الإقليمية خيانة لفكرة الدولة


د.
طارق سامي خوري
إن
الإقليمية ليست انتماءً، بل خيانة لفكرة الدولة الحديثة.
هي
تدميرٌ صامت، لأنها لا ترفع سلاحًا، بل تزرع سمًّا في العقول،
فتجعل
الإنسان يرى أخاه غريبًا عنه، فقط لأنه من مكانٍ آخر.
الدولة
الحقيقية لا تقوم على ذاكرة الجغرافيا،
بل
على إيمانٍ جمعي بأن الجميع متساوون أمام قانونٍ واحدٍ، وعدالةٍ واحدة، ومصيرٍ
واحد.
إن
الغاية السامية هي بناء المجتمع الإنساني المتكامل،
وطالما
أن هذا المجتمع يجد تعبيره الأسمى في فكرة الوطن،
فإن
الواجب هو الإيمان بوحدة الحياة والعمل لخير الوطن وتطوره ونهضته.
ومن
أراد أن يبني وطنًا، فليؤمن أولًا أن الانتماء للدولة أسمى من كل الانتماءات
الصغيرة.