شريط الأخبار
الاردن يغلق مجاله الجوي.. ويوقف حركة الطيران القادمة والمغادرة القوات المسلحة الأردنية على أهبة الاستعداد للتصدي لأية محاولات تهدد أمن المملكة واستقرارها وبدأت الحرب الكبرى بين اسرائيل وايران: الاحتلال يفاجيء طهران بموجة قصف واغتيالات واسعة.. وتوعد ايراني بالرد السريع العيسوي يرعى حفل لجان المخيمات احتفاء بالمناسبات الوطنية ترامب يلوح بشن اسرائيل ضربة عسكرية اسرائيلية ضد المنشات النووية امريكا واسرائيل تصعدان ضد ايران والاخيرة تتحدى: نذر الحرب تتزايد أورنج الأردن تهنئ النشامى بتأهلهم التاريخي إلى نهائيات كأس العالم 2026 احالة جمعية خيرية للقضاء بشبهة جمع تبرعات دون ترخيص 14 الف شيك مرتجع خلال ايار بقيمة 93 مليون دينار مديونية البنوك تخنق الأردنيين.. قروض تثقل كاهلهم وتخطف بهجة العيد الملقتى الوطني يستنكر منع الحكومة مسيرة تضامنية وسط عمان تقدم حقيقي بمفاوضات تهدئة غزة.. ام حمل كاذب جديد؟! الأردن يدين اسرائيل: تعريض المستشفى الميداني بغزة وطواقمه للخطر جريمة مرفوضة البنك العربي يرعى فعالية كسوة العيد بالتعاون مع بنك الملابس الخيري في العقبة والزرقاء شظايا الحقد الصهيوني تصيب ممرضا بالمستشفى الميداني الأردني جنوب غزة الأردن يندد باقتحام الاقصى: لا سيادة لاسرائيل على القدس الشرقية وصول دفعة جديدة من أطفال غزة لتلقي العلاج في الأردن المهندسين" تقرر وقف الاستدانة لدفع الرواتب التقاعدية نقض حكم واقرار الدية الشرعية على الأمن بقضية وفاة موقوف احباط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى الأردن

أثَـــــر الـــفَــــــراشَــــــة

أثَـــــر الـــفَــــــراشَــــــة


 


د.محمد يوسف أبو عمارة

 

رُبَّما تظُنُّ لِوَهَلة ما أَنّك لَستَ ذو قيمَة وأَنّ ما تَقوم بِه من تصرُّفات لا يُؤَثِّر عَلى أي شيء وبالتّالي يَتَسرَّب إِليك شُور بالإِنهزامِيَّة والضّعف وتتَوَقّف عَن العَمَل أَو حَتّى نَتَقَّف عَن التَّفكير بَمَل .. !

 

قَبلَ قليل خُضتُ نِقاشًا طَويلاً مَع طَلبتي حَولَ المُقاطَعَة لمُنتَجات الشَّرِكات الدَّاعِمَة للكَيان ومَدى فاعليّتها في إِ الرائعة والشَّرِكات التي تَدعمه وتغذيته، وأَحسستُ بِأَنّ أشياءً بِعَدام جَدوى المُقاطَعَة قَد تَسَرَّب إِلى بَل أَصبَ حِين يُفَكّر جدّيّ بِعَدام المُقاطَعَة وهُنا تَذَكَّرتُ نَظَرِيَّة " أَثَر الفَراشَة " لإدوارد لورينز عالِم الأرصاد الجَويَّة الذي لاحَظ أَنّ أَي تَغيير بَسيط يدخله في جِهاز المُحاكاة يُؤثِّر بِشَكِل مُلفِت عَلى التَّوقُّات حَتّى لَو كان هذا التَغيّر بِحَجم رَفرَفَة الفَراشَة ...

فَرَفرَفَة فَراشَة في الصّين قَد تَتَحَوَّل إِلى عاصِفَة في أَمريكا .. رُبَّما تَقول في قَرارَة نَفسِك أَنّ ذلك مَوضوع تافِه ولَن يُحدِث ذلكَ الأَثَر ولكنّ تَتَفاجَأ بِأَن كُلّ الأَثر يَحدُث منه !

لَو قامَت فَراشَة بِرَفرَفَة أَجنِحتها الصَّغيرَة فَهِيَ تُحدِث حَرَكَة في الهَواء ثُمَّ تُحدِث تَغييراً ضَيئيلاً ومُتدرّجًا في الضَّغط الجوّي وحينَ تتَراكَم الفَراشات وحشد قِواها عِندها تُصبِح أَجنِحتها مُحَرِّكَة لِتِيّات الهِ هذه كُلّ َّما زادَ عَدَد الفَراشات المُولّدة لَها قَد يُترجمها إِلى إِعصار يُحدِث دَماراً هائِلاً في العالم..

 

وِندَ التَّعَمُّق في هذه النَّظَرِيَّة نَجِد أَنّه لَيسَ هُناك أي تَصَرُّف تافِه أَو بِلا قيمَة ! فَلو شَعَر صَحابة رَسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهم في دار الأرقم بِن أَبي الأرقم أَنّهم قِلَّة ولَن يَكون لَهُم أَثَر لِمَا الإِسلام ..

ولَو أَنّ عَبّاس بِن فرناس لَم يُؤسِّس لَعلِم الطّيران لَما غَزَونا الفَضاء وعَدنا لِسَطحِ القَمَر ..

 

فالعمل الذي قَد يَبدو ظاهِره بَسيطاً قَد تَكون نَتائِجه أَكبَر مِمَّا تَتَوَقَّع ، فَلَو مَثلاً قامَ كُل مِنّا بإِلقاء النُّفايات في الطُّرقات والنَّظَافَة فمثال بسيط لحي بسيط يَسكنه عَدَد بَين الأَنَ الأشخاص ولِمُدَّة أَشهر وبِمََّّط حَجم نفايات سَتَجِد أَ نّ هذه النفايات التي يلقيها كُل منا سَتَصِل لارتِفَاع ( 120 ) سم حسب دِراسَة بَسيطَة أَجريتها أَنا عَلى حَيّ يقطنه (5000) شَخص ويَلقون نُفايات بِمُعَدَّل (30 سم3) فَقَط نأهيك عم سَيُصاحبها من أَمراض وأَوبِئَة .. فِِهمال وضع القمامة في مَكانها المُناسِب قَد يَتَسَبَّب بِمَرَض يقضي عَلى البَشريّة ..

كَما أَنّ شرخ بسيط في سَدّ كبير إِن لَم يُعالج في وقته سَيُحدِث غَرَقًا لِمَدينة كامِلة..

 

لِذا فَعِندَما تُقاطِع مُنتجات العَدو أَو الشَّركات الدّاعِمَة له يَجِب أَن تَكون لَدَينا قَناعَة بِأَنّ هذه المُقاطَعَة ذات أَهميّة كَبيرة والأرقام المَوجودة في مَواقِع العَدوّ تَدُل عَلى أَنّ عَشرات آلاف الشّرِكات والفروع التّابِعَة لها قَد توقّف نَش اطها وأن بَعضها تكبّدت خاسائِر بالمليارات وأَنّ بعضها حاول تغيير سياساته واسمه التِّجاري بَل ولذلكت هذه الشَّرِكات بِفَرض قيود عَلى صانِع القَرار في دَولَة الكَيان، فالحَرب مَع العَدَد لها أنواعٌ متعددةٌ ولا تَقتصِر عَلى حَمل السِّلاح فالمُقاطَعَة حَرب ووسائِل التَّواصُل والاعلام حَرب والرياضة حَرب والتّعلُّم حَرب فَأَشكال مُقاومي هذا العَدَد تَختَلِف وتَتَنَوَّع .. لِذا قاطِع ولَو كُنتَ لِوَحدِك ، قاطِع لأَنّك صاحِب فِكرَة، قاطِع لأَنّك صاحِب رِسالة، قاطِع لِأَجلِ إ قارئك الذين يُقتلون كل دَقيقة، يقاطِع لأَنه أَضعف الإيمان في وَقتِنا الحالي..

وتَذَكَّر أَنّ الفَراشَة توقُ أَنّ لَها أَثَراً لذلك فهي تُحلّق إطالةَ الوَقت فلا تَكُن أَضعَف من الفَراشَة ولا تُغادِر هذه الحَياة دونَ أَن تترُك أَثراً ..

وتذَكَّر قول درويش ..

أَثَر الفَراشَة لا يُرى .. أَثَر الفَراشَة لا يَزول ..

 

فالنَّتائِج قَد لا تكون آنيَّة أَو سَريعَة .. ولكنّها سَتكون أَكبَر مِمّا تُريد .. وتَذَكَّر أَنَّك قَد تَكون حَلقة في دائِرَة كَبيرَة فَلَولاك لَما دارت الدَّائِرة الكَبيرة فَأَنتَ الجُنديّ الماجهول الذي لولاه لاتَوقَف العَمَل فُسَناعَ ة يُمكنها مُسنن صَغير جِد إِن تَوَقَّف تَعَطّل عَمَل الكُل ..

لِذا أُكَرِّر لا تستَهين بِتأثير مُقاطعتك ولَو كُنتَ لِوَحدِك ..