لا تبكِ شهيدًا...
بقلم / سوسن الحلبي
لا تبكِ شهيدًا بدَتْ نواجذه من
فرطِ الابتسام،
ولا تئِنُّ لحاله بعدما نال بقدرهِ
عُلْيا المقامات...
فشهيدُنا قد تُوِّج الآن ولم يعد
يبالي بحديثنا،
واليوم لاح مجدهُ وازدانت للقائهِ السماوات...
عُرسٌ جميلٌ يُقامُ عاليًا لاستقبالهِ،
مرتديًا أثواب المجدِ مشرق القسمات...
والنّورُ هلّ بقدومهِ مهيبًا مبتهجًا،
شاخصًا أنظاره نحو نعيم الجنّات...
لا بدِّ أنّ شمسًا جديدةً قد أشرقت أمام عينيه،
وبدت له ملامحُ الحورِ الحسناوات...
فهرع يغادر الدنيا وما
فيها مسرعًا،
يَنشدُ وعدًا أعدَّ له مستيقنًا متسرسل الخطوات...
كانت عيونه تلمع من الشوق لرفاقٍ قد سبقوه،
وارتقوا شامخين نحو أعلى الدرجات...
أسدٌ قضى بعزَّةٍ وعزيمةٍ لم ينحنِ،
قد فاز اليوم عزيزًا بأحلى المنوات...
خذني معك أخي الشهيد
نحو الذُّرى،
فقد بتَّ تحظى بالمغفرة وأعلى الكرامات...
وادعُ لنا، ومن حولك من أسود الأرض،
بأن يكون النصرُ قريبًا لشعبنا،
وأكثر الدعوات...












