جيش الإحتلال يعزّز الجبهة الشمالية وحزب الله يعيد تموضعه في العمق اللبناني
ذكر تقرير لموقع "والا" أن الجيش الإسرائيلي يعيد توجيه
جهوده لتعزيز الجبهة الشمالية خلال فترة وقف إطلاق النار، على خلفية تقديرات تفيد
بأن حزب الله يستعد لحرب مستقبلية عبر سياسة احتواء مدروسة، تتضمن التضحية بقوات
تكتيكية على الحدود للحفاظ على قدراته وتعزيزها في العمق اللبناني.
ونقل تقرير الموقع عن محلله
العسكري أمير بحبوط أن الضربات الإسرائيلية الحالية تهدف إلى منع إعادة تأهيل
الحزب وإرباك استعداداته قدر الإمكان والمساهمة في تشكيل واقع ميداني أقل ملاءمة
لإطلاق هجوم مفاجئ.
وبحسب الجهات الأمنية الإسرائيلية المشارِكة في التقييم، فقد تكبّد
حزب الله "ضربات قاسية" خلال المواجهات الأخيرة لكنه حقّق أيضًا مكاسب
جزئية قد يسعى لتطويرها استعدادًا لصراع مقبل. وفي ضوء ذلك، تقع على عاتق شعبة
الاستخبارات العسكرية مهمة بالغة التعقيد: تحديث نظام إنذار مبكر قادر على التصدي
لاحتمال هجوم مفاجئ مشابه لما حصل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار التقرير إلى أن سلوك حزب الله العلني يبيّن نقل مراكز ثقله
إلى عمق سهل البقاع، ما يجعل أي مواجهة محتملة تتطلب مناورة برية وجوية أوسع في
داخل لبنان لاستهداف قدرات الحزب الصاروخية والدقيقة، بما في ذلك طائرات مسيّرة.
وفي هذا الإطار، سيحتاج الجيش الإسرائيلي — إذا تطلّب الأمر — إلى زيادة الآليات
المدرعة (ناقلات جند ودبابات)، وتعزيز الدعم الناري من الجو والأرض، وتوسيع قدرات
الإسناد واللوجستيات، إضافة إلى قوات هندسية متخصصة.
كما حذّر التقرير من تصاعد التعقيد الاستخباراتي كلما تراجع الحزب
إلى مناطق عمرانية داخل منشآت مدنية وتحت الأرض، ما يصعّب تحديد عناصره
واستهدافها. وأكّد الكاتب أن الخبرات من العدوانين الأخيرين على لبنان وغزة برهنت
على أن الضربات الجوية وحدها لا تعوّض عن العمليات الهندسية البرّية، وهو ما يزيد
من المخاطر التي ستواجه القوات أثناء الوصول للأهداف داخل معاقل العدو.
ولفت التقرير أيضًا إلى متابعة الجيش لتطوّر قدرات وحدات تشغيل
الطائرات المسيّرة لدى حزب الله، وخصوصًا "الوحدة 127" التي يُحتمل أن
تُوسّع نشر فرق مسيّرة بقدرات متنوعة في أنحاء لبنان. وفي مجمل الصورة، يتوقع
المراقبون أن تكون مواجهة المستقبل "حرب عقول" تعتمد مزيجًا من
الضربات الاستخباراتية والتقنية والعملياتية، في ظل تحديات كبيرة تتعلق بالتخفي
الحضري والقدرة على الاستهداف الدقيق.

























