الحجاج: المونديال ليس فرحة عابرة… بل اختبار جاد لجدّية الدولة في حماية أحلام شبابها
وضعتنا
قرعة كأس العالم في المجموعة العاشرة إلى جانب الأرجنتين والجزائر والنمسا، وهي
مجموعة لا تُجامل أحدًا ولا تعترف بالأمنيات، بل تفرض واقعًا صارمًا لا ينتصر فيه
إلا من يملك التخطيط والإدارة والإرادة. لكن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه اليوم:
هل نحن، كمنظومة رياضية وإدارية وحكومية، على مستوى هذا التحدي التاريخي؟ أم أننا
سنكتفي بالمشاعر والصور والشعارات ونغفل عن جوهر المعركة؟
إن
وصول الأردن إلى كأس العالم حدث استثنائي لا يجوز التعامل معه بعقلية المناسبات،
ولا بمنطق "إنجاز تحقق وانتهى”، بل هو ملف سيادي بامتياز يجب أن يُدار بعقل الدولة
لا بعقل المؤسسة، وبقرارات مصيرية جريئة لا بإجراءات روتينية بطيئة تُبدّد الفرص
وتقتل الأحلام.
اليوم،
لا عذر لأحد. أي تقصير في الإعداد، أو تخبّط في القرار، أو ارتجال في التصريحات،
سيُسجَّل تاريخيًا على كل من بيده المسؤولية. فشباب الأردن الذين صنعوا هذا
الإنجاز بعرقهم وتضحياتهم لا يستحقون أن تُهدر فرصتهم بسبب البيروقراطية أو
المزاجية أو الحسابات الضيقة التي لا تمتّ للوطنية بصلة.














