شريط الأخبار
ولي العهد يبحث تعزيز التعاون مع مملكة البحرين ولي العهد يلتقي برؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات عالمية في الرياض ولي العهد من الرياض: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة بجميع مراحله تصعيد خطير والاحتلال يخرق الهدنة: 9 شهداء وجرحى بقصف اسرائيلي.. وحماس تنفي علاقتها بحادث رفح مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض توقيف النائب السابق محمد عناد الفايز الملك والرئيس العراقي يبحثان توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري كيف تقلب جمعية وكلاء وموزعي السيارات الحقائق.. وتسوق لقرارات تضرب قطاع المركبات الأردني؟! مروان البرغوثي...الطريق من "الزنزانة" إلى "المقاطعة" يمر بغزة خطاب العرش الاحزاب الأكثر حضورًا أردنيا: العاطلين عن العمل، الأميّين سياسيا وثقافيا وحزب المتعثرين والدائنين "الوطني لدعم المقاومة" يثمن الخطاب الملكي حول تمتين الجبهة الداخلية بمواجهة التحديات والتهديدات الامانة تطلق حافلات كهربائية للباص السريع بين مجمع رغدان وصويلح الملكة: مايحدث في غزة كابوس.. ولا يوجد أي مبرر لمنع دخول الغذاء والدواء الملك: ما حدث في غزة "إبادة جماعية" والدمار "صدمة حقيقية" الاحتلال يعلن الطواريء الخاصة بمحيط غزة.. وسموتريتش يهدد باحتلال القطاع كاملا الألبسة والأسمدة تتصدران قائمة السلع المصدرة بقيمة 1.159 مليار دينار ندوة للملتقى الوطني لدعم المقاومة: كيف اعاد طوفان الاقصى تعريف الصراع مع الصهيونية؟ "المحامين الاردنيين": لن نعترف بأي إجراء للكيان الصهيوني ونرفض التدخل بشؤوننا الداخلية إجراءات حكومية تقوّض المناطق الاقتصادية الحرة وتُضعف قوى الاستثمار

امريكا أولاً .. او .. إسرائيل أولاً

امريكا أولاً .. او .. إسرائيل أولاً


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

لا يغيب عن البال ان الغالبية العظمى — إن لم نقُل — ان كافة الشعب الأمريكي من المهاجرين ، اي انهم ليسوا امريكان بالأصل  ، ومعظمهم  من أصول أوروبية ، قبل بدء الهجرة الحديثة ، حيث تقاطر  على أمريكا الناس من كل أصقاع الدنيا . بعد الإبادة الجماعية للهنود الحمر ، السكان الأصليين ، حيث إنحصر عددهم بحوالي ( ٤,١ ) مليون نسمة ، يشكلون حوالي ( ١,٥ ٪ ) من السكان ، ويتقسمون على ( ٥٥٦ ) قبيلة ، معترف بها فيدرالياً . ويتوزعون بين ولايات : الاسكا ، وأوكلاهوما ، ونيو مكسيكو . وأصبح التواجد الكثيف للهنود الحمر في المكسيك حيث يقدر عددهم بحوالي ( ١٠ ) ملايين نسمة

 

لهذا السبب ، لا ينتمِي سكان امريكا اليها كما تنتمي بقية شعوب الأرض لأوطانها . الكل هاجر اليها على اعتبار انها أرض الأحلام . حيث يسعى الجميع لتحقيق مصالح شخصية ذاتية

 

إنصهر الجميع في هذه البوتقة الغريبة العجيبة . ولأن تحقيق الذات هو المحور المحرك للفرد ، الذي تصادف مع نهج مكافأة المتميز على إنجازاته ، فقد تغلغلت الصهيونية في هذا المجتمع الذي يعتبر تربة خصبة لما تنشده الصهيونية ، وبدأت تمسك بزمام الأمور ، إستناداً او ركوناً الى الدهاء الصهيوني في توظيف الأموال فأمسكت بكل الخيوط ، لدرجة ان من يود تحقيق ذاته عليه ان يكون صهيونياً بالإنتماء ، حتى تمكنت وسيطرت على مفاصل أمريكا برمتها . وتكمن سيطرة الصهيونية بسيطرتها  على الإقتصاد ، والإعلام ، وتمويل الحملات الإنتخابية للسياسيين .

 

يشكل اليهود قوة إقتصادية كبيرة وخطيرة ، مع انهم لا  يشكلون سوى  ( ٢,٤ ٪ ) من السكان ، الا انهم يشكلون حوالي ( ٣٠٪) من الأثرياء . ولكم ان تتصوروا ان ( ٥ ) عائلات يهودية تبلغ ثروتها ( ٥٥٠ ) تريليون دولار

 

أرى انه من الضروري الإشارة الى انه ليس كل اليهود صهاينة ، كما انه ليس كل الصهاينة يهود . ويمتلك اليهود الأمريكان آليات ذكية في دعم بعضهم بعضاً . حيث تأكد لي من العديد من العرب الذين يقيمون في امريكا ، ان اليهود يدعمون  بعضهم بعضاً ، سواء على مستوى الأفراد ، او المنظمات . فإذا قَدِم مهاجر يهودي الى امريكا من اي بلد من العالم ، ولديه الرغبة لإقامة نشاط تجاري لنفسه ، فانه يتم تشغيله بداية لدى احد اليهود الذين يمتلكون نشاطاً مشابهاً ليتدرب ويتمكن من فهم متطلبات ذلك النشاط بإحتراف ، ثم يتم تمويله برأس المال اللازم لإقامة النشاط . فيقيم مشروعه ، وبعد نجاح المشروع ، يبدأ بتنفيذ التزاماته التي تعهد بها مقابل تدريبه وتمويله . وهذا ساعد بشكل كبير على سيطرتهم على اغلب مفاصل النشاط الاقتصادي الاميركي

 

يبدو لي ان رجالات الإدارة الأميركية لا يملكون قرارتهم ، وانهم مسيرون لا مخيرون ، وان قراراتهم تتخذها الصهيونية نيابة عنهم ، لأنها هي التي اوصلتهم لما وصلوا اليه . حتى أصبحوا كما عرايس الخيوط المصرية القديمة التي تتكون من لعبة ، ترتبط اطرافها بخيوط ، يحركها ممثل يتقن تلك اللعبة

 

وهناك دليل قاطع أكيد على ان السياسيين الامريكان لا يملكون قراراتهم وهم في السلطة ، ويتمثل ذلك في إختلاف تصريحات عدد من الرؤساء الأمريكان السابقين بعد مغادرتهم البيت الأبيض عن مواقفهم ودعمهم المطلق وهم في مواقع المسؤولية . وسوف أسوق لكم مثلاً واحداً لتأكيد ذلك ، ويتمثل في الإختلاف الكبير — حدّ التناقض — بين دعم الرئيس الأميركي الأسبق / كارتر المطلق للكيان الصهيوني ، وبين موقفه الذي ضمنه كتابه ( Palestine: Peace Not Apartheid ) اي : فلسطين : سلام لا فصل عنصري

 

ما دفعني لكتابة هذا المقال ، فيديو إنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي ، يسأل فيه شاب أمريكي بعض الأمريكيين سؤالاً مختصراً هو : أمريكا أولاً ، او إسرائيل أولاً ؟ 

 

تصوروا لو انني كأردني ، وأعيش على تراب الأردن ، وأتقلد منصباً سياسياً متقدماً ويتم توجيه سؤال لي : هل الأردن بلدي أولاً ، او البلد الفلاني الذي تربطه علاقات استراتيجية متينة مع الأردن يكون أولاً ؟ واتهرب من الإجابة ، إما بقول : ( No Comment ) ،اي لا تعليق ، او أشيح بوجهي عمن سألني ، او أُغيّر مساري مبتعداً ، اي اهرب  ، وأخاف ، واتجاهل الإجابة  ، وأفضلهم قال : الإثنين معاً . هل هذا منطقي ؟ هل يستقيم هذا ؟ يُستنتج من هذا عدم الجرأة على الإفصاح عن إنتمائه لبلده ، كما يدل على ان إنتمائه الفعلي هو للصهيونية التي دعمته واوصلته لما وصل اليه . خسئ هولاء العملاء ، الذين ينافقون ، بل ينتمون لكيان يعتمد في وجوده على بلادهم

 

لكن ما أعاد البوصلة الى مسارها الحقيقي ، تمثل في جرأة شابين ، عندما أجاباً بجرأة ووضوح بأن : أمريكا أولاً ، وخُتم الفيديو بعبارة هزّت كياني عندما ختم المذيع بقوله : فلسطين حرّة . وهنا أقول : هل المظاهرات الصاخبة ، الجريئة ، المستمرة التي إجتاحت معظم المدن الأمريكية تنبيء بأن التغيير قادم ، ربما ؟ حتى لو بعد حين

 

كما أثلج صدري ما أفصح عنه الرئيس الأميركي/ ترامب ، عندما ضغط على نتنياهو وأقنعه بإتفاق وقف اطلاق النار في غزة ، عندما قال الى نتنياهو : إنك لن تستطيع محاربة العالم كله . وهذا يدل على شيئين ، الأول : ان التغيير قادم ، بالتخلي عن دعم الكيان من قبل دول الغرب ، وثانياً : أن الرئيس الأمريكي / ترامب ، ضغط بشدة على نتنياهو للوصول الى الإتفاق ، لأنه يحرص على الكيان اكثر من حرصه على بلده أمريكا

 

الصهيونية متغلغلة في الولايات المتحدة الأمريكية تغلغلاً يصعب وصفه ، وتصديقه . لذلك سيكون الإنفكاك صعباً ان لم يكن مستحيلاً . هذا عدا عن المتصهينين من المسيحيين البروتستانت وهؤلاء متعصبون أكثر من الصهاينة أنفسهم ، لأنهم ربطوا الأمر بالدين

 

يستحيل ان يحدث هذا ، وينتمي المواطن الى كيان اكثر من موطنه الا اذا كان هذا المواطن تورط وارتبط في تنظيم ايديولوجي خبيث وخطير ، ومن دهاء وخبث هذا التنظيم الصهيوني ودلالة خطورته انه تغلغل في مفاصل الدولة الأمريكية وربط مصالح الأفراد والمجموعات والكيانات بالارتباط به والمحافظة على مصالحه .

 

المذهل انه كيف تمكن كيان مسخ مصطنع صغير قميء ان يفعل كل هذا ويسلخ مواطنين عن الإنتماء لوطنهم ويحولون إنتمائهم اليه !؟