شريط الأخبار
محافظة: وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية بديلا لوزارة التربية ولا دمج مع "التعليم العالي" ولي العهد يحيي النشامي ويبارك للمغرب ويشكر قطر الملك للنشامى: كلنا فخورون بكم وبما حققتم "الشيوعي الاردني": اعتقال عضو الحزب محمد فرج منذ اسبوع الموت القلبي المفاجئ… خطر صامت مقدر يختصر أعمار مرضى السكري الأمن العام : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم.. تخلصوا منها في نقد التحول من الاشتراكية الى الرأسمالية مربعانية الشتاء تدخل الأحد.. توقع اجواء باردة جدا وأمل بالامطار والثلوج امريكا تواصل "بلطجتها" ضد الجنائية الدولية دعما لاسرائيل.. والمحكمة ترفض معاريف: موافقة نتنياهو ونرامب على صفقة الغاز لمصر تهدف لاحتواء النفوذ التركي والقطري بغزة ولي العهد يتوج علي علوان هداف كأس العرب الملك: شكرا للنشامى ولجمهورنا الوفي الملكة: فخورون بالنشامى وآداء مميز العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة النشامى يخسر بشرف كأس العرب ويحل وصيفا امام المغرب ولي العهد يدعو جماهير الاردن الوفية لدعم النشامى والدة النائب والعين السابق خالد رمضان بذمة الله الأمم المتحدة و200 منظمة إغاثة: العراقيل الإسرائيلية تهدد العمليات الإنسانية في غزة بالانهيار بعد مماطلة اسرائيلية.. المصادقة على صفقة الغاز مع مصر بقيمة 35 مليار دولار اسرائيل تقصف مجددا ريف القنيطرة.. وحكومة الجولاني تتباهى بضبط كمية كبيرة من قذائف "آر بي جي" للمقاومة اللبنانية

المهندس هيثم جوينات

المهندس هيثم جوينات


الانضباط الهندسي، الرؤية الثقافية، والقيادة القائمة على إدارة المشاريع لمدينة مادبا

بقلم: المهندس نبيل إبراهيم حداد

مستشار الهندسة والصناعة وإدارة المشاريع

 

تنجح القيادة البلدية عندما تجمع بين الكفاءة الفنية، والانضباط التنفيذي، والوعي الثقافي. فالمدن لا تُدار بالشعارات، بل بالمشاريع: تُخطَّط بواقعية، وتُنفَّذ بمسؤولية، وتُسلَّم لخدمة الناس. في هذا السياق، يبرز المهندس هيثم جوينات، رئيس بلدية مادبا، كنموذج قيادي قائم على الممارسة الفعلية لا على التنظير.

 

خبرة مبنية على التنفيذ لا على الألقاب

قبل توليه مهامه في مادبا، عمل المهندس هيثم في أمانة عمّان الكبرى، إحدى أكثر البيئات البلدية تعقيدًا في المنطقة. لم يكن دوره شكليًا أو إداريًا بحتًا، بل كان عمليًا وتنفيذيًا بامتياز.

ومن أبرز المشاريع التي قادها أو ساهم فيها:

سوق عمّان المركزي للخضار والفواكه، وهو مشروع بلدي ضخم تطلّب تنسيقًا عالي المستوى بين التخطيط والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والتجّار والاعتبارات الصحية.

إنشاء والإشراف على 126 حديقة عامة، وهي مشاريع جمعت بين التخطيط الحضري، والاستدامة، وسهولة الوصول، ومتطلبات التشغيل والصيانة طويلة الأمد.

عدد كبير من مشاريع الطرق، نُفِّذت ضمن بيئة حضرية نشطة، وتطلّبت إدارة حركة السير، والتنسيق مع خدمات البنية التحتية، وضبط السلامة، والتنفيذ المرحلي.

إدارة هذا الحجم من المشاريع تتطلب أكثر من معرفة هندسية؛ إنها تتطلب انضباطًا في إدارة المشاريع، وفهمًا عميقًا للقيود، وقدرة على الإنجاز تحت الرقابة العامة.

 

فهم القيود كجزء من الحوكمة الرشيدة

من أبرز نقاط قوة المهندس هيثم فهمه الواقعي لقيود العمل البلدي، ومنها:

محدودية الموازنات،

الأطر التنظيمية والتخطيطية،

توفر الأراضي واستخداماتها،

التنسيق المؤسسي،

وتوقعات المواطنين المتزايدة.

بدل اعتبار هذه القيود عوائق، يتعامل معها كـ معايير تصميم تُنتج حلولًا أذكى وأكثر قابلية للتنفيذ والاستدامة. هذا النهج يضمن ألا تكون المشاريع مجرد قرارات على الورق، بل أعمالًا مكتملة وقابلة للتشغيل وهو أمر حاسم في العمل البلدي.

 

مهندس وفنان: وظيفة مع هوية

ما يميّز المهندس هيثم أكثر أنه ليس فقط مهندسًا وقائد مشاريع، بل فنان أيضًا، ومهتم بالشأن الثقافي ومتابع للفعاليات الثقافية.

وهذا الجانب مهم في قيادة المدن.

فالمدينة ليست شبكة طرق وخدمات فقط، بل هي فضاء ثقافي واجتماعي حيّ. تنجح المساحات العامة عندما تراعي الجماليات، والهوية، والتفاعل المجتمعي. الهندسة توفّر الوظيفة، لكن الهندسة الممزوجة بالوعي الثقافي توفّر قابلية العيش والانتماء.

اهتمام المهندس هيثم بالفن والثقافة يمنحه حساسية أعمق تجاه:

الفضاءات العامة كأصول اجتماعية وثقافية،

الفعاليات الثقافية كمحرّك للسياحة والاقتصاد المحلي،

والتراث كقيمة يجب حمايتها بالتوازي مع التنمية.

 

لماذا هذا المزيج مناسب لمادبا؟

مادبا ليست مدينة عادية. إنها مدينة سياحية رئيسية ذات ثقل تاريخي وديني وثقافي. قيادة مدينة كهذه تتطلب:

قدرة فنية لإدارة البنية التحتية والخدمات،

انضباطًا في تنفيذ المشاريع ضمن قيود واضحة،

وذكاءً ثقافيًا يحافظ على هوية المدينة.

إن اجتماع صفات المهندس، والفنان، والمهتم بالثقافة يجعل المهندس هيثم جوينات مناسبًا بشكل خاص لقيادة مادبا، لأنه قادر على تحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على الهوية، وبين الكفاءة والروح، وبين التنفيذ والرؤية.

 

الشفافية: كيف أعرف كل ذلك؟

من حق القارئ أن يتساءل عن مصدر هذه المعرفة، خارج السجلات العامة.

المهندس هيثم متزوج من شقيقتي، التي عملت أيضًا في أمانة عمّان الكبرى كـ مهندسة مدنية، حيث قادت العديد من المشاريع، ثم أصبحت رئيسة لقسمها. ومن خلال سنوات من القرب المهني، والنقاشات الفنية، والمتابعة المباشرة لبيئة العمل البلدي من الداخل، اطّلعت عمليًا لا نظريًا على كيفية تخطيط المشاريع، وإدارة قيودها، وتنفيذها على أرض الواقع.

ذكر هذه العلاقة واجب للشفافية. لكنها لا تُضعف هذا التقييم، بل تعزّزه، لأنه قائم على خبرة مهنية مباشرة ومعايشة فعلية، لا على مجاملات أو مواقف سياسية.

 

نحو قيادة بلدية قائمة على المشاريع

يعكس أسلوب المهندس هيثم توجّهًا مطلوبًا نحو العمل البلدي القائم على إدارة المشاريع:

أهداف واضحة،

أولويات نابعة من حاجات المجتمع الحقيقية،

إدارة شفافة للقيود،

ومتابعة حتى الإنجاز.

إذا استمر هذا النهج، يمكن لمادبا أن تواصل تطورها كمدينة مخدومة جيدًا، غنيّة ثقافيًا، وجاذبة للزوار—من دون أن تفقد شخصيتها المميّزة.

 

الخلاصة

تفشل القيادة البلدية عندما تنفصل الرؤية عن التنفيذ، وتفقد المدن روحها عندما يتجاهل التنفيذ الثقافة. مادبا تحتاج الاثنين معًا.

يقدّم المهندس هيثم جوينات نموذجًا يجمع بين الانضباط الهندسي، والصرامة في إدارة المشاريع، والوعي الثقافي. وفي مدينة تتقاطع فيها السياحة والتراث والخدمات اليومية، فإن هذا التوازن ليس ترفًا، بل ضرورة.

المدن القوية تُبنى بقادة يفهمون القيود، ويحترمون الهوية، ويُنجزون على الأرض.