شريط الأخبار
حي الطفايلة يعيدون مستشفى رئيسي للعمل بشمال غزة فيديو خيبة اردنية بعد خسارة نشامى الاولمبي امام "العنابي" لماذا اصطحب الامير حسن المقررة الاممية للاراضي المحتلة لاكبر مخيمات الاردن؟ الاردن يصعد ضد اسرائيل امام مجلس الامن: الزموها بعدم اجتياح رفح قمة "مستقبل الرياضات الالكترونية" تنطلق السبت المقبل برعاية ملكية سامية "المهندسين" تطالب بالإفراج عن المهندس ميسرة ملص فوز هيئة ادارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية بالتزكية محافظ العاصمة يفرج بالكفالة عن 17 موقوفا من "اعتصامات السفارة" منصور: مركز الحسين للسرطان سيفتتح فرعا بالعقبة مطلع العام المقبل جثة ميت امام موظفي البنك لنيل قرض بنكي معروف: الف مفقود مجهول المصير يخلفه احتلال وتدمير الشفاء الطبي توقيف موظف جمارك بتهمة الاختلاس ألبانيز تخاطب الضمير العالمي.. وتوثق بالأدلة جريمة الإبادة في غزة كباتن التطبيقات الذكية يلوحون بالاحتجاج "مكافحة المخدرات": القبض على متورطين بتجارة وزراعة وتهريب المخدرات "المركزي": الاعفاء من مخالفات السير لا يلغي خصم التامين مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية اردني يقتل زوجه ابيه لقناعته بتحريضها والده ضده جدل حول دستورية فصل الحزب لنائبه.. ونوفان العجارمة يؤيد عدم الدستورية في بلد عدد عزابه 2.8 مليون.. لماذا يتزوجون؟! (2-1)

د. محمد علي النجار يكتب:

الاعتداءات على خطوط المياه ... إلى متى؟!!

الاعتداءات على خطوط المياه ... إلى متى؟!!
منذ سنوات .. نقرأ ونسمع عن اعتداءات على خطوط المياه ، وسرقة كميات كبيرة منها ، مما يؤثر سلبًا على حقوق المواطنين ، الذين هم بأمس الحاجة لهذه الكميات المنهوبة من المياه في أنحاء المملكة.
قلت: إن هذه القضية قديمة ، ليست وليدة الساعة أو اليوم ، أو حتى الشهر ، بل ترجع أحداثها ووقائعها إلى سنوات طوال .. وما تزال ؛ ففي كل يوم أو بضعة أيام ، تطالعنا الأخبار عن ضبط مخالفات .. وسرقات للمياه في مناطق متعددة ، أو قل: لم تنجُ منطقة على امتداد الوطن ، إلا كان فيها اعتداءات على خطوط شبكة المياه ، وكأنها مشاع لكل من تسول له نفسه بالتغول على حقوق الآخرين .. وقد يرى هؤلاء في سلوكهم العدواني ، ذكاء منهم ومهارة وعبقرية ، لا سلوكًا يجرمه القانون ، وتعديًا يرفضه المجتمع ، وعيبًا في عرف العادات والتقاليد ، وحرامًا في حكم الدين!!.
فمن اعتداءات بمنطقة اللبن لتزويد عدة مزارع ضخمة ، تزيد مساحتها على مئة دونم ، تستهلك ما يزيد عن 1200 متر مكعب يوميًا ، مع وجود عدد كبير من البرك الكبيرة ، التي تتسع لآلاف الأمتار المكعبة!! ، إلى ضبط ثلاثين اعتداء على خطوط الماء في مناطق لواء الرصيفة!! ، فيما لخص معالي وزير المياه والري وقتها حجم المشكلة ، عندما صرح (28/7/2019) بأنه تم ضبط وإزالة (51420) واحد وخمسين ألفًا وأربعمئة وعشرين اعتداء على خطوط المياه الرئيسة في مختلف مناطق المملكة!!.
وبالرغم من ذلك لم تتوقف الاعتداءات ، فبعدها شهدت منطقة الموقر عدة اعتداءات متوالية ، وسرقة مئات الأمتار المكعبة من الماء يوميًا ، لري مزارع ، وتعبئة صهاريج لبيع المياه .. وبعدها تم ضبط اعتداءات في منطقة الحلابات ، لتزويد مزرعة بمساحة 25 دونمًا ، بأشجارها ومسابحها ، ولم تكن منطقة الحسينية بمحافظة معان ببعيدة عن هذه الاعتداءات حيث تم ضبط ست محطات غسيل شاحنات وسيارات بالجرم المشهود ، وكذلك اعتداءات مماثلة في الكرك!!.
وخلال الشهرين الماضيين ، تم ضبط عدد لا يستهان به من الاعتداءات على خطوط المياه ، ففي منطقة مأدبا ، تم الكشف عن سرقة مياه لري مزارع ، وتعبئة صهاريج ، وتعبئة برك زراعية!! ، وبعدها مباشرة ، تم ضبط سرقات للمياه لري مزارع وأشجار ، إضافة إلى مزرعة طماطم بمساحة عشرين دونمًا ، وتزويد شاليهات سياحية بالمياه ، وتعبئة صهاريج في السويمة والشونة الجنوبية وعمان!!.
أما محافظة الزرقاء وفي نفس الفترة ، فقد تم ضبط اكثر من مئة اعتداء جديد في مناطق مختلفة من المحافظة .. وبعدها بأسبوع تم ضبط سبعين اعتداء على خطوط المياه في الرصيفة.
وقبل أيام ، وفي إطار الحملة التي تهدف إلى ضبط الاعتداءات على خطوط المياه في جميع مناطق المملكة ، كشف النقاب عن ضبط اعتداءات جديدة في منطقة جنوب العاصمة وبالتحديد في منطقة أم العمد ، لري مزارع ، وتعبئة برك زراعية ، لتخزين المياه فيها ، مما يؤثر بكل تأكيد على كميات المياه المخصصة للمواطنين في المناطق القريبة.
وإذا كانت هذه الكميات المسروقة تبلغ آلاف الأمتار المكعبة من المياه ، فإن الخطير في الأمر أن هذه الجهات لا تكتفي بحاجتها من الماء ، بل لا يهمها هدر المزيد من المياه التي قد تراها حقًا مكتسبًا لها ، مادامت تسرقها دون حسيب أو رقيب!!.
هذه الاعتداءات على مقدرات الوطن ، والسرقات للمياه المخصصة للمواطنين ، تتكرر على مدار العام دون رادع من ضمير ، أو إحساس بالمسؤولية ، والغريب في الأمر ، أنه في كل واقعة نقرأ: (حيث تم ضبط وإزالة الاعتداء ، وإعادة الأوضاع كما كانت ، وإعداد الضبوطات الخاصة بالواقعة ، وتحويلها للاجهزة المختصة ..).
أنا لست أعرف هؤلاء المعتدين على خطوط المياه ، ولا الجهات المسؤولة تعلن عنهم ، ولكن كلنا يعرف أنها اعتداءات على الوطن وممتلكاته ، وعلى حقوق المواطنين ، الذين ينتظرون هذه المياه كل أسبوع على أحر من الجمر ، ناهيك عن المواطنين الذين قد لا تصلهم ..
والسؤال هنا: لماذا امتد مسلسل سرقة المياه على مدى سنوات .. ومازال؟!! .. ومتى ستكون الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل غير الأخلاقي؟! .. وإلى متى يظل هذا المسلسل يرهق الجهات المسؤولة ، ويشتت جهود موظفيها ، ويحرق أعصابهم ، ويقتل أوقاتهم؟!.
(مَن أمِنَ العقوبة) أساء التصرف ، وتطاول على الحقوق ، وقفز فوق القانون!!.
فكم مرة – خلال السنوات الأخيرة - قرأنا عن وقائع ضبط المخالفين والمعتدين على خطوط المياه؟... ولكن في المقابل ، كم مرة تم الإعلان عن تنفيذ القانون بحق هؤلاء ، ومعاقبة القائمين ، والمسؤولين عن هذه السرقات من أصحاب المزارع والمسابح ، والبرك والشاليهات ، أو أصحاب صهاريج المياه!! ، جراء إسرافهم لكميات كبيرة من المياه التي أهدروها ، وسلبوها من مخصصات المواطنين ، وضيعوا بأفعالهم أوقات الجهات الرسمية والأمنية وجهودها ، وأشغلوها في ملاحقة المخالفين؟!!.
ومن هنا لا بد من اتخاذ الإجراءات الحازمة بحق المخالفين ، وتطبيق العقوبات الرادعة عليهم ، وتعميم الأحكام الصادرة بحقهم ، والإعلان عنها للجمهور ، إذ من غير المعقول أن نظل أسرى للعبة القط والفأر .. فلا بد من الضرب بقوة على أيدي العابثين بمقدرات الوطن ، وحقوق المواطن ، خاصة وأننا في الأردن ، وكما يعلم القاصي والداني أننا نعاني ما نعانيه من فقر مائي ، وحاجة لكل قطرة ماء ، الأمر الذي كان من المفروض أن يضع كل مواطن أمام مسؤولياته ، في المحافظة على الثروة المائية بكل وسيلة متاحة ، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة ، للخروج من هذه الأزمة المزمنة ، التي تحتاج إلى التخطيط السليم ، والتفكير الجاد ، ووضع استراتيجية عابرة للحكومات لإيجاد حلول جذرية لها.
حفظ الله الأردن ؛ أرضًا طيبة مباركة .. وشعبًا عزيزًا معطاء .. وقيادة هاشمية رشيدة ..