يديعوت احرونوت: إسرائيل تحولت فعليًا إلى دولة تحت الوصاية الأمريكية لا قرار لها


رأى المحلل في "يديعوت أحرونوت" و"واينت"
إيتمار آيخنر في تحليل تصدّر الموقع أنه "بات من الواضح أن إسرائيل تحولت
فعليًا إلى "دولة تحت الوصاية الأمريكية": القرارات تُتخذ في واشنطن،
والتعليمات تصدر من هناك، والقدس مضطرة إلى الانصياع".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينعقد الكبينيت السياسي-الأمني هذا
الأسبوع لأول مرة منذ المصادقة على صفقة الأسرى وخطة ترامب في الأشهر الأخيرة،
ويعكس ذلك أيضًا الزيارة النادرة التي قام بها المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف
وجاريد كوشنر إلى قاعدة الكرياه في تل أبيب مما يشير إلى عمق التأثير الأمريكي على
ما يجري داخل إسرائيل. وفي الوقت ذاته، زارت بعثة أمنية إسرائيلية ضمت ممثلين عن
الشاباك والجيش الإسرائيلي أمس الاثنين القاهرة، وبحثت هناك مسألة "اليوم
التالي" في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع.
مصادر إسرائيلية تقول إن الولايات المتحدة تواصل دعم إسرائيل في
مواجهة خروقات حماس، وأن هناك تفاهمات حول الحفاظ على وقف إطلاق النار والالتزام
به، لكن في الواقع، النهج الأمريكي هو الذي يفرض الواقع. في ظل هذه التطورات، من
المتوقع أن يصل اليوم إلى إسرائيل نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، في أول زيارة
له منذ توليه المنصب. وقال مصدر سياسي: "زيارته تبعث برسالة واضحة أن
الأمريكيين يديرون الحدث بكل قوة".
في هذا السياق، أجرى المبعوثان الأمريكيان ويتكوف وكوشنر يوم أمس
زيارة نادرة إلى الكرياه، التقيا خلالها مع: رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية
(أمان) اللواء شلومي بيندر، رئيس شعبة التخطيط اللواء إيال هرئيل، الوزير للشؤون
الاستراتيجية رون ديرمر. هذا اللقاء تم بموافقة القيادة السياسية، وناقش الطرفان
استعدادات الجيش لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.
وخلال الاجتماع، تم التطرق بعمق إلى قضية "اليوم التالي في
غزة"، والهدف من اللقاء، بحسب مصادر إسرائيلية، كان ضمان التنسيق الكامل بين
الطرفين والتأكيد على إتاحة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية للشركاء
الأمريكيين. مصادر أمنية إسرائيلية أشارت إلى أن الأمريكيين حريصون على
"إغلاق كل الثغرات" تمهيدًا للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل:
إدخال قوة عسكرية دولية تضم آلاف الجنود هدفها نزع سلاح حماس ونزع السلاح الكامل
من قطاع غزة.
وبدأت القيادة الدولية لتنفيذ اتفاق ترامب العمل من قاعدة تابعة
للجيش الإسرائيلي في كريات جات. هذه القيادة مسؤولة عن تنسيق الجهود بين الدول
والمنظمات المعنية بإعادة إعمار غزة وإدخال القوات الأجنبية. يرأس القيادة الجنرال
الأمريكي باتريك فرانك، ويعمل إلى جانبه جنرال بريطاني. ويمثل الجيش الإسرائيلي في
القيادة اللواء ياكي دولف، قائد الفيلق الشمالي، وكان سابقًا قائد فرقة الضفة
الغربية وسكرتيرًا عسكريًا لوزير الحرب.
يشارك في إقامة القيادة نحو 200 جندي أمريكي، وستشرف على دخول قوات
من الإمارات، إندونيسيا، أذربيجان، مصر، وربما قطر وتركيا أيضًا.
الزيارة النادرة لويتكوف وكوشنر تنضم إلى سلسلة طويلة من المؤشرات
على عمق التدخل الأمريكي في القرارات السياسية والأمنية داخل إسرائيل. مبعوث ترامب
آدم بوهلر سبق أن التقى سرًا مع عناصر من حماس. ويتكوف وكوشنر صافحا خالد الحية،
القيادي في حماس، وشاركا في تقديم العزاء في نجله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في
الدوحة. ترامب رتب لنتنياهو مكالمة وصفها البعض بأنها مهينة مع رئيس وزراء قطر
محمد آل ثاني بحضور مسؤول قطري، بينما في الوقت نفسه يتقارب مع أردوغان رغم تحريضه
المستمر ضد إسرائيل، وتدرس واشنطن بيع طائرات F-35 لتركيا،
وسمحت لمؤسسة IHH التركية
بالمشاركة في إعادة إعمار غزة.
في ظل هذا كله، قد تُظهر زيارة فانس واجتماع الكابينت المرتقب
مجددًا الحقيقة الجديدة: إسرائيل لم تعد شريكة استراتيجية للولايات المتحدة، بل
باتت ضمن نطاق نفوذها المباشر. ومثلما يضع ترامب عينه على غرينلاند ويسعى للتقرب
من كندا، ربما لم يعد هناك حاجة لضمّ إسرائيل رسميًا – لأنها عمليًا أصبحت ضمن
حدود النفوذ الأمريكي.