احمد عبيدات: صمت وعجز وتواطؤ عربي رسمي على قطع رأس المقاومة
-
اسرائل تسعى بالإبادة الجماعية لطيّ ملف القضية
الفلسطينية وتهجير الفلسطينين قسرا للأردن ومصر
قال رئيس الوزراء الأسبق،
الدكتور أحمد عبيدات، إن العدوان الصهيوني على الأهل في قطاع غزة والضفة الغربية
ولبنان يكشف حقيقة مواقف الدول التي كانت تسمى العظمى، ومواقف العديد من الدول
العربية والدول الاستعمارية الغربية من القضية الفلسطينية.
وأضاف عبيدات خلال ندوة
عقدها المنتدى العربي أن القيادة الفلسطينية خسرت في أيلول 1993 ثقة شعبها من خلال
ذهابها لعقد اتفاقية اوسلو مع الكيان الصهيوني، لافتا إلى أن دولا عربية وأجنبية
شاركت في هذا الخداع، وسيكشفه التاريخ وتثبت الوثائق تلك الدول والقيادات.
وتابع عبيدات أنه وفي
السابع من اكتوبر 2023، استفاق العالم كلّه على قلّة مؤمنة تخرج من غزة وتوجه ضربة
لجيش العدو الصهيوني أذهلت وزلزلت أركانه وأركان الدولة العبرية بجميع مؤسساتها
المدنية والعسكرية، وبعثت في الأمة روح النضال والتضحية والأمل من جديد، وانتشلت
قضيه فلسطين من تحت ركام النسيان والاهمال.
وأشار عبيدات إلى أنه
وبعد أكثر من عام على معركة السابع من اكتوبر، والشعب الفلسطيني في غزة والضفة
الغربية يقاتل جيشا من أكثر الجيوش تسليحا في هذه المنطقة، مدعوما بشكل غير محدود
بما يحتاجه من السلاح المتطور والذخيرة حتى المحرمة دوليا والطائرات المقاتلة من
الولايات المتحدة الامريكية ومساندة عدد من الدول الغربية الاستعمارية وفي مقدمتها
اليوم ألمانيا وبريطانيا اللتان تعتبران الحرب على المقاومة حربهما.
ورأى عبيدات أن رئيس
حكومة العدو الصهيوني مصمم حتى الآن على مواصلة حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني
والمضي في تنفيذ مخطط التطهير العرقي والإبادة الجماعية المتلفزة التي تهدف
بالنتيجة إلى طيّ ملف القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينين قسرا إلى كلّ من الأردن
ومصر عاجلا أم آجلا.
وقال عبيدات إن صمود مقاتلي
حزب الله وما حققوه من انجازات في المعارك التي يخوضونها على طول خط المواجهة مع
العدو الصهيوني واستمرار عمليات المقاومة في قطاع غزة في الوقت ذاته، أربك مخططات
نتنياهو وأجبره على مراجعه حساباته بخصوص ما سُمّي إعاده رسم خارطة الشرق الاوسط
والهيمنة على جميع أقطاره.
وأكد عبيدات أن الولايات
المتحدة الأمريكية كانت وما زالت شريكا مباشرا وفاعلا في تلك الخطة للعدو
الصهيوني؛ تخطيطا وتسليحا وتمويلا وتنفيذا، منذ اللحظةالأولى،وذلك خلافا لما تدعيه
الدبلوماسية الأمريكية الخادعة والكاذبة، مبيّنا أن حرب الإبادة التي يشنّها جيش
الاحتلال مدعوما من أمريكا والدول الغربية والاستعمارية قد أسقطت جميع الأقنعة
ومنها شعارات حقوق الانسان التي سوقها الغرب الاستعماري وأمريكا علينا لعقود طويلة
مضت.
وأشار عبيدات إلى أنه لم
يعد هناك أحد في الوطن العربي الكبير يصغي إلى مقولات الديمقراطية الزائفة التي
روّجها الغرب الاستعماري، كما لم يعد أحد يثق بدفاع الغرب عن حريه الشعوب وحقها في
تقرير مصيرها، فقد تهاوت جميع هذه المقولات تحت أقدام أطفال غزة الأبرياء الذين
تتمزّق أجسادهم بفعل قنابل أمريكا وحلفائها وطائرات العدو الصهيوني كل يوم.
وقال عبيدات إن الشعب
العربي في الأردن كما الشعب العربي في كل من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر
واليمن؛ يتعرّض لحرب نفسية قذرة ترافقها هجمة اعلامية غير مسبوقة تهدف بالدرجة
الأولى إلى ضرب حاضنة المقاومة بكلّ أشكالها وتمزيق وحدة النسيج الاجتماعي والوطني
للأقطار العربية حيث ما اقتضت مصلحه العدو الصهيوني ذلك.
وهاجم عبيدات الموقف
العربي الرسمي الذي نعيشه في معظم أقطار المشرق العربي على وجه الخصوص من صمت وعجز
وتواطؤ وتآمر صريح على قطع رأس المقاومة وما يرافق ذلك من محاولات محمومة لتوظيف
بعض كتبة التدخل للقيام بالتشكيك بصدق وجدوى المقاومة وإثارة النعرات والعصبيات
المذهبيةوالطائفية والاقليمية بهدف خلق حاله من الانقسام والفوضى.
وانتقد عبيدات انشغال بعض
العرب والمسلمين بخلافات "الشيعة والسنة" بينما العدو الصهيوني يحصد
أرواح الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين ولبنان واليمن دون تمييز بين
سنة وشيعة، بل ويزيل قرىً بأكملها من الوجود في لبنان بعد أن دمّر ثلثي قطاع غزة
وأحالها إلى قاعٍ صفصف.
وحذّر عبيدات من إثارة
الفتنة والتفرقة بين الأردنيين على أساس أصولهم ومنابتهم، قائلا إن هذا لا يخدم
إلا العدوّ الصهيوني، وإننا بذلك نصبح كمن يطلق النار على قدميه، والنتيجة أن يصبح
جميع الأردنيون بلا تمييز بين الأصول والمنابت لقمة سائغة يسهل على العدوّ
ابتلاعها.
ودعا عبيدات الدولة
الأردنية للعمل بكلّ الوسائل السياسية والقانونية والاجرائية لتمتين الجبهة
الداخلية والحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها القاعدة الصلبة التي تقوم عليها
العلاقه بين جميع المواطنين.
ولفت عبيدات إلى سيادة
الصهاينة المتطرفين على الكيان الصهيوني، قائلا إن أولئك يأملون اليوم بهزيمة
المقاومة في غزة وتشكيل مستقبل القطاع ويتحدثون عن ضرورة الاستيطان في غزة كحلّ
جذري لمشكلتها، بل ويزعم حاخامات أن غزة لهم وأن الضفة الغربية جزء من أرضهم وأن
الأردن أيضا جزء لا يتجزأ من أرض الميعاد.
وأكد عبيدات أن تلك
الأحلام الصهيونية تأتي اعتمادا على دعم الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا:
"إنهم يظنون أنه دعم أبدي لا ينفد، وهم في الحقيقة واهمون ويتناسون مسلسل
هزائم أمريكا في فيتنام وأفغانستان والعراق والحبل على الجرار".
وحول الموقف في الأردن،
قال عبيدات إن"الكيان الصهيوني لا يقيم وزنا لاتفاقيات السلام التي أبرمها مع
كلّ من منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية في اوسلو ووادي عربة، وقد خرق
تلك الاتفاقيات غير مرة وداسها بأقدامه".
وأكد عبيدات أن الدولة
الأردنية مطالبة بإعاده النظر بجميع اتفاقيات السلام المزعوم التي فرّختها اتفاقية
وادي عربة، ومنها اتفاقية الغاز والمياه وغيرها، وبما يحقق المصلحة العليا للأردن
وشعبه، وبما يحفظ استقلاله ووحدة أراضيه.
ودعا عبيدات الدولة
الأردنية أيضا لاتخاذ الاجراءات القانونية والدستورية لإنهاء تواجد جميع القواعد الأجنبية
في الأردن، وأن نغادرحالة الاسترخاء السائدة على مختلف الصعد وجميع المستويات،
والاستعداد لجميع الاحتمالات، لافتا إلى ان ما يجري في الضفة الغربية ي بشكل خاص
يحمل لنا انذارا ومؤشرات لا يجوز تجاهلها.