غزة.. يا مدينة الملاحم و الشعراء!
Friday-2023-11-10 | 03:30 pm
نهى خلف
يا غزة الجريحة!
انت مدينة فلسطين الفاضلة الأولى
مدينة الشعراء!
تتفتح فيك الألام كالأزهار ، وينهض من الطين فيك وجه الانسان،
يصنع القنابل بالاشلاء،
ويكد فيها المنقذون كملائكة
منزلين من االسماء،
يضمدوا جروح الاطفال بالعرق والدموع،
و يتبركون من دعاء الامهات،
،بينما يتنقل فيك الصحفيون كالنجوم ،
ليلملموا جراح الأرض الصغيرة و يغطوها بالورود،
و يلعلع بكاء الرضيع كالآذان،
و تنتفض صلوات المساجد و اجراس الكئائس،
و يظهر وجه المجدلية كالبلور،
لتتلو ملحمة القيامة و النور،
ثم تظهر السمارية حاملة ابريق من الماء للفقراء،
.و تتحول المقابر فيك الي منابر للشعراء،
معطرين بدماء الشهداء،
ترتفع منهم جواهر الكلمات
و كأنها آيات من القرآن،
و من الإنجيل صلوات،
و ترفرف قصائدهم
بكلمات أقوى من الرصاص،
تصد الرعب و الضوضاء
ويخرج محمود، ابن البروة البار،
كالطاووس من تحت الرماد،
ليقول لمصاصي الدماء،
انصرفوا و اخرجوا من دمائنا ومن هوائنا،
و اتركونا نعيش و نموت كما نشاء!
و يتنفس نزار من تحت الماء
في مغامرة كبرى عكس التيار،
ليقول لم يبق بينهم لا ابو بكر و لا عثمان!
و يصرخ سميح القاسم من أمام دبابة: تقدموا تقدموا!
و يقذف علي العرب مظفر النواب كل المسبات،
و يشرح لهم توفيق زياد
معنى العشرين مستحيل،
وتنادي فدوى طوقان:
ياقوم إلى ما وحتام؟
الكذب يغطيكم من قمة هامتكم حتى الاقدام!
و يتتظرا احمد فؤاد نجم و الشيخ أمام من خلف المعبر الحرام،
يا فلسطينية انا بدي انزل معاكم سيفي بادايا،
و ادايا تنزل معكم على راس الحية،
و تموت شريعة هولاكو!
و يغني عز الدين المناصرة لجفرا الوطن المسبي!
ويتغنى ابراهيم طوقان
بموطن كله تلال و جمال و جلال،
ويستمع اليهم الشعراء الصغار،
و هم يقغزون برشاقة من فوق الدمار،
و كأنهم في ساحة ملاكمة كبرى،
و حديقة تتناثر فيها الالعاب،
يبحثون عن بقايا الأخشاب و الاوراق،
ليصنعوا طير الفينيق، من الفخار،
ويرشقوه على راس الثعلب المكار،
و يرسمون مستقبلا من
الطيور المزخرفة المهجورة،
بالاحجار ليرشقوها على رؤوس
الكلاب المسعورة،
و قراصنة البحار!
Warning: Undefined variable $page in /home/almujaz/public_html/footer.php on line 132