شريط الأخبار
الملك يدعو لتبني نهج حكومي موحد يبسط الإجراءات ويسهيل رحلة المستثمر .ولي العهد: لحظة اعتز بها وزير الاستثمار: آلية جديدة لحل قضايا تسديد القيود الجمركية للموجودات الثابتة لدى المستثمرين امطار غزيرة وسيول تلف مناطق المملكة.. وتوقع تراجع فرص الامطار مساء منتدى الاستراتيجيات: 1.42 مليون عامل وافد في الاردن ما يعمس خللا داخل سوق العمل ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لبدء تصنيف فروع "الإخوان" كـ"منظمات إرهابية" الملك يتابع تمرين أسود الهواشم ويقلد ولي العهد شارة سيف القوات الخاصة اخفاق اسرائيل بتوقع طوفان الاقصى يطيح بجنرالات كبار.. ومطالبات بالتحقيق مع السياسيين الملك يتابع سير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي لجنة حكومية تبحث "كمشة" استيضاحات وشبهات فساد وثقها ديوان المحاسبة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل تتصاعد وتهدد بادخالها "عزلة خطيرة" لا يكتفي بالغارات: جيش الاحتلال ينفّذ 1200 عملية اقتحام داخل الأراضي اللبنانية الملكة رانيا العبدالله تشارك في عشاء خيري أقيم في متحف الفن الإسلامي بالدوحة اتفاق أردني – سوري لفتح التجارة لكافة السلع بداية العام المقبل "قنبلة" الاكتظاظ في السجون . خطوات إسرائيلية متسارعة لإعادة إشعال الحرب في غزة ولبنان.. وهذا الهدف! “الخيرية الهاشمية” و"تجار المواد الغذائية" توزعان وجبات ساخنة شمال غزة العيسوي: الرؤية الملكية للتحديث الشامل تشكل إطارا وطنيا يعزز كفاءة المؤسسات ويصون الثوابت الوطنية استشهاد رئيس اركان حزب الله بغارة صهيونية عدم استقرار جوي بؤثر على المملكة ليل الاثنين وزخات غزيرة متوقعه الثلاثاء وتحذيرات

التهجير .. هو المصير .. كما يبدو

التهجير .. هو المصير .. كما يبدو


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

الدول التي لديها إستراتيجيات بعيدة المدى ، تُقسِّمها الى سياسات ، والسياسات الى خطط . ولا يُكتفى بوضع خطة واحدة ، بل يتم إعداد عدة خطط بديلة ، فيكون هناك مثلاً  : الخطة ( أ ) ، والخطة ( ب ) ، والخطة ( ج ) . وتكون هذه الخطط كخطط بديلة ، فإذا تعذر تنفيذ الخطة الأولى ، يتم الانتقال الى الخطة الثانية .. وهكذا . والسبب الرئيسي للجوء لهذه الألية هو الإصرار على السير في تنفيذ مراحل الإستراتيجية الكبرى دون توقف ، بسبب المتغيرات التي ينشأ عنها معيقات إستجدت بمرور الزمن

 

عند الأجانب قول مشهور هو : ( There is always plan B) ، هم ليسوا مثلنا ، حيث لا يوجد لدينا خطة رئيسية ، فكيف يكون لدينا خطط  بديلة ؟ 

 

الكيان الصهيوني قرر تهجير أهل غزة ، وجاء القرار كنتيجة لطوفان الأقصى الذي حدث بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/٧ . وتأرجح تنفيذ هذا القرار كثيراً بين الإصرار ، وتعدد البدائل ، ووصوله احياناً لدرجة الخفوت حيث كنا نعتقد انه تم العدول عن فكرة التهجير تماماً

 

وتُهنا ، بل تم تضليلنا ، وفقدنا التركيز من كثرة الطروحات الهادفة ( ظاهرياً ) لإيقاف حرب العدو على غزة ، وإعادة البناء ، وغرقنا في التفاصيل ، فبدأنا بحساب إفتراضي لكمية الطمم الناتج عن ركام المباني ، وكم يستغرق إزالة الطمم من وقت وجهد وكُلفة ، وأصبحنا نتنافس على من سيكون له نصيب الأسد من إعادة إعمار غزة

 

ونسينا ، او جهلنا ، او تجاهلنا ان لدى العدو عدة بدائل لتنفيذ قراره بتهجير أبناء غزة . ولتأكيد ذلك أنقل للقراء الكرام النص الحرفي للقاء تلفزيوني مع الرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب :— [[ الصحفي يسأل الرئيس ترامب : كم عدد الأشخاص الذين تود تهجيرهم من غزة ؟ ردّ الرئيس/ ترامب : جميعهم ، أعني نحن نتحدث عن ربما ( ١,٧٠٠,٠٠٠ — ١,٨٠٠,٠٠٠ ) شخص ، لكن اعتقد كلهم ) . ويتضمن الفيديو تعليقاً مفاده انه : خدع العرب ، وأوهمهم بصفقة سلام ، بينما يدير نتنياهو وشريكه الرئيس ترامب الخطة الأخطر على غزة . تفاصيل مثيرة كشفتها صحيفة ( هاآرتس الإسرائيلية) : حيث كشفت ان هناك رحلات سرية ، تحت جنح الظلام ، تنقل آلاف الغزيين نحو وجهات مجهولة ، بهدف تفريغ القطاع من سكانه ، طائرات لا تحمل شعارات ، تقلع من مطار رامون الإسرائيلي كل ( ٤٨ ) ساعة ، مقابل ( ٢,٠٠٠ ) دولار عن كل راكب . يتم التواصل مع الغزيين عبر رقم واتساب إسرائيلي ، او عبر مندوبين في غزة ، يحصلون على أموال طائلة ، مقابل هجرة كل شخص ، تُنقل المجموعات عبر معبر كرم أبو سالم ، ثم الى مطار رامون الإسرائيلي ، ومنه الى دول مثل : كينيا ، وإندونيسيا ، وماليزيا ، وجنوب افريقيا ، والى أي دولة تقبل دخولهم دون تأشيرة . وفي لقاء مع أحد أبناء غزة المُهجرين قال : جايين من غزة ، هاربين من الموت على جنوب افريقيا . وأعلنت حكومة جنوب افريقيا قلقاً بالغاً ، بعد وصول ( ١٥٣ ) فلسطينياً ، في رحلة وصفتها سلطات افريقيا الجنوبية بالغريبة . وصرح / سيريل رامافوزا ، رئيس جنوب أفريقيا وقال : بأنه بالأمس هبطت لدينا طائرة تحمل ( ١٦٠ ) فلسطينياً ، هبطت في ( تيبو ) ، وهؤلاء الأشخاص من غزة ، تم وضعهم بطريقة غامضة ، على طائرة مرت عبر نيروبي ، وجاءت الى هنا . المفاجأة ان من يدير العملية شركة وهمية إسمها ( المجد ) ، تدعي انها منظمة إنسانية إسلامية ، تساعد الغزيين على ( الخروج الطوعي ) . وشركة المجد هذه ، لا وجود قانوني لها ، وتم إنشاء موقعها في شهر / فبراير الماضي ، وتم ملء الموقع بصور مولدة بالذكاء الاصطناعي ، وعناوين وهمية . لكن الأخطر ان الذي  يديرها شخص إسرائيلي ، يتلقى قوائم الأسماء من وزارة الدفاع الإسرائيلية ، وإسم الشخص الذي يدير الشركة هو : ( تومر جانار ليند )  ، وعندما تم الإتصال به ، لم يُنكر دوره ، لكنه إكتفى بالقول : (( لا أرغب في التعليق في هذه المرحلة ، ربما لاحقاً )) . وقال نتنياهو : ( يجب ان تحدد الوجهة ، حتى يتمكنوا من إعادة التوطين في مكانٍ ما ، وأضاف : أعتقد ان هذه هي القضية الحقيقية المتعلقة بهذا الموضوع ، أنت تقدم لهم خيراً ، بمجرد ان تقدم لهم الخيار سيغادرون . وأضاف الرئيس الأمريكي ترامب : أعتقد انهم سيعاد توطينهم في مناطق حيث يمكنهم العيش حياة جميلة ، دون القلق من الموت كل يوم  . عشرات الشهداء يسقطون يومياً برصاص العدو ، وأطنان المساعدات محشورة على المعابر ، في محاولة مدروسة لتحويل حياة الغزيين الى جحيم لا يطاق . ما عجز  نتنياهو عن تحقيقة طوال عامين من القصف والحصار ، قدّمه له ترامب على طبق من ذهب ]]. إنتهى الإقتباس من الفيديو

 

القراء الكرام ، أرجو ان تلاحظوا معي كيف يديرون شؤونهم ، وينفذون إستراتيجياتهم عن طريق وضع العديد من الخطط ، والخطط البديلة ، ويسرحون بنا ، ويوهموننا بأنهم يودون السعي للسلام ، ونحن نصدقهم ، ونصدقهم القول ، وننتظر القادم من الباب ، بينما هم يخرجون من عدة شبابيك ومنافذ لا حصر لها . هذا هو الفارق بين التحجر ، والتدبر ، والمرونة ، وإجتراح الحلول وفق المعطيات القابلة للتنفيذ والتطبيق

 

عندما يكون عدوك محترفا في وضع الخطط والخطط البديلة وعند التنفيذ يتصف بالذكاء والدهاء ، وإحتراف الخداع عليك ان تحذر ، والا وصلت الى حالة من الضياع . هذا هو وضعنا مع الصهاينة كما لعبة القط والفأر ، عندما يرى القط فأراً يدخل جحراً ، يتسمر القط عند باب الجحر لساعات منتظراً الظفر بصيد الفأر ، والفأر يسرح ويمرح ، ويخرج خارج الجحر ويتغذى ثم يعود الى جحره من منافذ عديدة يجهلها القط  ، ويكمن في جحره ( يتفلى ) والقط خارج الجحر ( يتقلى ) . 

 

كل المعطيات تشير الى ان التهجير هو المصير المحتوم لأبناء غزة ، على ما يبدو . ونحن نتغنى بالثبات ، والصمود ، ونسينا دهاء عدونا وإحترافه في إجتراح الحلول لتنفيذ مخططاته

 

لنتقي شرور العدو  علينا ان نفكر بعقول الصهاينة وليس بعقولنا . لأنهم يفكرون بخبث ، ومكر ، ودهاء ، ونحن نفكر بسذاجة ، وسطحية ، وغباء