حصاد الإنجاز: "جيل جديد" يحتفي بمشاركة الشباب المدنية والسياسية الفاعلة
"تعلمت
من خلال جيل جديد أن المشاركة ليست شعارًا بل ممارسة، وأن التغيير يبدأ بخطوة نؤمن
بها ونقودها بأنفسنا"، بهذه الكلمات عبّر الشباب المشاركون في مشروع "جيل
جديد" عن فخرهم بما أنجزوه خلال خمسة أعوام من العمل المشترك (2021–2025)،
والتي شملت برامج تدريبية ومختبرات سياسات ومبادرات مجتمعية في مختلف المحافظات.
وقد توج اللقاء الختامي بعرض أبرز الإنجازات وتكريم المشاركين تقديراً لجهودهم في
تعزيز الوعي المدني والسياسي، حيث أسهموا في إعداد 11 موجز سياسات و3 تقارير
تناولت دور الشباب والنساء في التغيير، وأوصت بإدماج التربية المدنية في التعليم،
وتحديث القوانين لضمان حرية التعبير، وتشجيع المشاركة السياسية، وتوفير مساحات
آمنة للحوار والمبادرة.
وفي
هذا الإطار، اختتمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) فعاليات
المشروع بعقد لقاء ختامي بعنوان "حصاد الإنجاز لمشاركة الشباب المدنية
والسياسية الفاعلة"، الثلاثاء 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، إذ استعرض خلاله
المشاركون محطات النجاح والدروس المستفادة.
وعبرت
م. ملاك سليمان، مديرة مشروع جيل جديد في منظمة النهضة (أرض)، عن اعتزازها بما
حققه المشاركون من قصص نجاح حقيقية، قائلة: "جيل جديد لم يكن مجرد مشروع
تدريبي، بل مساحة حقيقية لصنع التغيير، أتاح للشباب والنساء فرصة تطوير مهاراتهم
في القيادة والمشاركة المدنية والسياسية، وتحويل أفكارهم إلى مبادرات مؤثرة على
أرض الواقع".
وشهدت
الفعالية حضور عددٍ من النواب والشركاء وممثلي المؤسسات الشبابية، من بينهم أعضاء
شبكة تنسيقية المؤسسات الشبابية الشريكة في المشروع، حيث أكد النائب الدكتور عبد
الحليم عنانبة، نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة والثقافة النيابية، أن "ما
نراه اليوم من مبادرات يقودها شباب مؤمنون بدورهم في خدمة الوطن يعكس وعياً
سياسياً ومدنياً متقدماً، ويؤكد أن الشباب ليسوا فقط محور المستقبل، بل شركاء
حقيقيون في الحاضر وصنّاع قرار فاعلون في مجتمعهم".
كما
أثنى النائب الدكتور حمزة الحوامدة، رئيس لجنة البيئة والمناخ النيابية، على
الجهود البيئية المنبثقة عن المشروع قائلاً: "نحتاج إلى مثل هذه المبادرات
التي تجمع بين التمكين والمناصرة، وتربط الشباب بقضايا المناخ والبيئة كقضايا
وطنية بامتياز، لأن الاستثمار في وعي الشباب البيئي هو استثمار في مستقبل الأردن
المستدام".
ومن
بين المشاركين الذين استعرضوا تجاربهم المحامية حنين بركات، إحدى المشاركات في
مختبر السياسات ضمن المشروع، حيث أشارت إلى أن التجربة شكلت نقطة تحول في فهمها
لأهمية الدور القانوني في التأثير على السياسات العامة، قائلة: "تعلمنا كيف
نحول المعرفة القانونية إلى أدوات للتغيير، وكيف نرفع أصواتنا بطرق منهجية ومؤثرة
لصالح مجتمعاتنا".
كما
تحدث موسى العوايشة، أحد المشاركين في مختبر السياسات، عن أثر المشروع في بناء
الثقة لدى الشباب بقوة المشاركة المجتمعية، موضحاً أن المبادرات التي انبثقت عنه
"لم تكن نشاطات وقتية بل بذور لتغيير حقيقي ومستدام".
وفي
إطار تبادل الخبرات، أُقيمت جلسة حوارية بعنوان "قصص نجاح مبادرات جيل جديد
في التنمية البيئية وتمكين الشباب"، أدارها المحامي عبادة الوردات، أحد
المشاركين في مختبر السياسات، وشارك فيها ممثلون عن مؤسسات شبابية حصلت على تمويل
من منظمة النهضة (أرض) لتنفيذ مبادرات في مجال التنمية البيئية وتمكين الشباب على
المستوى المحلي.
واستعرض
أحمد مستريحي، مدير المشاريع في منصة كيدوز تايمز، تجربة مبادرة "أرض
وشباب"، والتي نُفذت في أربع محافظات هي عمّان وإربد وجرش وعجلون، بهدف تعزيز
المشاركة السياسية والمدنية للشباب والنساء، وتمكينهم من قيادة مبادرات بيئية
واجتماعية تُسهم في إحداث أثر إيجابي ومستدام داخل مجتمعاتهم.
كما
استعرضت أمل الغوانمة، رئيسة جمعية أرض السنديان، مبادرتها "المناخ في قلب
الإعلام"، موضحةً أن المشروع "يهدف إلى بناء قدرات الصحفيين الأردنيين
في مجال التغير المناخي وتعزيز دور الإعلام في رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على
القضايا المناخية في الأردن".
أما
هاشم المصاروة، المدير التنفيذي لمؤسسة شباب 42، فتحدث عن مبادرة "بيئة
ميتر" التي تعمل على تعزيز المشاركة المدنية والسياسية للشباب والنساء في
محافظة مادبا ولواء ذيبان، قائلاً: "بيئة ميتر جاءت لإحداث تغيير مؤسسي
ومجتمعي من خلال إنشاء قنوات حوار مباشر بين المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع
المدني والجهات الرسمية، ما يسهم في بناء ثقة متبادلة ويعزز الحوكمة المحلية."
بالمحصلة؛
شدد المشاركون على أهمية استمرار دعم المبادرات الشبابية وتوسيع فرص التدريب
والمشاركة، مؤكدين أن الاستثمار في الشباب هو الطريق الأضمن نحو مستقبل أكثر عدالة
واستدامة.

























