وهي من أهم صفاته سبحانه وتعالى . تصوروا الحياة لولا الرحمة ، وبدون الرحمة ؟ 

 

القاضي / كابريو ، كان يكسر رهبة ، وهيبة المحكمة عند البسطاء ، فيحادثهم ، ويلاطفهم بلطف وحرص . وكان عندما يرافق الأم طفلاً يداعبه ، ويشركة في القرار . وفي أحد الفيديوهات التي شاهدتها ، أشرك طفلة في محاكمة أمها ، وسألها : هل أُمكِ مذنبة ؟ ثم طلب من الطفلة ان تحضر لعنده ، وسألها : كم مبلغ الغرامة التي ترين ان والدتكِ تستحقها ؟ 

 

وفي إحدى المحاكمات ، وبعد ان حكم على إمرأة بدفع مبلغ معين كغرامة ، قالت السيدة أنها لا تملك نقوداً . وما كان منه الا ان تبرع بمبلغ ، وحثّ الحضور الذين لديهم إمكانية ان يتبرعوا . فجمع مبلغ الغرامة ، ومبلغاً آخر لتنفق فيه على نفسها

 

القاضي / كابريو من الرجال العظماء ، العظماء بإنسانيتهم ، وتواضعهم ، ورقي مشاعرهم ، ونُبل قيمهم . القاضي / كابريو وأمثاله ، يعيدون للإنسان إنسانيته ، وشعوره مع الآخر

 

رحم ربي القاضي الرحيم / كابريو  وأسكنه فسيح جناته . متضرعاً للعلي القدير ان يكون القاضي العادل من بين القضاة الثلاثة الذين ذكرهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

 

شخصياً  أُعجب بالشخص المتواضع المُحب للناس ، المُحب للعدالة مع الرحمة لتكون عدالة متميزة تأتي بعد عدالة السماء الربانية المطلقة